أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند الحسيني - ثقافة القطيع .... وعقدة الغريب















المزيد.....

ثقافة القطيع .... وعقدة الغريب


مهند الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2190 - 2008 / 2 / 13 - 01:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الانسان القديم وعقدة الظل

ان المتتبع لاحوال العرب عامة والمسلمين خاصة لا يخفى عليه تحسسهم من كل ما هو غريب بنظرهم , فأنهم دائما يتوجسون خيفة من كل شئ لا يعرفون حقيقته صالحا كان ام طالحا وينظرون لكل شئ يجهلوه على انه مصدر خوف يريد بهم سوءا ً مثلهم مثل الانسان الحجري الذي يرتاب من خياله ويحسبه عدو غاشم يريد بهم السوء والاذى ومادامه يتحرك مع حركة الجسم نلاحظ ان هذا الانسان المتخلف يتحرك هو ايضا بهيستريا وما درى هذا بان ظله يتحرك بحركته الموتورة .
لا والادهى من ذاك ان هذا الانسان القديم يحاول ان ينحت على الجدران ما يعجز عنه في الواقع مثل قهره لاعداءه ولكي يريح ويقنع نفسه المريضة بانه اقوى من عدوه ! وامثلتنا كثيرة بهذا الصدد (( الموت للامبريالية الموت للصهيونية والخ الخ )) وكاننا بذلك قهرناهم ودحرناهم.
وبالطبع هذه الحالة ملازمة لنا ولحتى من أخذ قسطا ً كبيرا ً في التعليم الاكاديمي … فالعرب معروف عنهم بانهم سيئوا الظن باي شئ وكل شئ يجهلوه حتى ان لهم امثالا وحكما بهذا الشئ الكثير من سوء الظن (( سوء الظن من حسن الفطن !!!)).
ومرد هذه العقدة هي روحهم الانعزالية المتمردة وعدم تحملهم للمسؤولية فهم يستحضرون سوء النية من الاخرين الغرباء بالحدس الكاذب فقط وبدون رؤيا حقيقية وهذا التفكير السلبي ينبع من بواطنهم التي تضمر الشر للأخرين فهذه الثقافة التي تربوا عليها ثقافة العشيرة والاب والاخ وابن العم, تجعلهم ينظرون لغير هؤلاء بانهم غرباء و اعداء وان لم يبادروا بالعداوة .. لانهم دائما يعتقدون بوجود عدو دائم مخفي وليس واضح المعالم (( وهو طبعا في خيالهم المريض فقط )) . فثقافتهم مبنية على الهجمات الاحترازية ضد ما يعتبرونهم غرباء من الذين خارج نطاق مجاميعهم القطيعية .
وحقيقة الامر ان ثقافة العشيرة او القبيلة هي أفة هذه العقل المتحضر إذ انها تمنع الأختلاط والتلاقح خارج هذه المنظومة فكريا واجتماعيا وحتى عقائديا , ومن يخالف قانون القبيلة هو خائن مارق ويستحق في بعض الاحيان القتل ! لانهم لا يستوعبون فكرة الخروج عن الجماعة وكانهم عبارة عن مجتمعات قطيعية حيوانية والتي تلزم بعدم خروج الفرد منها..وتقوم نخب هؤلاء بالتنظير الزائف فمثلا يروجون دائما بطريقة او باخرى :
ان الذي يخرج من القطيع ستحدق به الاخطار ويستوعدونه بهوائل الامور لانه براييهم معطل العقل وواجبه المسير وراء قائد القطيع ذو القرون الكبيرة , فهذه المنظومة برؤيتهم الضيقة هي مصدر قوة لهم وحتى لو كان طريق هذا القطيع هو السقوط من الشواهق .. وهذه الثقافة تنطبق على من يطالبون بالوحدة المصيرية المشتركة !! وتناسوا بان كل شعب له ثقافته وحضارته واحيانا حتى لغة غير لغتهم وما اقصده بدعاة الوحدة هم القوميين العرب من اللذين يقدسون ثقافة القطيع .

الفرد للجميع والجميع للفرد

للأسف اصحاب هذه الثقافة والمروجين لها ينطلقون من مبدا عدم الثقة بالفرد وفاعليته في المجتمع لانه بمنظورهم ضعيف متهالك وينظرون له بانه عديم الفائدة ولا يمتلك القوة الا بالجماعة (( القطيع )) قبلية كانت ام فئوية .
ومن هذا المبدا ترسخ مبدا عدم الثقة بالنفس لدى الافراد في مجتمعاتنا لانها انصدمت بواقع ملح وهو خروج الفرد خارج مجتمعه (( قطيعه )) اما بالسفر لغرض العمل أو بالخدمة العسكرية الالزامية اولاي اسباب طارئة وحينها سيجد الفرد القطيعي نفسه وحيدا ً خاملا يا ئسا ويشعر بان لا امل بخلاصه وربما تراه يقضي لياليه بالبكاء وحيدا فهو يريد الرجوع لقطيعه ومهما كانت النتائج .. فهو لا يسمح لنفسه ان يختلط في محيطه الجديد لانه وببساطة يعتبرهم اعداءه وهم يضمرون له الشر! ويبقى هذا الحقد على الغريب ( الاخر) يكبر ويترعرع في عقول هؤلاء الافراد ممن ينتمون لثقافة القطيع .
نعم هذه حقيقة ويجب ان نقر بها اذا كنا من المنصفين لان نكرانها لا يغير من الواقع شيئا وحينها سنكون مثل النعام .

رواسب عقد الطفولة ..

