|
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة الفكرية لها ......العملية الابداعية - القسم الثالث
سيروان شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 09:03
المحور:
الادب والفن
الجزء الرابع ((العملية الابداعية )) القسم الثالث ان الفنان يعبر عن خياله الوجداني وليس عن حالته العاطفية انه يعبر عن ما نطلق عليه الحياة الباطنيةكما اسلفنا سابقا ذلك ان الفن صورة رمزية ابداعية وان العملية الابداعية في فن التشكيل يعتبر وسيلة من وسائل الاتصال الهامة وهو كذلك طريقة للاختيار ونقل تراكم المعرفة عبر اجيال عديدة ومتتالية . ان الهدف من هذا كله هو ان نرى المبدعين كيف يتعاملون مع الفن وكيف توصلوا الى هذه الحقيقة وبالاخص الفنان الكوردي الذي من المفترض ان يتساوى مع اي فنان اخر في امتلاك الجوانب الرئيسية ولو كان الامر يتعلق بالتركيبة الفكرية والمستوى الذي توصل اليها هذه المجتمعا ت مرتبطة بالبيئة التي تبدأ برفض معظم الاتجاهات لتكون سببا في توفير الظروف الغير الملائمة للاستمرارية في النهج الابداعي الصحيح او التعامل مع الشىء بحرية فكرية لتصل الى قيمتها الصحيحة في اطار العمليات اللا شعورية لبلوغ السعادة الحقيقة للعملية الابداعية . كي يكون الابداع في كوردستان تعارفا وجوهرا لبناء الشخصية الفنية يجب ان ننظر اليها بصيغتها النوعية واستخلاص الجوهر المفيد والتعامل معها بتفاعل وبطريقة مميزة وفقا لنظريات التي يكون الفرد او الفنان الكوردي هو اداة لبناء حضارة كوردستان المتحضرة وترتكز على اسس التكامل التكيفي دون فرض شروط بمفهوم الفكر التقليدي في الفن ووفقا للخبرة المتوفرة فعلى الفنان الكوردي ان يبحث الابداع في العمليات الفنية اولا او فهمها ومن ثم الخوض في التغييرات الجذرية التي من المفترض ان تجري في العمل الفني رغم اختلاف الوجهات التي تعيق هذه المواجهة التي يحتاج قدرة غير عادية من الفنان الكوردي في تنويع المساهمات الفكرية تبعا لخطة معينة مدركة من الاحساس حيث يحتاج المجتمع الى هذه المشاعر الصادقة في مجتمع اصبحت المادة تشغل الحيز الاول في مفاهيم الحضارة لمعظم المجتمعات فعلى هذا الاساس يجب ان يفصل الفكر المادي عن الفكر الميتافيزيقي في الاتجاهات الفنية لتصل الى الابداع وعلى المؤسسات المختصة بالفن اجراء مناقشات حول هذه الحالة من بزوغ الفكرة واثبات البذرة الاساسية للابداع من خلال التفتح الفكري المتوجه نحو تنمية الخيال الابداعي وفقا للمعلومات التي لها علاقة بالفنون المتطورة والمعاصرة . ان الابداع في كوردستان يجب ان لايكون سوى منهجا متبعا لسلسلة مناهج اخرى او حلقة وصل بين الفكر والكتلة وانما هي عملية روحية مرتبطة بالخيال البشري نتيجة لخبرات وهذه الخبرات يجب ان تكون ضمن المقاييس المقررة للابداع وكيفية التعامل معها على انها شكل غير ثابت قابل للتغيير في اي لحظة بهذا يجب توفير الوسائل والطرق والاماكن التي توصل الفنان الكوردي الى هذه الحقائق وتحقيق التجارب المهمة ضمن الدعم او الاجواء التي مر بها من قبل مبدعون اخرون ولكن مع تطور الفكر والزمن على هذا الاساس لايمكن ان تكون قاعدة الفن في كوردستان ثابتة وانما تكون العودة اليها بشكل من التناغم المتيقظ. لقد قدم الفنان المبدع بعض الاشكال في اللوحة او العمل الفني كاشارة جديدة لعالم الفن الا انه قد تمادى لانه لم يكن متاكدا او بسبب الخلل في فهم الواقع المعاصر للفن المعاصر . يفتقر الفنان الكوردي الى المواجهة والجرأة في التعبير واذا كان الامر يرتبط بشىء مافي وجهة نظر الفنان فان من الخطأ التصور في اذهاننا لان الابداع يتم في ظروف