أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح عوده - فيروز .. الظاهرة الإنسانية التي لن تتكرر .. ( .. !! .. ) ..














المزيد.....

فيروز .. الظاهرة الإنسانية التي لن تتكرر .. ( .. !! .. ) ..


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 2190 - 2008 / 2 / 13 - 09:25
المحور: الادب والفن
    


عندما يصدح صوت فيروز ، فان الفضاء فانه يتلون بألوان ويزهو بهاءً وجمالا ً ، يتبعثر صوتها عطرا ً في صباحاتنا ، لنرتشف شهدَ موسيقى عذبة وهي تغني صوتا ً من الروح ، اليوم .. صباح غائم والمطر ينهمر جدائل طاهرة تغسل بنقائها ما علق في الجو من أتربه ،
وفيروز تشدو .. بصوتها الجبلي الصباحي ، لتغسل ما علق في النفس من ألم ، فهي الأغنية التي لا تنسى دائماً, وهي ذاك الصوت الطفولي الذي يكبر بدواخلنا .. يكبر .. ويكبر كزهرة ( ياسمين .. ) .. بيضاء
نقية ..
لا تموت ..
فيروز .. بذاك الصوت ( المخملي .. ) .. وهي تداعب بأنغامها ( أطياف .. ) .. الصباح تعطي للعالم جرعة ( حياة .. ) .. بعد موت طويل ، ما تبدأ أن تعزف ترنيماتها الصباحية حتى نجد الحياة قد ملأت المكان ، تنظر إلى الشجر والحجر وكأنه يرتل مع أنغامها أغنية الفجر وعودة الحياة ، لتمر الساعات وصدى أغانيها ما زالت عالقة ً في ذاكرتنا .

كيف لا وهي الرحبانية الانسانه التي علمت البشر أن الفن رسالة قبل أن يكون فنا ً ، وأن الغناء الملتزم بلسم الروح ، لقد قال عنها الشاعر الفلسطيني محمود درويش ( هي الأغنية التي لا تنسى دائماً, و هي التي تجعل الصحراء أصغر وتجعل القمر أكبر ) ، احتارت الأقلام في تفسير هذه الظاهرة الإنسانية النادرة الوجود فكتبوا لها وعنها شعراً ونثرا ً ، وكان لهذا الصوت النادر الوجود الدور الكبير في أن تكون الملهم الأول للكثير من الأقلام ، فتجدها تمعن في بحر الإبداع وهي تستمع إلى فيروز ، لقد كتبوا عنها مقالات ودراسات ، لمعرفة أسرار ذلك الخلود ومصدر الأمان النفسي الذي تمنحنا إياه فيروز ، فهل أعطوها حقها ؟ فيروز .. ظاهرة عجزت الأقلام عن تفسيرها حتى الآن وظاهرة إنسانيه قبل أن تكون غنائية .. لا تتكرر أبدا ً .. !! ربما ستولد أصوت أخرى جميله لا يمكن لنا أن ننكرها وان نتنكر لدورها الإبداعي إلا إن فيروز هي مدرسة مختلفة عن الجميع لها أبجدياتها ولها جمهور يكبر يوما ً بعد يوم ومهما تقدم الزمن لقرون قادمة باعتقادي أن لمسات فيروز الانسانيه في الموسيقى العربية ستبقى تتناقلها الأجيال يوما ً بعد يوم، بل وربما ستكون عِلمَا ً منفصلا ً بحد ذاته يضاف إلى علم الموسيقى الحديث .
كانت فيروز وما زالت تقدم جميع ألوان الغناء حيث تنوعت أغانيها بين البسيط .. البسيط إلى المعقد والذي جعلتنا نستمتع بها بعيدا ً عن التكلف والتعقيد .. لذلك وصلت أغنياتها إلى جميع بقاع الأرض ، واستمع العربي وغير العربي لها ، نرى في أغنيات فيروز وما قدمته من إبداع يفوق حدود الوصف والكتابة فنّاً ملتزماً بالإنسانية فغنت للطفولة وكان
( شادي ) .. نموذجا ً لا ينسى للطفولة البريئة والتي سعت تلك الإنسانة ( فيروز ) إسعادها ورسم بسمة ٍ على شفاهها , واهتمت بألم الإنسان وشقائه ومتاعبه الحياتية ، حيث استطاع صوتها أن يقتحم العمق الإنساني وان يتغلغل في أعماق النفس البشرية ، حملت على عاتقها هموما ً كثيرة استطاعت وبكل براعة وإتقان إيصالها إلى العالم فكان لبنان وهمومه .. مصدر إلهامها من خلال الكثير من أغنياتها ( بحبك .. يا لبنان ) حملت هموم الوطن وما مر من أزمات وحروب على ذلك البلد من ويلات لم ينسها الطاعون القاتل الذي يغزو جسد الوطن , لقد نادت وبكل جبروت يحمله صوتها في تحسس مشاكل الناس وعذاباتهم وحقهم في حياة شريفة كريمة فاضلة .

