ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 2181 - 2008 / 2 / 4 - 12:09
المحور:
الادب والفن
الباقة الثانيــّة--- البنفسجة الأولى
في مساء اليوم الألفِ للسقوطِ المُرعب في هاوية الهذيان..., رأيتُ فيما يرى المكتئبون:
بحرًا تنحسرُ أمواجُهُ رويدًا رويدًا.., وإذا بسنونوّة ٍ مبتورة الجناح ِ .., ترفرفُ وترفرفُ .., وإذا بطائر الرّوح ِ يسمع و يرى ويهبط ُ حاملا صليبه فوق كاهله المحني .., يهرولُ عائدًا في دربِ الآلام متدثرًا بثوب ٍ آدميّ..., وهو يهتفُ وصوتُهُ كصوتِ طيور ٍكثيرة:
" حبيبتي, أنا هنا ..,
لا تخافي.
حبيبتي, أنا هو ..,
لا تجزعي..!
كنتُ ميتًا وقمتُ..,
وها أنا حيّ"
وإذا بنورس ٍ شبه ابن إنسان, وجهه كالشمس وهي تضيء في قوّتها.., رأسه وشعره أبيضان كالصوفِ الأبيض , كالثلج.., وعيناهُ كلهيب ِ نار.., ورجلاهُ شبه النحاس النقيّ .., وفي منقاره شبكة في اتساع البحر.., من بين السحب أتى.
ألقى الشبكة في البحر.., فالتقطَ السنونوّة الغائبة عن الوعي وطار بها إلى الأفق حيثُ ابتلعتهما غيمة.
...
..
.
صحوتُ على شلالٍ منَ العَرَق ِ المالح ِفهرعتُ إلى النافذة , وإذا ببنفسجةِ الحقلِ , زهرتي الوحيدة , المحاصرة بليل ٍ باهت الحُلكة تعزفُ المزمور الأول لــنـــــُُواح ِ ما بعدَ النكبة:
"خالد ..
يا طائر الرّوح الشقيّ..
أيّها الغجريّ , الحالم , الغاضِب, الناقم, المحلّق , المتعالي, المكتئب, المضطرب, الجارح المجروح , المبدع الخلا ّق, المهرّج المفتون , الممثل المجنون, العاشق الملعون..
حبيبي..
يا نورًا يضيء من سمائهِ كوكبي ..
يا نارًا توقدُ حطبي..
يا بعضي وكلّي ..
قُل لي..
لمَ..
لمَ ترَكتـَنــــِي..!؟
...
..
.
أغلقتُ النافذة .
أغلقتُ على نفسي..
ورحتُ أنشجُ وأولولُ:
...
..
.
خالد.. إن كانَ الفراقُ قدرَنا, فليعبــُر عنــّي هذا الوجع ..!
3-2-2008
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