فهمي الكتوت
الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 10:51
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
الاحتلال قطع كافة الامدادات عن المرافق الاساسية للقطاع, واغلق كافة المعابر, و غرق القطاع في ظلام دامس وذلك تتويجا للحصار الذي يفرضه على الشعب الفلسطيني, وارتكب مجزرة رهيبة ذهب ضحيتها سبعة وثلاثون شهيدا واكثر من مئة جريح, ما ينذر بخطر كارثة بيئية وانسانية.
هدف العدوان الاسرائـيلي الجديد فرض حالة الاستسلام على الشعب الفلسطيني, والقبول بالمشروع الامريكي الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية, والغاء حق العودة واقامة دويلة هزيلة لا تتوفر لها وحدة جغرافية او مقومات للحياة, مع ابقاء المستوطنين في قلب الضفة الغربية, واقامة ما سماه نتنياهو »بسلام اقتصادي« حسب اخر ما تفتقت عنه الذهنية العنصرية الاسرائـيلية, وهرولة الموقف العربي تبعا للضغوط الامريكية والاسرائـيلية.
من سخريات القدر ان الموقف العربي استجاب للضغوطات الاسرائـيلية على مدار العقود الستة الماضية من الصراع العربي الاسرائـيلي, فانتقل الموقف العربي من مرحلة اللاءات الثلاث لا سلام لا صلح لا مفاوضات, اعقاب هزيمة حزيران 67 والمقولة الشهيرة ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة, الى مرحلة استجداء المنظمات الدولية لتطبيق قرارات الشرعية الدولية, ومن ثم الى المبادرة العربية الارض مقابل السلام, مع استعداد العرب للتنازل عن قضية حق العودة, الى المشهد البائس الذي بدأت تتشكل ملامحه, الذي عبر عنه بوش بزيارته الاخيرة الى المنطقة, بفرض سياسة الامر الواقع, وشطب حق العودة, والاعتراف بدولة يهودية عنصرية, والابقاء على المستوطنات الاسرائـيلية.
المظاهرات الغاضبة التي عمت مختلف المدن الفلسطينية, من غزة الى رام الله الى بيت لحم.. تشكل تعبيرا دقيقا عن رفض الشعب الفلسطيني بكل مكوناته لكافة المحاولات التي تستهدف فرض الاستسلام عليه, فالشعب الفلسطيني لن يرضخ لشروط المحتلين الصهاينة مهما بلغت التضحيات, كما شكلت التحركات الشعبية العربية في عدد من العواصم موقفا تضامنيا هاما ينبغي تطويره وامتداده الى كافة العواصم العربية والاسلامية والصديقة, وممارسة الضغوط على الانظمة الحاكمة لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني واتخاذ موقف عربي واسلامي يرقى الى مستوى الاحداث لتخليص الشعب الفلسطيني من نير الاحتلال الاسرائـيلي, ودرء الخطر الصهيوني التوسعي عن الامة العربية.
ولتمتين الجبهة الداخلية, والتصدي للمعتدين الصهاينة, لا بد من حل الخلافات الداخلية بين فتح وحماس, ولا بديل عن التنازل عن المصالح الحزبية الضيقة. لصالح القضايا الوطنية الكبرى, لا معنى للمفاوضات مع الصهاينة في ظل العدوان الاسرائـيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني, ولا معنى لتمسك حماس بالسلطة على حساب وحدة الموقف الفلسطيني, لا بديل عن حكومة الوحدة الوطنية التي تضم مختلف الوان الطيف السياسي, وبغض النظر عن حجم التنازلات المطلوبة من كلا الطرفين بهدف التصدي للمعتدين الصهاينة, وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني, وتحرير ارضه واقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس, وضمان حق العودة.
#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