كما عايشت فيروز القضية الفلسطينية منذ أن أبصرت عيناها الحياة ، فكان الهم الفلسطيني وقضية الشعب الفلسطيني حاضرة معها أينما ذهبت وأينما وصلت وأيضا ً أينما وصل صوتها ، غنت لفلسطين للعَلم والأرض والإنسان ، والقهر الذي يمارسه الاحتلال على شعب أعزل ، وللقدس وشوارعها العتيقة وللإخوة المسيحية الإسلامية في توحدها درعا ً متينا ً في مواجهة محتل غاصب ، نعم فيروز مازالت صدى ( أجرس العودة فل تقرع ) تدق في أذهاننا وحتما ً ستقرع مهما طال الزمان أنها الحتمية التاريخية التي لا يمكن أن ننساها مهما بلغت أمواج الظلم .. !! والإحباط .. !! فوق المدى ، أجراس العودة حتما سوف تقرع ونعود إلى قدسنا وأرضنا وزرعنا ومائنا الذي لن نتنازل عنه .

بلا شك إن هذا الشكل من الفن الإنساني هو من أعطى فيروز الاستمرارية والديمومة فترة طويلة من الزمن ، وجعل لها نجاحا ً مبهرا ً يزداد يوما ً بعد يوم ، بالرغم من تخطيها الثلاثة عقود وهي تغني إلا أنها استطاعت أن تتربع على عرش الأغنية الهادفة الملتزمة ، وان يكون لها هذا المد الجماهيري دون تراجع ، لأنها صاحبة ذوق في انتقاء كلماتها فكرا ً ومضمونا ًفأبدعت إبداعا ً ملحوظا ً وكأنها في غنائها تخوض حوارا ً مع النفس الإنسانية بكل ظواهرها وبواطنها ، وتوجت نفسها سفيرة للثقافة الإنسانية والفن ، فتخطت كل الحدود الفاصلة وعبرت بفنها وثقافتها وفكرها كل مكان ..

لك أيتها الرحبانية الندية من قلبي ألف سلام ..





#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنيات .. تحت .. ( المطر ّ .. ) .. ( !! ) .. ( الجزء الثاني ...
- ملائكة خلف القضبان .. ( .. !! .. ) ..
- أغنيات تحت المطر .. ( الجزء الاول .. ) ..
- عن عنتر قاهر الموت .. وحكاية عشق .. !!
- نقطة ضوء على تصريحات .. ( جون .. بوغارد .. )
- جعجعة .. مواطن ( الأسعار .. نار .. ) .. !!
- الاشجار تموت واقفه .. !!
- الصورة في صباحات زياد جيوسي
- فصل امني ام فصل عنصري ؟
- الحب يطلُ من شرفةٍ عاليةٍ
- المغتصبه !!
- بوس الواوا !!
- شموع منتصف الليل
- أصل فكرة حقوق الإنسان وإطارها الفلسفي
- هل حقا القدس عروس عروبتنا ؟
- أزمة قيادات أم تصحر !!!
- طفوله ماسوره واحلام مبتوره
- اغتيال الذاكره
- ليلة شتاء مجنونة
- الدكتور !!!


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح عوده - فيروز .. الظاهرة الإنسانية التي لن تتكرر .. ( .. !! .. ) ..