بانوراما الأغنية العربية

لبنى الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2178 - 2008 / 2 / 1 - 09:52
المحور: الادب والفن
    

بانوراما الأغنية العربية والتي‮ ‬ترنحت مع الوضع السياسي،‮ ‬فقد كانت في‮ ‬قمة تأججها عندما اقترنت بانطلاقة رؤية القومية العربية مع قيام الثورة في‮ ‬مصر عام‮ ‬1952‮ ‬من عاصمة الثقافة العربية القاهرة،‮ ‬كما أن بعض المقاهي‮ ‬قد احتكرت مطربين معينين ورغم رحيلهم عن الدنيا،‮ ‬فلا تزال صدى أصواتهم تمتزج مع رشفة القهوة كل صباح في‮ ‬تلك المقاهي‮ ‬التي‮ ‬هي‮ ‬مصدر للم شمل الرواد العرب المفكرين،‮ ‬ولا زال هؤلاء النخبة‮ ‬يحتلون مكانة لدى بعض الأذواق فلا‮ ‬يخلو حس موسيقي‮ ‬مرهف إلا وتجد في‮ ‬مكتبته مجموعة لأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ،‮ ‬ومحمد عبد الوهاب وأسمهان وليلى مراد،‮ ‬كما أن تلك الأصوات العربية صدحت بأشجان النصر الذي‮ ‬أحرزته أم الدنيا مصر عام‮ ‬‭.‬1973‮ ‬
ولا توجد ملامح للصباح دون وشوشة فيروز والتي‮ ‬أسرت بصوتها الملائكي‮ ‬معظم الأذواق العربية وتربعت بين أضلع أبيات الشاعر العربي‮ ‬نزار قباني‮ ‬وبأشجانها نادت بوحدة لبنان التي‮ ‬عصفت حروب أهلية به زادت عن العقد من الزمن‮. ‬
أما الخسارة الفادحة فهي‮ ‬ما وصلت إليه الأغنية العربية من هبوط أسهم مؤشرها في‮ ‬سوق البورصة القومية عندما انطلقت أغنية المطرب سعد الصغير‮ ‬بحبك‮ ‬يا حمار‮ ‬،‮ ‬ولا أعلم إن تم استدعاؤه من قبل السلطات المصرية وعمل تحقيق معه عما تؤول إليه مفردات الأغنية لأنني‮ ‬لم أوفق في‮ ‬الحصول على تلك التفاصيل لأن المطرب أعلن من مسجده ندمه واعتزل و‮ ‬بلاش نتكلم في‮ ‬الماضي‮ .. ‬لكن مع ذلك لا تزال تعرض في‮ ‬الفضائيات ولا تزال تستهوي‮ ‬فئة شبابية‮.. ‬
أما عن هيفاء وهبي‮ ‬ونانسي‮ ‬عجرم فقد ارتبطت أغانيهما بالحملات والدعاية الانتخابية في‮ ‬الكويت والبحرين على حد سواء،‮ ‬حيث قام البعض بالترصد لمن نادى بمقاطعة أغانيهما ومنع إحداهما من عروضها الغنائية،‮ ‬وتصيد القفشات عليه عند إحيائهما لحفل زفاف أحد أقاربه،‮ ‬كما أن أغنية هيفاء‮ ‬الواو‮ ‬اقترنت ببعض النواب خاصة في‮ ‬عملية المنافسات في‮ ‬الترشيح للانتخابات والحملات الدعائية،‮ ‬ومع كل ذلك نحن نأمل في‮ ‬ولادة صوت عربي‮ ‬يعيد ويجدد لنا رؤية القومية العربية والعزة والتقدم والنهضة والإباء ليعطي‮ ‬للعقول العربية دفعة نحو رؤية متجددة في‮ ‬حل معضلات المواطن العربي‮ ‬الذي‮ ‬مزقته حروب استنزافية وأهلية وحروب طاحنة لم‮ ‬يجن من ورائها سوى هيمنة على فكره وإبداعه وطاقته‮.‬

#لبنى_الحسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات