أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد بركة - الحكيم آمن أن حكاية العنقاء الفلسطينية ليست خرافة














المزيد.....

الحكيم آمن أن حكاية العنقاء الفلسطينية ليست خرافة


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 2180 - 2008 / 2 / 3 - 11:49
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


اصطفت الأسماء تحمل على كواهلها تاريخ الثورة في الكنيسة الجميلة المرصعة برسومات القديسين في عمان.. لتقلي التحية على ضمير الثورة الذي لن يغادرها...
إن الشعب الفلسطيني خرج من الوطن إلى النكبة.. تتقاذفه الأنواء والوصايات...
ثم خرج من النكبة ليدخل في الثورة على الأنواء وعلى اللجوء والقهر والوصايات..
في بدايات الطريق الى الثورة كان أبو عمار يحمل العلم.. وكان الحكيم أيضا قد حمل العلم.. وكان كثيرون...
أبو عمار.. لم يكن هناك في عمان.. ولكن كان الكثيرون.. الذين وقفوا على رأس مسيرة الثورة التي تقدمت.. وسطعت.. وتعثرت وخبت.. قامت من الرماد نحو الدولة... سقطت في هاوية الفتنة وستقوم حتما من الاحتلال والحصار وأوهام الأمارة إلى الدولة والعودة...
الحكيم- اليساري الجذري- كان يؤمن بحتمية اعتدال الميزان وإن ادلهمت الخطوب.. وما أعتمها يوم رحيله.. من ظلام الاحتلال في غزة.. إلى ظلم ذوي القربى.. إلى عروبة متعثرة مشغولة بكراسي الحكام... إلى كذبة امبريالية مجرمة زجّت بأعدل قضية في أقذر خانة..
ما أعتمها يوم رحيله.. حصار الوطن المسلوب واللجوء والنفط والدولار والفتنة... تكالبت كلها على الشعب العنيد..
الحكيم يؤمن بحتمية اعتدال الميزان.. وأن العنقاء ليست خرافة... فالشعب الذي خرج من رماد النكبة... سيخرج حتما من ظلام المرحلة...
الحكيم كان متحيزا لشعبه ولأمته، وكان انسانياً ويسارياً بكل جوارحه..
في يوم وداعه جمع الحكيم أبناء شعبه من كافة أماكن تواجده.. وجمع رفاقه.. الذين التقوا يوماً... وافترقوا.. ليلتقوا ثانية عند نعشه ليوحدهم في وداعه وفي تقدير دوره...
في يوم وداعه كان الكل يعزي الكل: أهله يعزون رفاقه.. ورفاقه ومريدوه يعزون أهله ورفاقه ومريديه..
التقيناه قبل سنوات عديدة في عمان.. فكان اللقاء بالنسبة لنا لقاء مع أحد أهرام فلسطين... لقاء مع تاريخ كان متنكرا في زي شخص واحد...
كنا مجموعة رفاق من مدن وقرى مختلفة.. فأزدحمت في اللقاء مسميات الوطن وكما هو الحال في مثل هذا المقام بدأنا بتعريف أنفسنا وأنا أحدق في الحكيم الباشّ المنفعل الدافئ العميق قال أحدنا: أنا فلان من الناصرة والثاني: أنا من حيفا والثالث من أم الفحم.. ومن يافا ومن البروة ومن صفورية... ومن شفاعمرو...
وكلما تقدم التعريف عند شخص آخر منا ،كان توتر ما يلح على جبهة الحكيم.. حتى ضج وجدانه بمسميات البلاد.. حدقت فيه فرأيت قلبه دموعا منهمرة.. لأن قلبه كان طافحا بفلسطين... ففاض دمعا في حضرة رائحة الوطن...
كان انفعاله متمما لتحليله العميق... وتحليله للواقع السياسي مجبولا ومجدولا بحبه لوطنه... وحنينه إليه...
حدثنا عن الحل... وعن الثورة وعن الآفاق السياسية.. توقف عند نضالنا نحن أبناء شعبه في الجليل والمثلث والنقب والساحل.. توقف بإعجاب ومحبة عند يوم الأرض.. وعند الدعم والإغاثة للانتفاضة الشعبية الأولى، وعند الدور التاريخي للحزب الشيوعي في صيانة البقاء والهوية، وطال الحديث، وقصُر الوقت.
لم نتفق مع الحكيم في كل شيء، ولكننا لم نختلف على كل شيء.. إنما اتفقنا على الأساس:على الحرية والتقدم والدولة والعودة..
بطبيعة الحال نحن نعرف مواقف الجبهة الشعبية ونعرف مواقف الرفيق جورج حبش... وعرفنا لاحقا حجم المعاناة التي رافقته مع رفاقه بعد اتفاق عمان والتصدع الذي لحق بالحركة الوطنية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية.. وهو المتحيز بكل جوارحه للوحدة الوطنية الفلسطينية.. التي لم ير فيها أحد بنود المشروع الوطني.. إنما المقدمة الشرطية للمشروع الوطني.. لكنه رأى مع رفاقه في اليسار الفلسطيني.. وبحق، في اتفاق عمان، تهديدا خطيرا للمشروع الوطني الفلسطيني.
ويحق لنا اليوم أن نسجل ما نعرفه من رفاقنا في الحزب الشيوعي وما نعرفه من أصدقائنا في م.ت.ف. أنه عندما فتحت أبواب استعادة الوحدة في م.ت.ف.، التي لم يدخر رفيقنا الكبير توفيق طوبي ورفاقه جهداً لفتح هذه الأبواب وللمساهمة في وضع الأسس لاستعادة هذه الوحدة، كان اليسار الفلسطيني والرفيق جورج حبش من المتحمسين لعودة اللحمة- الوحدة.
لقد سمعت من رفاق دربه كيف كان يحارب على مواقفه في إطار م.ت.ف. لكنه لم يطعن في شرعية القرار الذي اتخذ بمعارضته لحرصه على الوحدة الوطنية.
واشهد على الملأ أنني سمعت من الرئيس الشهيد ياسر عرفات كلاما في الحكيم يعبر عن محبة وتقدير كبيرين حتى تمنى لنفسه معارضين صادقين مخلصين مثل الحكيم وليس مؤيدين منافقين كبعض المتسلقين.
جورج حبش.. يا ابن اللد.. يا ابن فلسطين.. ايها الفلسطيني بامتياز..
ودّعناك عند مرتفع شرقي النهر يطلّ على فلسطين..على مرمى لمحة عين منها..
ودّعنا الجسد المتنكر في زيّ تاريخ.
لكننا لم نودع التاريخ ولم نودع الفكرة- الجمرة.. ولم نودع حبّ فلسطين...





