أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جلنار صالح - من الرفيق ألبعثي إلى المسلح المليشوي .. معاناة المرأة العراقية مستمرة!!















المزيد.....

من الرفيق ألبعثي إلى المسلح المليشوي .. معاناة المرأة العراقية مستمرة!!


جلنار صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2183 - 2008 / 2 / 6 - 11:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ما قيمة الاحتجاجات وحملات المساندة والجهد الفكري الذي يبذله عشرات الكتّاب لكتابة عشرات وحتى مئات المقالات التي تبحث وتحلل وتتضامن مع قضية المرأة العراقية بينما لا تستطيع كل هذه الجهود حقيقة أن تغير واقع المرأة كما نتمنى أو نزعم ..أن واقع المرأة العراقية ألان لا يختلف ابدآ عن واقعها زمن تسلط حزب البعث على العراق ويجري إعدادها بنفس الطريقة التي اعد بها حزب البعث المرأة العراقية لتصبح الفرد الذي سيتحمل الجانب الأكبر من المصائب والنكبات والمآسي التي منيت بها العائلة العراقية , بصبر وخضوع مع شعور عميق بالذنب لبقائها على قيد الحياة بعد فقدان الزوج والأخ والأب إضافة إلى إحياء القيم العشائرية والقبلية وإصدار العديد من القرارات المجحفة ضد المرأة تحت ستار الحفاظ على القيم الأخلاقية !

فقبل سنوات طويلة عندما كنت لا أزال طالبة في المرحلة الثانوية طلبت منا مديرة المدرسة أن نتجمع في ساحة المدرسة ومن بعدها التوجه بقيادتها إلى الفرقة الحزبية التي لم تكن تبعد كثيرا عن المدرسة لحضور ندوة ثقافية سيحضرها مسؤول حزبي .. في تلك الندوة الثقافية تركز حديث المسؤول على ضرورة التزام الفتاة/ الطالبة بقيم المجتمع الأخلاقية للحفاظ على قيمتها وشرف عائلتها لأنها تعيش في ظل قيادة حكيمة تحافظ على عادات المجتمع العراقي وقيمه الدينية وان هذه القيادة طبعا لن تتسامح مع الإفراد الذين يحاولون تخريب قيم الدين والمجتمع وإفساد إفراده مع الإشارة إلى أننا لسنا بحاجة إلى رجال دين يحكموننا لنفهم تقاليد ديننا ومجتمعنا (في إشارة واضحة إلى الحرب الدائرة وقتذاك مع إيران ) وختم الرفيق ألبعثي كلامه عن الالتزام الديني والأخلاقي الذي يتحلى به إفراد حزب البعث بعبارة بقيت عالقة في ذاكرتي حتى ألان هي (هل يوجد فينا من لا يوجد في بيته سجادة للصلاة؟!!) ..وحتى في ذلك الوقت وعندما لم نكن نمتلك الوعي الكافي لأدراك الحقائق, كنا نفهم إننا نتلقى إرشادات عن الدين والأخلاق من أشخاص لا يمتون لها بصله.. فالرفيق ألبعثي الذي كان يقود مجموعة من الأشرار المتسلطين على رقاب الناس لم يكن غرضه من خطبته الرنانة تلك حماية شرف المرأة العراقية ولا الحفاظ على قيم المجتمع ولم يكن عنده أدنى وازع أخلاقي يمنعه من انتهاك شرفها وإذلالها وإهدار كرامتها لو تناهى إلى سمعه مجرد شك أنها أو احد إفراد عائلتها يعترض على سلطة حزب البعث ومجمل حديثة عبارة عن تحذير يترسخ في عقل المرأة , تقوم هي بدورها بنقله إلى عائلتها مفاده أنها ستكون الخط الأول الذي سيتعرض للهجوم في حالة أي معارضة للسلطة الحاكمة ..وهذا هو عين ما يحدث ألان في العراق !!

