علمانيون برسم الاسلمة

جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2176 - 2008 / 1 / 30 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تكشف بقايا اليسار القومي ، والليبرالة غير الناجزة ، والماركسية الزائفة في الطبقة السياسية الاردنية عن حالة من التيه تبعث على الغثيان .
فالنقاشات التي تخوضها نخب هذا الطيف المترنح في فضاء مازوم تكشف عن فقدانها البوصلة مما يدخلها في دوامة البحث عن تحالفات غير مقدسة ،وتستعصي على الفهم ،اذا لم نقل بانها اقرب الى النفس الانتهازي.
ولعل ابرز مؤشرات التيه التي تتكشف يوما بعد يوم رغبة التماهي مع الحركة الاسلامية باعتبارها الحالة القادرة على مواجهة الحكومة والصوت الاكثر ارتفاعا في المعارضة .
وفي حال صدق " الطيف المترنح " مع قناعاته بالمجتمع المدني يبدو باندفاعه اقرب الى النعامة التي تدفن راسها في الرمال حين تستشعر الخطر .
فالاقتراب من الحركة الاسلامية بصيغتها واطروحاتها الراهنة ، والدفاع عنها بمبالغة ليست مبررة في الكثير من الاحيان ، مع انعدام القدرة على الذوبان فيها ،يشبه الى حد كبير قرار الانتحار السياسي ، او الصعود الارادي الى منصة الاعدام .
والنماذج المتوفرة لا تترك مجالات لاغماض الاعين واعادة التجريب بحثا عن الاسلامي الطيب الذي يترك للاخرين فرصة ممارسة حرية التفكير والتعبير والتنظيم حين يصل الى السلطة .
واقرب الامثلة ما حدث ويحدث في قطاع غزة بعد انقلاب حماس واستئثارها بالسلطة وحرمانها الاخرين من حق التظاهر ، واقامة المهرجانات ، والصلاة في العراء ، والاعتداء على المكتبات ، واختطاف الصحفيين ، وحلق الشوارب .... الخ .
فالحركة الاسلامية الاردنية في حالة استنفار دائم للدفاع عن هذه الممارسات تحت شعار رفض الحصار المفروض على قطاع غزة .
والتجارب التي تدافع عنها الحركة الاسلامية الاردنية تكشف عن تشبث بالسلطة لدى الوصول اليها وعدم الاستعداد عن التخلي عنها وان كان ثمن البقاء فيها خراب البلاد وتفاقم معاناة العباد .
ولا شك ان مثل هذه التجارب ـ النماذج ـ اكثر فسادا من الديمقراطيات الناقصة التي تترك مجالا لانتقاد عجزها .
وبالتالي تدخل تنظيرات " الطيف المترنح " في دفاعه عن الاسلاميين في سياق خيانة الطرح المدني والانحياز لنقيضه .
فالممارسة السياسية هنا تتاخم التخلي عن البعد التقدمي لفكرة المجتمع المدني والانحياز الى حالة الانكفاء للوراء .
وفي كثير من الاحيان يخفي الدفاع عن الاجسام الضخمة المفرغة من العقول ، والعاجزة عن توفير حلول بعيدة عن التعاويذ نزعات انتهازية لدى بعض الوان الطيف المترنح .
فالدفاع عن الحركة الاسلامية بات بالنسبة لبعض النخب وسيلة لابتزاز الحكومات والحصول على مكاسب .

#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات