مات بسام درويش كما سنموت جميعا.
انتهى الخط الأكثر مأساوية في اليسار السوري. لفظته أرصفة دمشق وأقبية بيروت
وبقي معلقا, يعود إلى الواقع في جنازات. لم يجد مكانا في مكاتب الأحزاب والجماعات المسلحة
هو الجندي المجهول الذي استخدمه الجميع, فقط عند الحاجة. رجل عاش بلا ظل.
الحلقة ابتدأت بفرج الله الحلو في أقبية التحقيق واكتملت ببسام درويش(حازم) في عان اللبن.
استبدلت العائلة والزوجة والأولاد بالروح الرفاقية.
معظمنا أقام جدارا فاصلا بين حياته الخاصة وحياته الجديدة الجمعية, وبعد إفلاس المشروع
غيرنا الطريق والأفكار والأخلاق, ونجحنا في التكيف.
وحدهم بسام درويش وأسلافه لم يفعلوا, الجديد, المختلف , المغاير..تلك تعبيرات مجردة
نحن اخترعناها, بموت بسام درويش وقبله محمد سيدة وينتظر دوره عماد جنيدي, يتحقق التشابه.
بيوتنا, وظائفنا, علاقاتنا, كتابتنا, أفكارنا, متشابهة وموحدة كقطع الصابون.
زيفنا ونفاقنا بأمان بعد ما يلتحق بهم عماد جنيدي.
لا يخف أحد من عماد فهو معزول ومحجور عليه في جبلة.
وداعا بسام درويش
أخبرني علي عبدالله سعيد أنك انتقلت إلى العالم الآخر, وسألني ماذا سنفعل
سنحتفل بموتك كما كنت تحب
سنشرب حتى الثمالة... وبعدها نبكي
وفي الصباح ننساك جميعا
لا ثورة ولا عدالة ولا إبداع
هذا ما عرفناه جميعا بإستثنائك, وحافظنا عليه كسر خطير
ارحل مطمئننا
لا يوجد في هذه البلاد إلا الخراب
اللاذقية –حسين عجيب