فقبل أيام قليلة سمعت عن حادثة أعادت إلى ذاكرتي تفاصيل اجتماعنا بالسيد ألبعثي.. حيث قام عدد من مسلحي المليشيات بزيارة عدد من مدارس البنات في منطقة خاضعة لسيطرتهم وقدموا مجموعة من التوجيهات والتحذيرات لبنات المدارس للتقيّد بعدم ارتداء الملابس القصيرة والتمسك بقيم الفضيلة وتقاليد المجتمع مع بعض التحذيرات من مغبة مخالفة هذه التوجيهات ولم يفتهم أن يؤكدوا لطالبات المدارس جدية تحذيراتهم وقدرتهم على تشخيص الطالبة المخالفة وذلك بالإشارة إلى معرفتهم بوجود طالبات يمارسن التدخين في حمامات المدارس ولهذا وجب التحذير قبل اتخاذ أي إجراء ..
ومثلما كانت معظم طالبات مدرستي يعرفن بحقيقة أخلاق الرفيق ألبعثي وقتذاك.. فان معظم طالبات المدارس التي حظيت بزيارة المسلحين يعرفن قليلا أو كثيرا عن حقيقة أخلاق هؤلاء المسلحين
ففي حادثة أخرى لا تبتعد زمانا ومكانا عن زيارة المسلحين لمدارس الطالبات, تجسدت حقيقة أخلاق من يدعو بناتنا إلى التمسك بالقيم والأخلاق..
فهذه شابة متزوجة منذ فترة قصيرة من شاب لا يكبرها كثيرا.. يسكنان في بيت صغير مقابل لبيت عائلة الشاب .. وكعادة الكثير من النساء كانت هذه الشابة تنتظر أن يحل المساء لتخرج كيس النفايات خارج البيت.. في تلك الليلة المشئومة تزامن وقت أخراج النفايات مع مرور جماعة من مسلحي المليشيات من أمام باب بيتها - ولأنهم ينحدرون من نفس العقلية البدوية والبدائية التي كانت تبيح للرجال التحرش بكل امرأة تخرج من بيتها ليلا –قاموا بالتحرش بها ..لكن يبدو أن هذه الشابة لم تتعلم أن ابتلاع المهانة والسكوت على الذل هو ابلغ آيات امتلاك المرأة لأخلاق رفيعة.. فردت عليهم بالمثل فما كان من مجموعة المسلحين ألا إظهار المزيد من سوء أخلاقهم بالهجوم على الشابة وضربها فاستغاثت بزوجها الذي هرع لنجدتها ليجدها بين يدي أبشع وحوش..وبعد معركة وتشابك بالأيدي وتدخل عائلة الشاب انفض النزاع على شر اكبر.. فقد التجأ المسلحين إلى كبيرهم الذي علّمهم الشر وهو بالمناسبة بعثي سابق ..جمعوا أسلحتهم بقيادته وعادوا إلى بيت الشاب وزوجته وعلى مرأى ومسمع من عائلة الشاب ليقتحموا بيته لغرض قتله مع زوجته بعد أن حكم كبيرهم أن الشابة إنما هي منحرفة كان يرصد تحركاتها بنفسه قبل زمن طويل وإنها تنشر آثامها بعلم وموافقة من زوجها ولهذا استحق عقوبة القتل معها..عناية الله وحدها واختباء الرجل وزوجته في زاوية من زوايا البيت كانت مجهولة للمسلحين أنقذتهما من الموت في تلك الليلة ليخرج بعدها هو وزوجته هاربا من الموت قتلا إلى جهة مجهولة.. والد الشاب وعمه قاما في اليوم التالي بجمع ملابس الابن وزوجته مع كل إغراضهما الشخصية وقاموا بحرقها وسط الشارع أمام أعين الجيران والمسلحين كدليل على تبرؤ العائلة من ابنها الضال وزوجته ولقطع دابر الشر الذي كان سيلاحق بقية أفراد العائلة

مشهد كهذا وعشرات المشاهد التي تواجهها المرأة يوميا تدعونا للتساؤل عن جدوى دعوة المجتمع للتخلص من القيم الجائرة بحق المرأة أو معاني كحرية الاختيار والمشاركة الفعالة والنهوض بمستوى ثقافة المرأة ورفع درجة وعيها في ظل سياسة مازالت تعتمد خصوصية وضع المرأة في المجتمع العراقي هدفا لإخضاعه..وهل يمكن للمجتمع أن يكتسب وعيا يدعوه للتخلص من بعض الممارسات الجائرة بحق المرأة بينما تعمل التيارات السياسية المتسلطة على ترسيخ تلك القيم لإثبات تسلطها وسيطرتها
ولهذا ولكل التجارب التي عاشتها المرأة العراقية خلال العقود السابقة وألان لا اعتقد أن فرقا سيحدثه أي تيار أو حزب أو تجمع آخر مهما كان توجهه , موجود أو سيكون في موقع السلطة بتعامله بطريقة أخرى مع قضية المرأة, فالكل يحمل فكر الاستئثار وإلغاء الآخر وتخطيئه وتجريمه والطريق إلى هذا دائما يبدأ بالمرأة !!



#جلنار_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة النار ..المحرّمة !
- مدينة الحزن .. مدن !!
- الساقية والجدار........
- قصة قصيرة (( النافذة القريبة من الموت ))
- من وحي البحث عن وطن بديل
- اعتراضات انثوية على فتاوى ذكورية
- لا لشعار ( الأسلام هو الحل) التضليلي
- أنتزاع
- مرايا
- طفلة الفرح
- المرأة العراقية ... نضال على جبهتين
- مدينة النساء
- مو خواطر
- !ما اصعبني


المزيد.....




- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جلنار صالح - من الرفيق ألبعثي إلى المسلح المليشوي .. معاناة المرأة العراقية مستمرة!!