أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - إمكانيات التقدم السياسي














المزيد.....

إمكانيات التقدم السياسي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 07:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحراك السياسي في العراق غالبا ما يحاول الانطلاق اعتمادا على تصريحات اعلامية لأحد الساسة وغالبا ما يتوقف هذا الحراك عند مستوى التصريحات أيضا، وبين مرحلتي التصريح الاعلامي هناك محطات تشغلها تصريحات ايضا، تؤكد وترفض وتشكك، وهذه الدوامة بمجملها تجسد حالة الجمود السياسي في العراق.
عمر الحكومة وفق ما ينص عليه الدستور هو أربعة أعوام والحكومة الحالية دخلت في عامها الثالث، ومعظم الوقت الذي مر منذ تشكيلها عانت الحكومة من انسحابات وتجميد وتعليق وغيرها من المصطلحات التي تعبر عن اعتراض بعض المشاركين في السلطة على حجم وطبيعة وجودهم داخل الحكومة، وهذا يعني ان القوى السياسية العراقية الحاكمة ما زالت تعيش صراع السلطة ولم تتوصل بعد كل هذه السنوات الدامية الى معادلة مقنعة لها تعمل بها لتسيير امور البلاد.
اللافت ان معظم محاولات الحراك تبدأ من حالة إنقسام أو نزاع داخل الكتل السياسية فيتجه بعض أعضاء الكتلة للضغط على زملائهم من خلال التقارب مع كتلة منافسة بما يهدد وجود الكتلة الأم، لكن هذا الضغط لا يستمر طويلا فهو غالبا ما يحدث لتسجيل حالة عتب بين (الأخوة) أو رغبة في الحصول على مكاسب محدودة وسرعان ما يتوقف المنشقون في نقطة وسط، فلا هم في كتلتهم الأم ولا هم مئتلفون مع كتلة أخرى، ويبقون في إنتظار خامل لعل الامور والاوضاع تتغير من تلقاء نفسها، هذا فيما لو لم يرتدوا على أعقابهم الى حضن كتلتهم الأم كعودة الابن الضال أو المهاجر المشتاق مؤكدين بذلك عجزهم عن طرح رؤى أو مشاريع سياسية بديلة تبتعد عن التخندقات الضيقة التقليدية.
لقد أصبح من المعتاد ظهور بعض الساسة بين الفينة والاخرى عبر وسائل الاعلام مصرحين بإنهم يحملون مشاريع سياسية جديدة على وشك الظهور الى سطح الحياة وتغيير مجريات الاوضاع بشكل كامل، ثم يتوارى هؤلاء الساسة عن الانظار حتى يحين موعدهم الموسمي مع وسائل الاعلام مسجلين بالصوت والصورة تخبطهم وأحلامهم المعلقة.
وبين التكتيكات الضيقة والاحلام الهشة تتأرجح العملية السياسية في العراق مشكلة حالة من الجمود الظاهر حتى عندما يعد بعض الساسة بالتقدم فإذا بالتفاؤل نفسه يستغرق وقتا هو من عمر الدولة ومال المجتمع اللذين يبددان بطريقة غريبة بينما تمضي أشهرا طويلة من عمرها وهي تعاني نقصا في بنائها أدامه التردد السياسي والمناورات الضيقة الأفق وكل عودة للحديث عن ترميم جسد الحكومة يعني العودة الى المناقشات الاولية والجدالات الطائفية حول تقاسم السلطة وآليات صناعة القرار السياسي مما يعني تعريض البناء السياسي للتشكيك والتقويض.
إن بناء نظام سياسي متماسك وآلية مرنة لصناعة القرار هي من أهم أسس الاستقرار الامني وبالتالي الشروع في البناء الاقتصادي، فعامل الثقة لا يتأكد الا بهما والوصول الى تلك المرحلة من الاستقرار السياسي هو ما سيدفع جميع الدول الاخرى الى إحترام الارادة العراقية وهو ماسيحفظ للدولة العراقية هيبتها ويمنع التدخلات الخارجية التي يراهن عليها بعض الساسة العراقيين في تحركاتهم متجاهلين أنهم بذلك يربطون أنفسهم وبلادهم بشبكات متداخلة ومعقدة من المصالح والعلاقات الدولية وهم بذلك يحولون العراق الى ساحة إحتكاك وإقتتال معرضة بإستمرار لشتى أنواع المخاطر.
ويبدو أن الحديث عن محاولة ترميم الحكومة أو تشكيل جديدة مصغرة سيكون مثل ما سبقه من الاحاديث، مجرد تصريحات في مقابل تصريحات مضادة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب والاستبداد
- تجربة الهيئات المستقلة
- جدل الاتفاق العراقي الامريكي
- قضية الحرية
- باريس تقترب...
- زيارات متداخلة
- خطوات سريعة
- واجبات متراكمة
- مستقبل الصحوة
- جدل الموازنة
- البهائية
- غيتس في المنامة
- شراء السلام
- اعلان النوايا...فرصة للجدل
- المناعة ضد الديمقراطية
- دور الأمم المتحدة في العراق
- العسكر والسياسة
- وقت الحسم السياسي
- مواجهات دولية في العراق
- معادلات السياسة والأمن


المزيد.....




- -خليه يقاقي- حملة شعبية في المغرب لمواجهة -ثورة- أسعار الدجا ...
- بن سلمان يتحدث عن مخاوفه من الاغتيال: تطبيع العلاقات مع إسرا ...
- هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على بيلغورود الروسية: تضرر مبنى س ...
- -لانسيت- الروسية تصطاد -سترايكر- الأمريكية في مقاطعة كورسك
- بنك أهداف قد يشمل استهداف طهران.. سلاح الجو الإسرائيلي يعلن ...
- ملك المغرب يوشح العداء سفيان البقالي بوسام العرش من درجة قائ ...
- وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره الأمريكي آخر المستجدات في ...
- نبيه بري: حصول حرب كبرى أم لا الأمر متوقف على الأيام القليلة ...
- نتنياهو يقرر إرسال وفد كامل لمحادثات قـطر
- حماس: فقدنا الثقة بقدرة واشنطن على التوسط في محادثات وقف إطل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - إمكانيات التقدم السياسي