سجلوها فإنها حسنة

حميد الحريزي
اديب
(Hameed Alhorazy)

الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قال( ابوعباس) في الساعة الرابعة والنصف فجرا دق جرس الموبايل ان احضر إلى المستشفى فان زوجتك في خطر ،جاء هذا بعد ان أودعها المستشفى في صباح نفس اليوم وهي بحالة خطرة وودعها في المساء، فكان هذا النداء مما افقدني صوابي ووتر أعصابي وعظم مصابي فامتطيت سيارتي متوجها إلى المستشفى ولكن عند نقطة التفتيش داخل المدينة في طريق الذهاب للمستشفى استوقفني ضابط شرطة شاب معلنا عدم قدرتي مواصلة السير إلا عند السادسة صباحا ورغم توسلاتي وطلبي منه الاتصال بالمستشفى أو مرافقة احدهم لي أو نقلي بسيارتهم لأصل للمستشفى رافضا كل توسلاتي ومقترحاتي لكن دون جدوى مسمعا إياي سيلا من كلمات الخشنة وكونه متعب وليس له مجال لمثلي وأمثالي.وبدلا من ذلك أمر باقتيادي إلى مركز الشرطة بدعوى عدم امتثالي للأوامر .وبالفعل أخذوني إلى المركز وقابلت ضابط المركز وكان بدرجة رائد فاستقبلني بأسلوب طيب مستفسرا عن الحالة وماذا جرى بيني وبين الملازم في السيطرة ، فأخبرته بكل ماجرى وأسباب خروجي بمثل هذا الوقت واني أتصور ان زوجتي قد فارقت الحياة والا فما مبرر مخابرتي بمثل هذا الوقت .فما كان من السيد الرائد الاان يأمر بإحضار الملازم فورا أمامه وبعد ان رفض كل مبرراته ومحاولات التجني علي ومحاولة اتهامي بالتعدي على السيطرة وعدم احترام الأوامر فقد تم تقريعه وتوجيهيه بضرورة ان يكون عونا للمواطن ميسرا لأمره حافظا لأمنه وليس العكس .
وقد أمر بضرورة مرافقتي إلى المستشفى المقصود مع أسفه واعتذاره عما بدر من الملازم وعدم إدراكه لمعنى مهمته وواجبه كراعي لأمن وأمان المواطن . وقد وصلت بالفعل ووجدت زوجتي بادا حال وبحاجة ماسة جدا للدم وقد دفع الله ماكان أعظم.
فما أروع وأجمل هذا التصرف المسئول والجميل والناضج من قبل السيد الرائد وما أسوء وأضيق واجهل موقف الملازم وكيف سيكون رائقا مزاجنا وطيبا خاطرنا وسعيد حالنا لو كان اغلب مسئولينا في مختلف قطاعات ومؤسسات الدولة وخصوصا الأمنية والصحية منها مثل هذا الضابط الشهم المتفهم لجوهر واجبه. وليس غريبا ان نمتدح شرطيا او مسؤلا حكوميا ولكن يجب ان يكون الغريب مذمته .
نقول سجلوها فإنها حسنة نأمل ان نرى الكثير منها ومن أمثالها لنسعد بأمن والأمان والسلام والمحبة ولنتبع الحسنة بالحسنة لتثبتها وتباركها ولا نضطر لإتباع السيئة بالحسنة لتمحها.

#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات