أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مصطفى عنترة - ماذا بعد التخلص من محمد اليازغي ؟














المزيد.....

ماذا بعد التخلص من محمد اليازغي ؟


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 05:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تفيد كل المؤشرات أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعيـش أسوأ محطة سياسية في مساره النضالي والتاريخي.

فالأزمة التي يعرفـها "البيت الاتحادي" مركبة ومن الصعب الخروج منها بسهولة. فهـي( أي الأزمة) تتضمن جوانب إيديولوجية وسياسية وتنظيمية، وهي التي تراكمت منذ نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وتعمقت بشكل أكبر بعد التحول السياسي الذي عرفه الحزب الاتحادي إثر دخوله إلى تجربة إدارة الشأن الحكومي.

ولم تحقق مشاركة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في حكومة "التناوب" الأهداف التي كان الجميع ينتظرها لاعتبارات متعددة منها أساسا المشاركة غير المشروطة لرفاق عبد الرحمان اليوسفي في التجربة المذكورة، وكذا ضيق هامش التحرك الذي يتيحه النظام السياسي للجهاز التنفيذي، والذي لا يسمح لأي حكومة كيفما كانت طبيعة تركيبتها السياسية من اتخاذ القرارات السياسية في القضايا الكبرى والمصيرية..إلخ.

فالاتحاد الاشتراكي لم يستفد من أخطاء تجربة "التناوب"، بل الأكثر من ذلك دخل إلى تجربة حكومية ثانية من موقع سياسي ضعيف تحت قيادة إدريس جطو وزير أول تقنوقراطـي، لا شرعية سياسية له..، وذلك رغم غياب "المنهجية الديمقراطية" التي أشار إليها البيان الشهير للمكتب السياسي للإتحاد الاشتراكي.

وفي نفس السياق نهج سياسة الهروب إلى الأمام ودخل إلى تجربة حكومية ثالثة، هذه المرة تحت قيادة عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي يجر وراءه فضيحة اسمها "النجاة" ضمن حكومة أقلية يتحكم في استمرارها نواب فريق "الأصالة والمعاصرة" الذي يتزعمه فؤاد عالي الهمة رفيق الملك في الدراسة.
لقد ساهمت المشاركة غير المشروطة وغير المحسوبة للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الحكومة في إضعاف هذا الكيان الحزبي. فمؤسساته التنظيمية أصبحت شبه مشلولة وغير قادرة على الفعل بدءا من الشبيبة وانتهاء بالقطاع النسائي ومرورا بالإعلام والمرأة والقطاع الطلابي..؛ كما أن خطابه السياسي فقد جل العناصر التي كانت تميزه عن غيره، ولم نعد نميزه عن خطاب التجمع الوطني للأحرار والحزب الوطني للديمقراطي على سبيل المثال، علاوة على ابتعاده عن نبض المجتمع، ناهيك عن صورته التي تغيرت في نظر الشارع المغربي من حزب كان يحمل هم خدمة المجتمع وسطر استراتيجية للنضال الديمقراطي إلى حزب أصبح همه خدمة السلطة وسطرت قيادته التي استراتيجية الخلود في دار المخزن.
إن الأزمـة المركبة التي يعرفها الاتحاد الاشتراكي تستدعي منه القيام بمراجعة جذرية لطروحاته وأفكاره الإيديولوجية والسياسية وكذا لآلياته التنظيمية وطرق اشتغاله..، بمعنى نوع من "البريسترويكا" و" كلاسنوست " التي تجعل الحزب الاتحادي يتصالح مع ذاته وتاريخه النضالي، ويتصالح مع الجماهير التي رفضته في آخر استحقاقات انتخابية وجعلته يحتل موقعا متأخرا، ويتصالح مع باقي أطراف العائلة اليسارية التي ابتعدت عنه لقربه من المخزن والتي بدونها لا يمكن أن يفعل أي شيء في مواجهة خصوم وأعداء الديمقراطية بالمغرب.
لقد كان على "مهندسي" الانقلاب ضد محمد اليازغي أن يستفيدوا من رفاقهم الفرنسيين في الأممية الاشتراكية.

