العالم والمفكر دكتور رشدي سعيد / الضابط أحق يا دكتور!

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 2174 - 2008 / 1 / 28 - 09:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

لعل دكتور رشدي سعيد واحد من قرائنا المحبين . شرف نعتز به كثيرا .
كل علاقتي به هي كعلاقة أي مثقف مصري لا يعرف رشدي سعيد معرفة شخصية ولكن لا يمكن أن يلمح مقال له أو خبرعنه في جريدة أو يقع تحت يده كتاب للدكتور رشدي سعيد الا ويقرأه ..
المرة الوحيدة التي رأيته فيها كانت في مؤتمر علمي في النصف الثاني من التسعينيات . وحسبما أتذكر كان موضوعه " مستقبل استصلاح وتعمير الصحراء المصرية " أو ما يعطي ها المعني . وانعقد المؤتمر باحدي الجمعيات العلمية القريبة من دار القضاء العالي بالقاهرة في الناحية المقابلة من الشارع . ولعلها " الجمعية الجغرافية " حسبما أتذكر ..
ولأن الموضوع يشغلني كمثقف مصري يري أن حل كل مشاكل مصر في غزو الصحراء المصرية كما سبق أن نشرت كلمة حول ذلك بجريدة الأهرام قدم لها الراحل الكبير " دكتور يوسف ادريس " . وترك لها مساحته في جريدة الأهرام يوم 12- 6 -1989 -. لذا حرصت علي حضور ذاك المؤتمر . ويومها شعرت بغربة شديدة اذ تلفت يمينا ويسارا بحثا عن صحفي او كاتب أو مثقف أعرفه فلم أجد ! ووجدت كل الحضور هم جيولوجيون أكاديميون . وكان موجودا رئيس أكبر وأشهر شركة للمياه الجوفية في مصر " شركة ريجوا " المهندس علي ورور .
استمعت واستمتعت بالأبحاث والدراسات التي ألقيت . وكان يدير المؤتمر " دكتور رشدي سعيد " الذي لاحظت أن كل من يعتلي المنصة لالقاء بحثه أو دراسته عن الموضوع يبدأ بتسطير أرقي آيات الحب والاجلال لأستاذه – واستاذ أساتذة الجيولوجيا . وحامل أسرار صحراء مصر التي تشغل 96% من مساحتها - دكتور رشدي سعيد - يقترب الآن من عامه 88 بورك له في عمره وصحته – .
و بعد حضور المؤتمر في تلك الليلة التي كانت فيها القاعة تغص بالحضور الذين لا أعرف منهم أحدا . انصرفت . وما رأيته بعد ذلك الا علي شاشة التليفزيون ذات مرة بعدها بسنوات في حديث معه ... ولكن لأنني ككل مصري يحب عقول مصر ونوابغها التي كانت كفيلة باحداث نهضتها لتكون مصر في مكانة اليابان الآن . لو أن السلطة آلت اليهم لا الي حفنة ضباط . لذا عندما كتبت مقالا أرد فيه علي مزاعم المسئول السياسي المصري دكتور أسامة الباز بأن حسني مبارك لا يريد ترك السلطة لأنه لا يجد من يتولاها .! – أو ما يعطي هذا المعني – فكتبت أذكر عددا من نوابغ مصر القادرين علي شغل منصب الرئاسة المصرية . وكان منهم العالم والمفكر دكتور رشدي سعيد .
ذكرني برشدي سعيد . عندما جاءني صوته علي التليفون يتحدث من أمريكا . الباحث والكاتب مجدي خليل . الذي كان في طريقه للقاهرة لافتتاح منتدي الشرق الأوسط للحريات . وجاء ذكر دكتور رشدي سعيد في الحديث . فتذكرت واقعة حدثت قبل نكسة 1967 ..
قلت له ان رشدي سعيد كان جدير به أن يكون رئيس وزراء مصر مالم يكن رئيسا للجمهورية . أو علي الأقل وزيرا للبحث العلمي . أو وزيرا لتعمير الصحراء – وزارة خاصة بذاك الهدف – وكان أضعف الايمان أن يحصل علي أرفع أوسمة الدولة ..
وعندما قلت أرفع أوسمة الدولة .. تذكرت علي الفور أن ذاك الوسام الرفيع منحه عبد الناصر لضابط .. دون العالم والمفكر الكبير العظيم .. وكان ذلك قبل النكسة ..
فيقول لي . مجدي خليل . ان دكتور رشدي سعيد . هو اول مصري يحصل علي درجة الدكتوراة من جامعة هارفارد – أعرق الجامعات الامريكية - .
ومضيت أقول لمجدي خليل في التليفون : انني أتذكر ذلك تماما كما لو كان بالأمس . والخبر نشر بصدر الصفحة الأولي لأكبر صحف مصر – الأهرام - والذي حصل علي الوسام الأرفع هو رئيس المخابرات العامة وقتذاك ..!
وكان نص الخبر كما أتذكره (( قلادة النيل لصلاح نصر .. أهدي الرئيس جمال عبد الناصر قلادة النيل – أرفع وسام بالدولة – للسيد صلاح نصر . رئيس المخابرات العامة .))
وبعدها حدثت النكسة 1967 ..
وتمت محاكمة صلاح نصر . بوقوع النكسة . بتهمة الانحراف بجهاز المخابرات !! !! !!
وحصل الضابط علي ما لم يحصل عليه العالم الكبير والمفكر الجليل " دكتور رشدي سعيد " !
للمزيد عن دكتور رشدي سعيد . فضلت ان أدعوكم للاطلاع علي ما جاء بهذه المدونة الظريفة والخفيفة الظل . وما كتبته عنه صاحبة المدونة بمناسبة حضورها احتفال عائلته بعيد ميلاده ال 87 في مابو الماضي 1977 .
http://norayounis.com/2007/05/13/241

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات