|
اليسار العراقي وعلاقته بالتيارات الاخرى الجزء الاول الشيعه ح2
عائد صاحب كاظم الهلالي
الحوار المتمدن-العدد: 2185 - 2008 / 2 / 8 - 11:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كنا قد تحدثنا في الحلقه الاولى عن اجتماع عقد في كربلاء مع القائد الميداني التركي المساعد لكمال اتاتورك مع الميرزا محمد وحضر الاجتماع عدد كبير من رؤساء القبائل وشيوخ العشائر المهمه والذين اقسموا على الوقوف في وجه بريطانيا حتى الموت. وقد عززمصطفى كمال اتاتورك صبغة هذا الاجتماع وقام بارسال عشره من الضباط برئاسة المقدم اسعد الدين بك الى كربلاء.وقد ادى هذا الامر في حزيران من عام 1920الى نفي ميرزا محمد الى ايران.ولكن عزمه لم يكل وعندما سمع اخبار قمع الثوره العراقيه في تشرين الاول راح ينتقل من جامع الى اخر في مدينة طهران مدافعا عن التفاهم مع البلاشفه وداعيا اليه.وبالاضافه الى هذا ؛فقد قيل انه نظم في اذار من عام 1921 ومن خلال صهره السيد ابو طالب جمعيه في الكاضميه بهدف كسب القبول لفكرة التعاون الاسلامي - البلشفي. واسهم تطوران اخران في تعزيز مرامي ميرزا محمد.كان احدهما محاولة فرض الانكليز معاهده على العراق في عام 1922 الامر الذي استثاره معارضه شرسه وخصوصا من قبل العلماء. وكان من نتائج ذالك انضمام السيد محمد الصدر والشيخ محمد الخالصي الى ميرزا محمد في المنفى. ثم وفي اواخر السنه نفسها بدات تتشكل بوادر ازمه جديده بين مصطفى كمال اتاتورك والحكومه البريطانيه؛ وكانت الازمه هذه المره تدور حول محافظة الكوصل الغنيه بالنفط. وتبع ذالك حشد مكثف للقوات التركيه عند حدود العراق الشماليه.وشكلت هذه الاحداث وعلى مايبدو الى سلسه من الاتصالات بين البلاشفه والعلماء العراقيين في ايران. ولقد اكد احد عملاء الحكومه ان السيد محمد الصدر كتب الى والده رساله من طهران يوم 27 كانون الاول عام 1922 يخبره فيها من انه قابل اثنان من ممثلي الحكومه السوفيتيه وناقش معهم الوضع العراقي واعطاهم( الرزمه) التي كانت معه وفي 22 كانون الثاني واستنادا الى تقرير اخر تلقى الشيخ مهدي الخالصي رساله من ابنه ينصحه فيها بان يجتمع مع اخرين؛ مع الوزير السوفيتي المفوض في ايران ؛ والذي اعلن ان روسيا السوفيتيه سوف تقف الى جانب تركيا في حالة اندلاع حرب حول العراق واضافه الابن من انه قد تم الاتفاق وانه سوف يرسل الشروط للحصول (على موافقة العلماء في مدينة النجف الاشرف) وكان في هذا اشاره واضحه الى اتفاق افيد عن عقده في طهران في منتصف كانون الثاني عام 1923 بين الوزير السوفيتي المفوض بورس شوسياتسيكي وممثل عن مصطفى كمال اتاتورك وقادة الجمعيه المسماة(جمعية بين النهرين) والتي كانت قد تشكلت قبل وقت قصير بهدف(تحرير العراق) وذكر ان الشيخ محمد الخالصي وميرزا محمد رضا كانا من الاعضاء البارزين في الجمعيه.ولم يرد في السجلات اي ذكر لمواد الاتفاق؛ ولكن يحتمل ان الهدف منه. انه تم التوصل فعلا الى التنسيق بين النضال الوطني العراقي وتحركات مصطفى كمال وتامين شكل من اشكال المساعده البلشفيه.ولكن وعلى ما يبدو ان الخالصي الاب كان يحذر من اي شكل من اشكال ا لتعاون مع البلاشفه؛ وطلب من ابنه في رساله مؤرخه في 1923 اعلام ( الجمعيه الاسلاميه الروسيه) ان العلماء لم يطلبوا مساعدتها. وفي وقت سابق ؛ عندما وصلت نسخ من بيان موال للبلاشفه ارسله اليه ابنه؛ ومرر الى العديد من العلماء من المجتهدين وعلقت في صحن الروضه الكاظميه انزعج الخالصي الاب كثيرا وعبر عن عدم موافقته على التعاون مع البلاشفه .ولكنه وضع ختمه في اذار من عام 1923 على فتوى تحرم المشاركه في اي عمل معاد للاتراك.وهي حركه تبدو متوافقه مع خط الاتفاق المذكور انفا. يذكر الكاتب حنا بطاطو في احد كتبه كنت في ليل عام 1958 جالسا الى جانب الخالصي الابن( محمد الخالصي) في مجلسه بجامع الكاظميه القديم؛ وكان يملي عليه بعربيه فصحى متانيه وقال انه (حقيقه ما حصل في ايران) شتاء العام 1922- 1923 وكان طوال الوقت يقطع كلامه بحركه من راسه . كان منظره مهيبا يزدان بعمامه كبيره بيضاءعلى راسه؛ وكان يلمس بين الحين والاخر لحيته الحمراء التي وخطها الشيب ويلقي عليه وعلى اتباعه نظرات غير مباشره من وراء زجاج نظاراته المعتم بينما كان هؤلاء يدخلون الى مجلسه ويخرجون منه على مدى ساعات التي استغرقتها المقابله. وكان الاتباع يصغون لمدة ربع ساعه او اكثر. ثم يقبلون يدي العالم او ينحنون اجلالا له ويغادرون بهدؤ . واستمر الامر على هذا المنوال حتى منتصف الليل. ولم اكن اوقع رؤية الزوار. وكنت قد ارسلت من خلال ابن اخيه كلمات اقول فيها اني ساتشرف بلقائه اذا كان يستطيع استقبالي والرد على عدد من الاسئله المتعلقه ب( دوره في الحركه الوطنيه العراقيه) ولكنه وعلى ما يبدو اعتقد ان المناسبه تحتاج الى جمهور مستمع من اتباعه. وتحدث الشيخ مطولا وبرغبه ظاهره عن حياته وحياة ابيه ودورهما في انتفاضة العراق؛ وعن الدين ؛ والفلسفه ؛ واوهام ماركس والماركيسيين. عائد صاحب كاظم الهلالي
#عائد_صاحب_كاظم_الهلالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليسار العراقي وعلاقته بالتيارات الاخرى . الجزء الاول الشيعه
...
-
النار اخر الحلول
-
وأد النساء مرة اخرى
-
الحوزه اخر من ينطق
-
واعقدوا من الاتفاقات مثنى وثلاث ورباع
-
تاريخ العراق المؤسساتي 1933_1958
-
الدبلوماسيه العراقيه وتصريحات الساسه
-
جنوب العراق الامن والعمامه في مهب الريح
-
قلنا هاتوا برهانكم
-
مسؤولية من ؟؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|