أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد يونس خالد - نحو النور














المزيد.....

نحو النور


خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 675 - 2003 / 12 / 7 - 02:21
المحور: الادب والفن
    


 أمام المرء سبيلان، هذا السبيل حيث حياة فيها فناء، وذلك السبيل حيث حياة فيها بقاء. سمع صوتا غريبا من الأعماق يرن في أذنه: هذا السبيل ممر، وذلك السبيل مستقر. فسار بعيدا عن الأنظار، وأراد أن يعطي لروحه المعذب شيئا من الراحة، والراحة تتمرد على ذات اليتيم. فَكَّرَ أن يهرب من ذاته، فقالت له الذات الضائعة، هناك بحيرة تنتظر قدومك، وأنت تشتاق إلى المياه الهادئة. قادتْه الذات إلى حيث لايشعر، فجلس كئيبا على ساحل البحيرة الساكنة، ودموعه تأبى أن تكون في المقلتين، فتمردت على العينين، وتناثرت على الوجه الشاحب كقطرات ندى الوردة التي سهرت في ليلها الطويل، والغيث في السماء تساقط وغَسل دموعه الحزينة، والرياح العاتية أخذتها إلى عمق البحيرة، فهاجت، وثارت.
    هناك من بعيد وجد اليتيم في أعماق حيرته الذهنية، طفلة بريئة تمسح رجليها من قطرات المياه الراكدة، ونظرت إليه، وقالت: ياعماه! أنظر إلى هذه البحيرة ! وجدتها هادئة منذ أن كنتُ جنينا في رحم أمي، وهي كذلك إلى أن أمطرت السماء علينا اليوم، فاخبِرني ما خَطبك، وأنتَ تبكي على أمواج ثائرة في ذاتك. أخبرني هل وجدتَ الذات فتمردتَ أو وجدتها ففرحتَ؟
   قلتُ وا أسفاه على حياة كانت ضائعة يابنيتي. انت جميلة وبريئة، وجمالك وبراءتُك تضفيان على الثورة في كياني، ومياه البحيرة في ذاتي محبة بلا إنتهاء، فقد سمعت من الحكيم اليوناني القديم يقول بأن المرء لا يدخل النهر مرتين. قالت: هو كذلك، ولا نحن ياعماه نعيش مرتين في الدنيا، أما ترى أننا في طريقنا إلى الحياة أو في سبيلنا من الحياة.
   غابت الطفلة التي لم تكن تعرف الذنوب، وغابت عني همومي بعد أن دخَلتْ تلك الهموم بحيرة التوبة لتغسل عني ذنوبي. وبزغت الرحمة والهداية من السماء العُلى وأنا أرى نجدين، إما النور والمحبة والإيمان حيث يقود إلى الحياة الباقية، وإما الضياع والظلام والعتمة حيث تسير إلى الحياة الفانية. وصوت التوبة يغني، إما شاكرا وإما كفورا. فالحمد للخالق الواحد الأحد الذي هداني، والثناء لله الذي أحياني، فلو عرف الملوك ما للتائب من حياة، لحسدوه. فلا دنيا نصيبها، إنما الرحمة نرجوها، والشوق الدائم إلى النور الإلهي يوم اللقاء. 

12  أكتوبر 2003



#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة الديوان الشعري -رفات تناجي ملائكة السلام
- مقدمة كتاب دراسات حول القضية الكردية ومستقبل العراق
- الحيرة الذهنية
- الوعي واللاوعي بالتراث
- طفلتي الصغيرة
- التعصب يمزق جدرانه فإلى أين ينتهي بنا التفكير؟
- الطفل المعجزة
- مشوار منفى الروح في القرى الكردستانية
- معركة الديمقراطية في عراق المستقبل بين الحرب والسلام - القسم ...
- الكرد ومعركة الديمقراطية في العراق 3-3 - القسم الأول
- أغنية العمر
- الكرد والنموذج الديمقراطي الإيراني ومساندة الولايات المتحدة ...
- في رحاب الحب
- إشكالية ديمقراطيات الشرق الأوسط وموقع الكرد في معركة الديمقر ...
- صرخة النفس المتمردة
- معركة المصطلحات يجب ان تكون قائمة على العلم حوار مع الاستاذ ...
- ثماني قصائد نثر في الشعر
- أين العقل العربي؟
- ربط الدبلوماسة بالإستراتيجية ليأخذ العراق موقعه الاقليمي وال ...
- الجمعية الدولية للمترجمين العرب منبر إبداع وإشعاع حضاري


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد يونس خالد - نحو النور