فالحزب الاشتراكي الفرنسي على سبيل المثال مني بهزيمة سياسية ثقيلة في السنوات الأخيرة، جعلت موقعه السياسي يتراجع بشكل مثير، وهو الأمر الذي دفعه إلى فتح عدة أوراش لإصلاح هياكله والوقوف عند النواقص والأخطاء والاختلالات التي ميزت سياسته.

وأعتقد أن أول إجراء قام به رفاق فرانسوا هولاند هناك هو الاعتراف بالهزيمة والدعوة إلى فتح نقاش بناء ومسؤول تشارك فيه كل أطراف العائلة اليسارية على اعتبار أن شعار المرحلة السياسية يجب أن يكون هو إعادة هيكلة وبناء يسار قوي وحقيقي وقادر على مواجهة التحديات المرتقبة.

وخلافا لما قام به الحزب الاشتراكي الفرنسي، تم تشخيص الأزمة التي يعيشها الاتحاد في شخص محمد اليازغي( رغم أنه يتحمل جزء كبير من المسؤولية) وتم الانقلاب عليه بدعم من قبل بعض "الجهات المعروفة" التي لم تترك الفرصة تمر دون تصفية حسابات الأمس...

فمشاركة وجوه معينة على وجه الخصوص في هذا الانقلاب تحمل عدة دلالات سياسية، ربما قد نفهم لماذا انقلب عليه بعض من كانوا محسوبين عليه لأسباب تعود في مجملها إلى عدم استفادتهم من مشاركة الحزب في الحكومة، لكن أن تبارك أسماء أخرى هذا الانقلاب، فالأمر ليس بالطبيعي. وما خفي كان أعظم.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشكيلة المجلس الأعلى للجالية بالخارج لم تحظ بإجماع مغاربة ال ...
- مصطفى عنترة، باحث مهتم بشؤون الحركة الأمازيغية، في تصريح لجر ...
- براهيم أخياط عضو المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأماز ...
- إذ بلقاسم يؤكد أن تقارير الحكومة لم تكن تنفي أن الأمازيغ هم ...
- هل يجرؤ اليسار المغربي على الاعتراف بهزيمته القاسية في الانت ...
- الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي يوجه مذكرة حول موضوع الدس ...
- مصطفى عنترة في تصريح ليومية -بيان اليوم- حول موضوع إحداث قنا ...
- رشيد نفيل يتحدث عن انتظارات الفاعلين الديمقراطيين من المجلس ...
- مصطفى عنترة إعلامي وباحث جامعي يتحدث عن -ميثاق أكادير2-
- عبد العزيز سارت رئيس التحالف العالمي لمغاربة الخارج ينتقد من ...
- تأسيس حركة المطالبة بالحكم الذاتي لسوس الكبير
- أمبارك الأرضي أستاذ التاريخ وعضو المكتب الوطني للجمعية المغر ...
- مصطفى عنترة، صحافي وباحث جامعي مهتم بالثقافة الأمازيغية في ح ...
- -يومية الناس- تحاور الباحث الجامعي والإعلامي مصطفى عنترة حول ...
- منير الماجيدي.. وغضب الملك!!
- الباحث والحقوقي عبد السلام أديب يتحدث عن رؤية المغاربة لمسلس ...
- مصطفى عنترة باحث جامعي مهتم بشؤون الحركة الأمازيغية في حوار ...
- مصطفى عنترة يتحدث في حوار لأسبوعية -المشعل- المغربية عن اللو ...
- فعاليات مدنية وسياسية تؤسس مبادرة الاختيار الأمازيغي
- أحمد الدغرني الأمين العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مصطفى عنترة - ماذا بعد التخلص من محمد اليازغي ؟