أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - انياسيو رامونه - بوليفيا














المزيد.....

بوليفيا


انياسيو رامونه

الحوار المتمدن-العدد: 674 - 2003 / 12 / 6 - 01:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كانت ديموقراطية تامة. ألم تحترم الحقين الانسانيين الاساسيين، حرية الصحافة والحريات السياسية؟ أما ان يكون الحق في العمل والسكن والصحة والغذاء وغيرها الكثير من الحقوق الاساية جميعها مداسة بصورة منهجية فهذا ما لا ينتقص على ما يبدو من "الكمال الديموقراطي" في هذه الدولة. ففي بوليفيا، الدولة التي لا تعد أكثر من 8،5 ملايين نسمة والمتمتعة بأغنى الثروات الجوفية في العالم، تحتكر حفنة من الميسورين الثروات والسلطة السياسية منذ 200 عام بينما يعيش 60 في المئة من السكان تحت عتبة الفقر. فالاميرنديون وهم الاكثرية من السكان الاصليين ما زالوا يعانون التمييز اذ تبلغ نسبة وفيات الاطفال في صفوفهم مستويات لا تجوز، والبطالة تستشري والامية تسيطر علما ان 51 في المئة من الناس لا يحصلون حتى اليوم على الكهرباء. لكن هذا لا يغير شيئا في الجوهر، فبوليفيا دولة "ديموقراطية".

لذا فعندما فتح الجيش نيران الرشاشات الثقيلة على المتظاهرين في 11 و12 تشرين الاول/اكتوبر بأمر من الرئيس غونزالو سانشيز دي لوسادا موقعا ما يقارب الستين قتيلا ومئات الجرحى(1)، أعلنت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي، السيدة كوندوليزا رايس في سياق حديثها عن هذا التمرد، وهي تتوجه الى اعضاء جمعية الصحافة في القارة الاميركية المجتمعين في شيكاغو، أن واشنطن حذرت المتظاهرين(!) من "أي محاولة للاطاحة بالقوة بحكومة منتخبة بصورة ديموقراطية"(2). يذكر انه في 11 نيسان/ابريل، عندما تمت الاطاحة الموقتة بالسيد هوغو شافيز المنتخب ديموقراطيا في فنزويلا على يد العسكريين المدعومين من ارباب العمل ووسائل الاعلام، سارعت واشنطن الى الاعتراف بالانقلابيين بذريعة كاذبة أن السيد شافيز "أمر باطلاق النار على شعبه".... بالطبع ان السيد سانشيز دي لوسادا الذي لقبه البوليفيون بـ"الجزار" لجأ الى ميامي في 17 تشرين الاول/اكتوبر من دون ان تنوي الولايات المتحدة احالته امام محكمة تدينه بارتكاب جرائم ضد الانسانية.

لكن من يتوقع من أميركا ذلك؟ فالسيد سانشيز دي لوسادا الذي كان وزيرا للتخطيط بين 1986 و1989 مع مستشاره الخبير الاقتصادي جيفري ساخس أخضع بلاده الى "علاج الصدمة" الذي ترغب به واشنطن وكانت النتيجة صرف عشرات الآلاف من العاملين في القطاع العام من الخدمة. وخلال ولايته الاولى (1993ــ1997) وافق هذا الرئيس المفرط في ليبيراليته والذي بات أحد اكبر الاثرياء في بوليفيا، على برنامج طلبته منه الولايات المتحدة للقضاء على زراعة الكوكا مما يقضي على مئات الآلاف من المزارعين الذين لا يملكون سبيلا آخر للعيش فتحولوا الى التمرد المتواصل. كما عمل على خصخصة أملاك الدولة لصالح الشركات الاميركية تحديدا في قطاعات السكك الحديد والمناجم والنفط والكهرباء والهاتف وشركات الطيران والمياه. وقد أدت خصخصة توزيع المياه في مدينة كوشابامبا لصالح شركة باكتل الاميركية (وهي من المستفيدين الرئيسيين من برنامج الخصخصة الكامل الذي تقوم به حاليا قوات الاحتلال في العراق) الى اندلاع تمرد في 20 نيسان/ابريل 2000 أدى الى خروج الشركة وتراجع الحكومة التي أعادت تأميم قطاع المياه.

من خلال هذين النزاعين حول زراعة الكوكا والماء في كوشابامبا برز قائد شعبي استثنائي هو ايفو موراليس. انه هندي ايمارا في الثانية والاربعين من العمر، عصامي وزعيم نقابي يقود منذ ما يقارب العشرين عاما القطاع الاكثر حدة في مطالبه الا وهو قطاع المزارعين المتضررين من القضاء على زراعة الكوكا.

 يعتبر السيد ايفو موراليس على صعيد أميركا اللاتينية وحركة العولمة المغايرة، احدى الشخصيات الشعبية واحد الوجوه البارزة في حركة السكان الاصليين التي تعبّر عن نفسها بقوة كبيرة في الاكوادور والبيرو والتشيلي والباراغواي. وقد قام مع الحركة نحو الاشتراكية التي يتزعمها والى جانب زعيم هندي آخر من حركة باشاكوتي، فيليبه كويسبي، بقيادة الهجوم على السياسة النيوليبيرالية التي ينتهجها السيد سانشيز دي لوسادا وحليفه الديموقراطي الاشتراكي السيد خايمه باز زامورا. وتهدف هذه السياسة الى سلب البلد مخزونه من الغاز لصالح الولايات المتحدة عبر احدى الشركات المتعددة الجنسية مما تسبب في اندلاع المواجهة في نهاية المطاف. وقد وصل الهنود البوليفيون الى التمرد بناء على قرون من التجربة التاريخية حيث ان تصدير الثروات الطبيعية من فضة او نفط لم يؤدّ مرة الى تحسين وضع الفقراء او يدفع في اتجاه تحديث البلاد. وكما حصل في الاكوادور في كانون الثاني/يناير 2000 ضد الرئيس جميل معوض وفي البيرو في تشرين الثاني/نوفمبر 2000 ضد الرئيس البيرتو فوجيموري وفي الارجنتين في كانون الاول/ديسمير 2001 ضد الرئيس فرناندو ديلا روا، فان الشعب البوليفي المنقلب على السيد سانشيز دي لوسادا يرفض نموذجا اقتصاديا أدى في أميركا اللاتينية الى تفاقم الفساد وافلاس السكان وزيادة التهميش الاجتماعي.

 

 


--------------------------------------------------------------------------------

* مدير مركز القارات الثلاث ومجلة Alternatives sud في لوفان ـ لا نوف، بلجيكا.

 

[1] انترناشونال هيرالد تريبيون، 15/10/2003. سيصل عدد ضحايا القمع الى 78 قتيلا ومئات الجرحى، يضاف اليهم 34 قتيلا و205 جرحى سقطوا في شباط/فبراير لمناسبة انتفاضة العمال و... الشرطة ضد فرض الضريبة على الاجور المتدنية. لم تورد اي صحيفة فرنسية هذه الاخبار في صفحاتها الاولى.

[2] برقيات من وكالات الانباء (AP و EFE) في 13/10/2003

جميع الحقوق محفوظة 2003© , العالم الدبلوماسي و مفهوم



#انياسيو_رامونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقابة تامة
- تبعيــــــة
- تبعيـة
- انقاذ الكوكب
- استغلال الاطفال
- جريمة كاملة
- الطاعـون-حول صعود الفاشية الجديدة في اوروبا
- عداء بدائي لنظام كاسترو


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - انياسيو رامونه - بوليفيا