أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امحمد عزيز - الرجعيون الجدد أو التقدميون القدامى














المزيد.....

الرجعيون الجدد أو التقدميون القدامى


امحمد عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2170 - 2008 / 1 / 24 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن التحول من اليسار إلى اليمين أو العكس ليس غريبا في عالم السياسة، لكن الغريب هو أن يبرر هذا التحول بمبررات واهية من قبيل الحداثة وباستعمال خطابات تبريرية لا أساس لها من الصحة وبشن حرب كلام تستعمل فيها ألغام المصطلحات والمفاهيم المجانية ضد كل من يحاول جاهدا تشخيص هذه الظاهرة الشاذة والحالة المرضية التي باتت تنخر جسد النخبة السياسية بالمغرب.
قد لا نحتاج إلى دليل عميق لنثبت أن بعض مكونات النخبة السياسية بالمغرب وتحديدا بعض الأحزاب السياسية المنتمية إلى ما يسمى باليسار المغربي، تتهم حاليا بالانجراف نحو التيارات اليمينية المحافظة وهو ما بات يسمى اليوم بتيار "الرجعيين الجدد".
حقا إن انبعاث الفكر الرجعي بصيغه الجديدة في المغرب الآن ، لا يعود لأسباب فكرية خالصة تتصل بتشبثه بحجج مقنعة تستحق المناقشة ، بل هو يعود في الأساس إلى دوره القديم – الجديد كسلاح من أهم أسلحة الردة المستشرية الآن في البلاد ، والتي بدأت طلائعها في الواقع منذ السنوات الأخيرة ، وبلغت ذروتها تحديدا منذ وصول بعض أحزاب المعارضة سابقا إلى سدة الحكم، وذلك لأسباب موضوعية كثيرة أهمها تغير المواقع الطبقية ، حيث قادت البرجوازية وبعض مراتب البرجوازية الصغيرة حركة الردة ، وأصبحت تتطلع للسيطرة السياسية المطلقة في ظل المغرب الجديد معتمدة في ذلك على جبهة رجعية واسعة تضم اليمين الرجعي القديم المشكل أساسا من البرجوازية العقارية الكبيرة و البرجوازية الكومبرادورية ...
و يتشكل تيار المرتدين هذا أو بالأحرى الرجعيين الجدد من كل السياسيين الانتهازيين الذين لا زالوا يفكرون بعُدّة إيديولوجية متقادمة صدئة تعيد إنتاج الأزمات لكي تولّد المزيد من التخلف والفساد والتسلّط والضعف والهامشية. بل إن البعض منهم ممن ناضل طويلا تحت شعار التقدمية قد ارتمى مؤخرا في أحضان الرجعية، فكان خطابهم أشبه ببرنامج حزبي انتخابي يكرر على مسامع الحاضرين وعودا وقضايا ترتبط بالمقولات المستهلكة والأساليب البائدة والنماذج العقيمة بحيث لم يبقى لهؤلاء التقدميين القدامى اي دور تقدمي يعادي الإقطاعية والمخزن والملكية المطلقة بل باتت اليوم بعض هذه الأحزاب السياسية الرجعية الجديدة وسيلة لقمع العامل المطالب بحقوقه و تشديد الاستغلال على الطبقة العاملة و تحريف وتشويه وإعاقة نضالها من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية، كما أصبحت تحلم فقط بالموالاة للمخزن ،ووسيلة أوبالأحرى بوقا لتطبيق برامجه المتمثلة في الخصخصة و اقتصاد السوق وفتح الحدود أمام الاستثمارات الأجنبية والمثول لمطالب البنك الدولي والتي تعني رفع الدعم عن السلع الأساسية و تخفيض المستوى المعيشي للجماهير وسحق الحقوق الفردية ومنع الإضرابات وقمع الحريات.
وتأسيسا على ما ورد ذكره يبقى واردا بأن نقول إن الرجعيين الجدد هم كل الذين تحولوا من مناضلين إلى سماسرة لا يملون من الالتفاف حول هالة المخزن , هم كل الأشخاص الذين باتوا، عندما وصلوا إلى سدة الحكم، يتنكرون وبجرأة لامثيل لها للمبادئ التي ناضلوا في الماضي من أجل ترسيخها في المجتمع، هم كل الذين باتوا- كلما دعتهم الضرورة إلى ذلك - يلحنون فشلهم ويحاولون تحويله إلى انتصار، إنهم أولئك التقدميون القدامى الذين تحولوا إلى خدام المخزن وكل رجالات الأموال المفتقدين للشرعية.
ومن هذا الاستعراض السريع لطبيعة الصفات التي تطبع الفكر الرجعي الراهن في المغرب يتضح بجلاء الدور السياسي الرجعي الذي يقوم به الفكر المذكور، كانعكاس وأداة للثورة المضادة ضد التغيير. إذ يقوم هذا الفكر الرجعي الجديد على أساس، التخطيط للعودة بالمغرب إلى العهد البائد بمؤسساته السياسية والقانونية والاقتصادية والفكرية ، وإحياء فكرها المتخلف المتحجر ، المتقنع بأقنعة الليبرالية الكلاسيكية في السياسة والاقتصاد وسائر الميادين الأخرى، و لقد استطاع قادة هذا الفكر المتشكل خاصة من الأساتذة المثقفين المزيفين والانتهازيين الوصول إلى أعلى المراكز القيادية في الوزارات والأجهزة التخطيطية والجامعة ومؤسسات القطاع العام والسلك الدبلوماسي … الخ وهم يمثلون في الوقت الحاضر رأس الحربة لحركة الردة والجسر الموصل مباشرة بالاستعمار الجديد كما أن هذا التيار الرجعي الجديد، ينذر بأن يطرح في المستقبل بشكله الفج و المتخلف .



#امحمد_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة بابل
- جدار العار
- مدن الوجع
- وجع الظلام
- علا مات
- حول تحديد مفهوم الشعبوية.
- رحيق الكبرياء
- وطن بلا عنوان!
- حروف بغداد
- نحو تأسيس رؤية إستراتيجية لثقافة وطنية
- في الحاجة إلى محو الأمية السياسية
- رقصة الجرح


المزيد.....




- مصر.. الداخلية: القبض على شخص نشر -عبارات مسيئة- على شاشة إع ...
- ألمانيا تحظر مجلة يمينية بدعوى نشرها الكراهية ومعاداة السامي ...
- 4 قتلى وجرحى آخرون جراء إطلاق نار بمحيط مسجد بمنطقة الوادي ا ...
- الجمهوريون يسمون ترامب مرشحا لهم والأخير يسمي نائبه المنتظر ...
- رجل أعمال روسي يعرض مكافأة مالية كبيرة لإسقاط أول طائرات -إف ...
- مركز الأمن البحري العماني: 16 مفقودا بعد انقلاب ناقلة نفط قر ...
- -علاج خفي- محتمل للسرطان
- وسائل إعلام: ماكرون سيقبل استقالة حكومة أتال هذا المساء
- مصر.. مقطع فيديو لمقتل شخص في حي شعبي يثير جدلا
- وزيرة إسرائيلية تلوّح بإسقاط الحكومة إذا انسحب الجيش من محور ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امحمد عزيز - الرجعيون الجدد أو التقدميون القدامى