#محمد_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمسك بمبدأ التقسيم وشعار الدولتين يعني التمسك بإقامة الدول ...
- شرف السواقي أنها تفنى فدا النهر العميق-.... لقاء المبدعين: ل ...
- فلسطين اليوم - بدون مجاملات لأحد..
- أبو خالد (حيدر عبد الشافي) لم يعد حيّاً معنا ولكنه سيظل حيّا ...
- ملاحظتان على هامش ذكرى النكبة وهامش فلسطينيتنا
- -استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ...
- حكومة فلسطين تأمر باعدام كتاب التراث -قول يا طير- حياة الفلس ...
- المهجرون: مشروع سياسي ومدني وحضاري من -سلامة الجليل- إلى الت ...
- لا تكلِّفوه فوق طاقتها! لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين ...
- ضرورة نشر قوات دولية بين إسرائيل وفلسطين الفكرة وخلفياتها وم ...
- ردا على إيفيت ليبرمان الفرق الصارخ بين العشبة الرملية وشجرة ...
- تبقى آلام التفاوض أفضل من شهوة انتصار مزعوم مضرج بالدماء
- سنصعد معركة الأرض والمسكن
- جبهتي يا ظافرة.. أنت روحي الثائرة ويا أهلا بالمعارك!
- سنة على رحيل أبي عمارياسر عرفات ما هذا الغياب!؟
- بين الدولة الواحدة وشعار الدولتين الاستقلال ليس وليمة لم يذق ...
- قرار وحدة التحقيق مع افراد الشرطة يصب في محاولات الطعن في شر ...
- لنا في هذه البلاد مستقبل نصرّ على أن نحضنه ونحميه
- الميزانية موقف وليست مسرحا للمقايضات والمساومات
- التجربة الجبهوية – مدخل فكري وتاريخي


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد بركة - الحكيم آمن أن حكاية العنقاء الفلسطينية ليست خرافة