معينة وبجدية ثابتة ولايقبل الازدواجية في المفاهيم الابداعية ، ان العمل الفني له سمة واحدة وهي مرتبطة او نابعة من الوجدان البشري ولها هدف واحد وهو اظهار الفكر المعبر عن طريق الخلق الفني ، ففي كوردستان لا نقدر ان نقول انها تفتقر الى هذا الشىء وانما نقول المواجهة صعبة والخيار الوحد من اجل التطوير الا وهو الثبات والعزيمة في التغلب على التقليد و المحاكاة السائدة في التعبير الفني ، ان الحلقة الدائرية التي يمرون بها بعض الفنانين تميل بهم القناعة بمفهوم الفن المعاصر ،الفن ليس اتجاه واحد وانما هو انماط وخبرات قابلة للتغير المدرك في لحظة من العمليات الفنية ليكون فنا ابداعيا وايضا مرتبطا باللاشعور حتى يكون من تلقائية ذاتية . هناك ايضا نقطة هامة حول مشكلة مفهومية الابداع في الفن وهي الفكر المؤثر على الفنانين الكورد من ناحية الموضوع لقد جعل معظم الفنانين الموضوع هو الشكل او المفهوم الاساسي للعمل الفني او اللوحة ويحاولون انجازها باي شكل في حين ان العمل الفني هو حالة معبرة عن الفكر او حتى حالة تعبر عن الموضوع وليس رسم الموضوع ولا المضمون المراد رسمها فيجب ان يعبر عن موضوع بطريقة ابداعية ، او حتى في بعض الاحيان قد لايعبر بل توحي للفنان هذا يعني لايجوز استخدام الموضوع كوسيلة لطرح الفن وخصوصا في العملية الابداعية ، حيث ان مفهوم الابداع لايقبل في انجاز عمل مرتبط بالمحاكاة الا ان يكون عملا جديدا وتظهر العمليات في الرسم عن حالة معبرة وعن فكر جديد او اسلوب معين يكون جزأ من شخصية الفنان فكلما كان العمل الفني معبرا كان مبدعا وجميلا وكلما فقد شيئا من هذه التعبيرية فقد جماله ، اذن العمل الفني يتمتع بجمالية ابداعية يكمن فيه وينبع منه ولايأتي من الخارج والفن اما ان يكون معبرا او لايكون فنا على الاطلاق ، هذا يعني ليس موضوعا كما يبحثون بعض الفنانين عن جوهر الموضوع ويحتاجون الوسيلة ، ان الوجدان لايوصل الشيء وانما يكشف هذا دليل واضح على ان الابداع هو حالة لكشف المجهول وتحويل الوهم الى حقيقة عن فكرة معبرة ، فكيف يمكن ان نحدد مفهوم الفن في عصر من العصور ، الافضل اذن القول بان كل الفنون في كل العصور هي ابداع (( صور معبرة )) او صورةنابعة عن الوجدان البشري . ان الفنان الكوردي يجب ان لايكون ممثلا للحياة او ناقلا لموضوع ما فيجب الفصل بين الفن والموضوع وفصل الفن عن الحياة لتصبح للفن حياته الخاصة لان الفن ليس لغة او مرتبطة بقضية تعبر عنها وانما لها حياتها الخاصة وهي قضية بحد ذاتها ، في حين توصل بعض الفنانين الكورد الى الصورة المبدعة و المعبرة لتنبع من ادراك عظيم وتكون المتعه في تحقيق ماوراء الحقيقة ببساطة على الفنان الكوردي الابتعاد عن القضايا المتشابكة في الواقع والابتعاد عن التقليد كالفنون السائدة حاليا ، بل جعل لهم كيان خاص في عالم الفن مرتبطا بالاسس الابداعية وفي نفس الوقت لاتخضع لقاعدة وانما يكون ابداعا حرا حين يبدع الفنان لايعرف مسبقا ماذا تكون نتيجة هذا العمل الفني ودون الالتزام باسس معينة ، ان الفن المبدع هو الذي ينجح في التعبير عن الفكرة بطريقة رمزية اما الفن الغير مبدع فيكون تعبيره غير صادق وان من المهم على الفنان الكوردي فهم المعايير الاساسية للفن بمعنى جوهري وليس مجرد لذة او خبرة حسية سارة ، العمل الفني في كوردستان يجب ان يجد حضورا مباشرا من ناحية الصورة المعبرة ، فمعظم الفنانين غاصوا في الفن على اساس فهم الطبيعه الانسانية بطريقة علمية للعملية الابداعية في مجال الفن التشكيلي وجعلوا للفن اكثر اهمية وهي ادراك الفن في حضارة كوردستان والحضارة الانسانية مما يجعل