|
القوميات وسياسة الاقصاء ..؟!!
جمال المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 2185 - 2008 / 2 / 8 - 07:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم اكن اعرف ان الصداقة العرقية أو القومية يمكن ان تطيح بالانسان و توصله الى الزنزانة أو يتسيد ناصية الرصيف كأي متشرد أو صعلوك سكير يترنح على ارصفة الباب الشرقي او في ساحة الميدان ... كانت صداقتي تمتد لتشمل كل الطوائف والقوميات ، اكراد وتركمان وفيليين ومسيحيين وصابئة والى مالانهاية من المكونات الاجتماعية والانطولوجية على سطح الكرة الارضية ، واستمرت علاقتي بأصدقائي لسنين طويلة رغم البعد الجغرافي . الاشارة التي تلقيتها من الاعلامي محمد حسين الداغستاني الذي كان يشغل منصب مدير تلفزيون كركوك سابقا حين التقاني بعد أيام من تسلمي مسؤولية رئيس تحرير جريدة صوت التأميم الاسبوعية محذرا اياي من مكائد البعض والذين اطاحوا به عندما كان مديرا لتلفزيون كركوك بدعوى انه يأوي التركمان ويجمعهم في مبنى الاذاعة وكان ذلك لوحده كاف لطرده من منصبه ، ولكني لم اكن لالتزم بهذا التحذير رغم احترامي الكبير له لاني سمعت عنه الكثير قبل ان التقي به ، ولكني لايمكن ان افرط بأصدقائي مهما كان السبب ... ولكني اكتشفت تلك الحالة عندما طلب محافظ كركوك انذاك لقائي بسبب مانشيت لتحقيق صحفي اعتمدته في الصفحة الاولى وكان بعنوان ( من يتحمل مسؤولية مجزرة كركوك ) وهو مااستغله بعض المنافقين في إثارة مشكلة كبيرة وتأليب المسؤولين ضدي بأني اقلب المواجع وأعيد خلط الاوراق في محاولة مني لأثارة فتنة قومية وربما اقليمية ، اندهشت كثيرا عندما اخبرني المحافظ والذي كان يحمل رتبة فريق ركن في الفدائيين بهذه الاثارة ، والذي يبدو انه لم يفتح الجريدة ليقرأ التحقيق وانما اكتفى بقراءة المانشيت ووقف عنده متسمرا بسبب ماروجه البعض عن فحوى هذا العنوان .. ورغم الشد والجذب الذي جرى بيني وبينه والذي استمر لأكثر من عشر دقائق لم اعرف عم يتحدث سوى عن فتنة ، واؤكد له ان ليس هناك فتنه ، علما اني كنت اعرف مايقصد ولكني عملت نفسي لاأعرف عم يتحدث ، الى أن طلبت منه أن يريني الخبر الذي أغاظه ، وعندما أراني الخبر ضحكت في داخلي كثيرا وقلت له ان المقصود هو ( المجزرة الحيوانية ) وليست مجزرة كركوك التي ارتكبت في تموز 1959 .. وأن العنوان لاعلاقة له من قريب أو بعيد بمجزرة كركوك البشرية وانما الحيوانية او مايطلق عليها في اللهجة الشعبية ( المصلخ ) وأني لم آت بجديد لان اليافطة الموضوعة على هذا الموقع تحمل عنوان ( مجزرة ) وليست ( مصلخ ) ..!! إنتبه المحافظ الى كلامي وابتسم إبتسامة خجلة لانه شعر بأن البعض من المنافقين قد وضعوه في حرج أمامي بعد ان كان بموقف القائد السلطوي الحريص على عدم اثارة فتنة تحيل المحافظة الى ساحة صراع عرقي وطائفي .. تلك الحادثة أضحكتني كثيرا وأثارتني كثيرا وشعرت بالزهو لاني أثرت الحكومة وأدخلتها في إنذار ( ج ) من خلال عنوان صحفي لاصاروخ بالستي أو نووي ..!! وفي ذلك اللقاء طلب مني المحافظ عدم تقريب التركمان أوإعطائهم اية مسؤوليات وتلك المحاذيرليست منه وانما من الجهات العليا و التي يجب الانتباه لها ، وعلي ان أنتبه الى ( المصححين ) ورغم اني لم أعرف ماتعني هذه الكلمة الا أن أحد الاصدقاء اخبرني بأنها تعني الذين غيروا قوميتهم لاسباب ما ، كما ان هناك تحذيرا من تقريب الكرد الفيليين ... هذه اللامبالاة مني اوقعتني في مطب آخر عندما وجه رئيس اللجنة التحققية والذي كان يحمل رتبة لواء ركن فدائيين تهمة تقريب التركمان وتجاهل التوجيهات العليا بعدم اعطائهم اية مسؤوليات ادارية او مهنية ، وكانت تلك التهمة لوحدها كافية للاطاحة بي ، وبالفعل اعتبرت تلك التهمة من أساسيات سجني وطردي من منصبي ومنعي من مزاولة مهنة الصحافة ... اعدت قراءة المشهد التاريخي ، لماذا هذا التهميش للقوميات رغم اني لم اجد تركمانيا يدين بالولاء الى تركيا مثلما يدين البعض بالولاء الى دول تحمل نفس انتمائه الطائفي او العرقي ، والغريب في الامر اني كنت مغرما بالفنانين الاتراك ولم يخلو عدد من الجريدة دون ان انشر مواد عن ابراهيم طاطليس او سيبيل كان او هوليا وغيرهم من الفنانين الاتراك ، كما اني احب الشعر التركماني غير المترجم رغم اني لاأجيد التحدث بالتركمانية ولاالكردية لاني جنوبي من البصرة ولكن نكهة اللغة التركمانية تشعرني برومانسية عالية لااعرف سرها ، كما كنت اتمنى ان ازور تركيا لاني احبها بشراهة من خلال الافلام كحبي لبيروت التي اعشقها هي الاخرى .. كان هناك مبدأ يتبعه بعض المنافقين للاطاحة بأي شخصية تتولى منصبا رفيعا في أية مؤسسة اعلامية او ادارية من خلال الصاق تهمة تقريب التركمان وقد توصلك هذه التهمة الى السجن كما حصل معي ، أو الطرد من العمل كما حصل للزميل محمد حسين الداغستاني الذي فقد منصبه لهذا السبب .. ولكني والحمد لله شكرت الذين إستخدموا هذا السلاح ضدي وصنعوا لي تاريخا سياسيا كنت أحلم به ، كما صنعوه للاخرين من زملاء المهنة والفكر المتحرر... وكتاب مابين السطور ..
#جمال_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مأساتنا ... حسد عيشة
-
على بوابة البرلمان
-
المبحث الوجودي في تراتيل طينية
-
لصوصية مراهقة
-
ملتقى الخسارات
-
البنية الايقاعية في قصائد رنا جعفر
-
التمرد على المقدس عند فليحة حسن
-
حكومات .. وهويات
-
الشاعر الفريد سمعان يفتح ملف الذكريات مع مظفر النواب والسياب
...
-
مؤتمرات حداثوية
-
صانعوا الاحلام
-
مئة متر مدى سيادتنا
-
إستعراض دبلوماسي
-
ابعدوا المرجعيات عن اللعبة السياسية
-
رسالة غيرمشفرة
-
عيناك أجمل المنافي ألسرية
-
جوجو يهز الحكومة
-
صفات الزعامة
-
تنهدات لأمرأة تحترق
-
بلد العجايب
المزيد.....
-
تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم
...
-
روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
-
مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا
...
-
السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
-
بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
-
إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
-
السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
-
إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ
...
-
حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات
...
-
واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|