وما رفض الطفل في سنته الدراسية الاولى الا دليل وترسيخ لقولي .. فترى هذا الطفل ينعزل في ساحة المدرسة ويعتبر كل الاطفال الذين من حوله لا يهضموه وهو بدوره كذلك لا يبادلهم الاستلطاف وبالتالي ستتكون عقدة لدى اغلب الاطفال تنزع الثقة من انفسهم في هذه المرحلة تحديدا لان عائلته لم تشجعه على الاختلاط مع الاخرين لابل تراهم يحجبوه عن الخارج فهو كذلك بالنسبه لهم شر , ولم يحاولوا ان يعطوه جرعات العالم الخارجي تدريجيا لا نهم ادخلوا مفهوم في عقله وهو ن أي شئ خارج محيطه العائلي هو خطر محدق به لا محاله , فتلك بحق هي النكبة الكبرى .. اذ ان هذا الطفل يحاول بشتى الوسائل ان يهرب من مجتمع الاختلاط (( المدرسة )) ويرجع للبيت حيث الامان الذي افتقده مؤقتا حسب مفهومه… وكثيرا ما نرى ان اطفالنا يرفضون الذهاب الى المدارس ويمقتون هذا النظام الجديد !
واسؤالي : هل ياترى هو شعور غريزي لكل الاطفال في باقي الدول أم اننافقط من احتكر هذا الامتياز وباجتهاد ؟!
والحق أقول هي ليست غريزة بقدر ماهي ثقافة تربينا عليها وربينا بها اطفالنا .

((الشين الي تعرفه احسن من الزين الي متعرفه))

هذا المثل الشعبي دليلا وتاكيدا لهذه المفاهيم البالية , فتراه يتغير تغييرا طفيفا ً في كل الدول العربية ولكنه في النهاية يحمل نفس المعنى والمبدأ وماهو الا اثباتا على ان ثقافة القطيع هي موروث قديم وحافظنا عليه بامانة وهذا الموروث يرفض اي شئ جديد فكل حديث بالنسبه لهم ما هو الا شر مطبق فيجب ان نبتعد عنه قدر الامكان (!) .
فهل حاولنا ان نتقبل الاخر والحديث على انه خير وليس شر, او ان نغير طريقنا الذي جربناه كثيرا وأثبت فشله وبانه ذو نهاية مغلقة ؟؟!!
فلنحاول فربما سنجد في الطريق الاخر طريقا مفتوحا وفيه الخير لنا كافراد وكمجتمعات , وان نترك كل ماهو قديم وناخذ بالحداثة لاننا أذا بقينا على هذا الحال سوف نبقى في القطيع وسنموت فيه, فالمعروف عن المجتمعات الجماعية انها ترسخ لمبدا الاتكالية والخمول والعجز البدني , فيفترض بنا وباجيالنا ان نكون على المحك لكي نختبر قوانا وخبايانا الابداعية التي اصابها الضمور بسبب هذا الخمول والاتكال .

دعوة للجميع

وهذه دعوة بان لا ننظر للغريب على انه عدو بل لنعتبره اخر نتشارك معه بالفائدة المتبادلة ولتكون المنفعة هي قياسنا للاخر ونترك الاخلاقيات في التعامل لانها مسالة نسبية كل فرد يراها من منظوره .
وان لا نعتبر ما نجهله هو شر مطلق فلكل فرد سلبياته وايضا ايجابياته ومثلما نتقبل الايجابيات علينا بنفس الوقت التجاوز على السلبيات فليس من الحكمة رفض شخص لانه لديه سيئة ! فلنترك هذه السيئة ونتعامل معه بحدود حسناته وهذه هي الحياة أخذ وعطاء .
فنحن نتهم الغرب ( الغريب عنا ) بانه سلبنا ثرواتنا ومالنا وبترولنا ولم نفكر يوما كم اخذنا نحن منه وما هو حجم عطاؤه لنا في التطور وسبل الحياة الميسرة ولكننا للأسف نكرنا هذه الحقيقة ورحنا نندب ونلطم الصدور لانه سرقنا واستولى على خيرنا , وتوقفنا بالزمن عند هذه المسالة واصبحت هي معيار تعاملنا مع الغرب ... واحاول ان اتسائل واقول :
لو لم يكن الغرب هل كنا نعرف ماهو البترول وهل ستصبح له قيمة وقتها ؟!! وهل كنا سنعرف ماهي الطائرة التي تعبر بنا الاف الاميال وبسويعات قليلة ؟ وهل تحولت صحراءنا الى ربوع خضراء ؟
وهل استطعنا ان نتبادل افكارنا عبر الاثير ؟

فمتى ندرك بان الاخذ والعطاء هي سنة الحياة , اذ لا اتصور ان هناك غالبا ومغلوبا لاننا شركاء ……. واللذي كنا نعتبره بالامس غريب ليكن اليوم صديق ومالضير في ذلك ؟ نعم هذا افضل من نظرتنا الحاقدة للغريب لانه بالتالي سنكون نحن الخاسرين وليس هو .

وختاما : لنحاول ان نهجر القطيع ولنترك المسير خلف قائده ذو القرون الكبيرة فهو لم ياخذنا الا للمهالك وللطرق الوعرة المقفرة …. فماذا انتم قائلون ؟؟؟



#مهند_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبب نكسة الليبراليين في العراق (1)
- قتلوك يازعيم ....كما يقتلون العراق اليوم
- هل الديمقراطية شعار أم ممارسة؟؟!!
- التاريخ الاسلامي مابين التدليس ... والتقديس
- هل الديمقراطية شعارا أم ممارسة
- قراءة نقدية في مفهوم الشخصية البشرية عند اصحاب الفكر القديم
- العِلم اولا ثم الشعر ثانيا ايها العرب
- منهجية النقاش بين الرفض والقبول


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند الحسيني - ثقافة القطيع .... وعقدة الغريب