للجميع كيان ذا اهمية ونظام جديد في اكتشاف وتطوير العملية الابداعية لدى الفنان الكوردي ويجب ايضا فهم الابداع على انه ليس ورثا ينتقل من جيل الى جيل اخر بل هو حلقة وصل بين الاجيال فكل جيل له سماته الخاصة ،هذا يعني ان الفنان المبدع لايختلف عن اي انسان اخر من حيث تركيبة الجهاز العصبي وانما الامر متعلق بالتعليمات والخبرات التي يتعرض لها الانسان وهناك جدل كبير حول هذا الموضوع . كوردستان بين النظرية الشكلية والمعايير الجوهرية ، ان لكل هذه الاشياء الدور الريادي للعملية الابداعية في الفن فمرة يكون الشكل هو الاساس في الابداع وجوهر العمل الفني هو حالة ابداعية معبرة ناضجة فكل لها معاني خاصة في عالم الابداع ، والسؤال هنا هل تأثر الفنان الكوردي بالجانب الشكلي اكثر من المضمون ام بالعكس ، الجواب ان الفنان الكوردي قد تأثر بعض الشيء بشكل العمل الفني اكثر من المضمون ، السبب يعود الى اهتمام بعض الفنانين بالموضوع اكثر من التعبير عن فكرة كما اسلفنا سابقا ولو كان الاخير هو السائد في الاعمال الفنية فانها تكون على الاكثر فكرة مباشرة دون اللجوء الى المضامين المخفية حيث ان الفن ليس تعبير عن فكرة بصورة مباشرة بل انها تعبير باسلوب معين او اتجاه يمكن خلالها التعبير عن حالة مدركة في هذا الاتجاه او النمط ، كما بعض الفنانين الاخرين بذلو جهودا حقيقية في اقتباس الفكر الكوردي المعاصر لخدمة العملية الابداعية في الفن لغرض احياء صيغة جديدة للعالم المادي الذي تعيش فيها مجتمعاتنا ، قد نخلط بعض الامور لتحليل التوجه الفني ولكن في النهاية لها هدف واحد وهو خدمة الانسانية بجميع معاييرها الجوهرية . فالفنان الكوردي قام بدور المنظم والمؤسس والواعظ في تربية الاحاسيس وبناء الشخصية المتوازنة والمبدعة في الفن تكون المعرفة الذات والقدرة على استيبان مراحل الفن الحقيقي للفنون التي تساعد في بناء الحياة الانسانية والعقلية ، ان هذا ايضا يعتمد اساسا على مدى روحية الفنان على مكامن الوعي وعلى البحث والكشف عن العقل الباطن واللاشعور الانساني والحالات التي يمر بها الفنان المبدع حسب رأي (( يونغ )). اننا اليوم نواجه اكبر مشكلة في العالم وهو الابداع عندما نقول الابداع الفني فهذا يعني الابداع الانساني فعلى كل فرد وفنان فهم الابداع قبل التعامل مع اي عمل فني او اي عمل اخر ويكون مرتبطا بالذوق والاحساس الجمالي الرفيع وهي بالضرورة تكون مفيدة للمجتمع مما ينبغي هذا بناء مجتمع متحضر مبني على المناهج الجدلية في ذهن البشرية مع تنظيم تركيبة جديدة للمستقبل القريب .
#سيروان_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية فى العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد و اهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد و اهمية الحركة
...
المزيد.....
-
دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا
...
-
الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم
...
-
“عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا
...
-
وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
-
ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
-
-بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز
...
-
كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل
...
-
هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
-
-بوشكين-.. كلمة العام 2024
-
ممثلة سورية تروي قصة اعتداء عليها في مطار بيروت (فيديو)
المزيد.....
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
المزيد.....
|