|
امنيات مؤجلة من عام 2007
حبيب النايف
الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 03:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انقضى عام 2007 لنودعه بعد أن حمل لنا بعض البشائر التي أسرت الكثير بالرغم مما حصل فيه من أعمال جعلتنا نعيد التفكير فيها ومراجعتها وذلك من اجل أن نكون قد أوفينا حق الأيام التي جاءت تحمل بين ثناياها تلك الصور ألمشرقه والتي مسحت عن عيوننا بعض الغشاوة التي أحاطت بها خلال السنين الماضية مما تطلب عمل دئوب ومواصلة مستمرة توحد ت فيها الهمم وانكشفت النوايا وبالتالي فان كل جهد لم ينصب لخدمة الأماني المسموح بها فأنة سوف يتحول إلى كابوس يؤرق الليالي ويفتح الجروح القديمة التي سالت دمائها مما جعلها تنزف بصمت بعد أن أيقنت أن كل شيء ممكن طالما هناك إرادة لها القدرة على صنع التحدي والتعامل مع الواقع وفق نظرة تؤمن لها طموحاتها المستقبلية لذا اندفعت تعمل وتكافح من اجل ان تدون ما تريد وتصور ذلك على الرؤى المتوقعة للأيام المقبلة . عام مضى طوينا صفحاته ببطء تثاقلت أيامه التفت على رقابنا كالسيف تكالبت علينا المصائب وداهمنا الإرهاب من كل حدب وصوب كالجراد الأصفر يدمر كل ما يجد بطريقه امتدت أيادينا تبحث عن مخرج وتدعوا للخلاص من المصيبة التي رسمها لنا الأصدقاء قبل الأعداء ودافع عنها المقربين منا أكثر من الذين هم ابعد عنا بعد أن وفرو لها الحضن الدافيء الذي عجل بتفقيسها بطريقة مقززة كانت نتائجها خراب ودمار فما كان منا سوى الصمود والشموخ كجبال العراق ومنتجين كسهوله الخضراء ومتدفقين كمياه أنهاره واهواره الواسعة منشدين بالفضاء الواسع اغاني الأمل المشعة بالحياة لان الأجنحة الملونة تحلق عاليا مادام الفضاء واسع وأطرافه مترامية تجمع تحت مدياتها كل ألوان الطيف الشمسي متدرجة بشكل رائع لا مثيل له مكونة سيمفونية تعزف ألحانها المتألقة لكل من يريد الخير والسير وفق رغباته المتعالية بعد ان دحر الظلام الحالك الكئيب وتمايل مع الشروق في لحظاته الأولى وامتد مع الضياء با شعاعاتة الملونة وسار مع الشمس وخيوطها الذهبية التي تصل لكل مكان معلنة عن فجر جديد تتماوج على أضوائه مظاهر الحياة وتنبهر به الوجوه المشرقة التي تتلالىء بسماتها مع الريح وانتشرت في ربوع الوطن الحالم لتضيف له ومضة جديدة تجعله يحنوا على أزهاره المتفتحة وأشجاره المورقة لأنها رسمت ربوعه البعيد بالخضرة وفاحت عليها بعطرها الجميل . أيامنا تعثرت وأحلامنا تأخرت لكن ثقتنا بالحياة استمرت وبقى الحلم يراودنا في كل لحظة حتى في النهار وصارت ثقتنا بأنفسنا عالية والإرادة دائمة وتكون الحقيقة هدفنا المقصود بالرغم من أن الأيام جارت علينا بكل ثقلها وماسيها لكنها لم تغير( لا القليل ولم تؤثر إلا على الذين خارت قواهم في منتصف الطريق )فاندفعنا بكل تصميم وإرادة التي يملكها الأكثرية نبحث عن ما هو أجمل من أيامنا في هذا القادم الذي أبصر الضوء في فجر جديد أضاف له نكهة خاصة تحيط به أسراره وتقمطه إرادة قوية بعد أن تغذيه بما هو لذيذ من المحبة والأخوة والتسامح ويطعمه الانفتاح وتقبل الآخر لكي تتسع الدنيا لمن يريد العيش فيها ولا يكون هناك تهميش او إقصاء بسبب الدين او العرق او الجنس او الهوية لان الكل متساوين في الحقوق ومشتركين بالواجبات مادامت تظللنا سماء واحد . أمنيات يلفها الحلم ويغطيها التمني تراودنا في العام الجديد وتكون بارقة أمل تبعث على التفاؤل نتيجة ما تحقق ولو بشكل بسيط وخجول فيما مضى لكن التوحد والتكاتف سيؤدي إلى طوي الصفحات السود التي علقت في مسيرتنا المتواصلة والتي لم تستطيع العصي المهشمة من إيقافها مما دفعها للسير الى امام بكل قوة غير مبالية لما يحيط بها بعد ان ايقنت ان كل من يريد ان يلتحق بركبها عليه ان يشمر السواعد ويتجه إلى الأمام لان الحياة في حالة حركة ووحدتنا تكون لنا طوقا يحمينا . أمنيات تأجلت وأحلام تعثرت لكنها لم تتوقف فظلت بشائرها تلوح بالأفق وترفرف في كل الاتجاهات يغلفها الاصرار بوشاح الانتظار بعد ان اطل علينا عام جديد وما يحمله بين ثناياه من خير يدعوا للتفائل ليزرع الفرحة على الشفاه وتؤكد بان العراقيين منذ فجر السلالات هم صناع الحضارة وواضعي رقمها الأولى حيث أثبتت التحريات و النقيبات على عمق الأصالة وبداية الحرف والكتابة واللبنات الأولى للقانون .فها نحن نرنو للشمس نبحث بين خباياها وأنوارها على كل ما يوصلنا إليها بعد ان دحرنا الإرهاب ورسمنا على أديم هذه الأرض عمق التلاحم الحميم وصور البطولة والتضحية لنثبت للمستقبل تلك الصور المتلألئة ونندفع بعد ذلك من خلالها للأمام بعد أن نطهر أجهزتنا الإدارية والحكومية من العناصر المفسدة والتي كانت حجر عثرة في طريق التقدم لأنها تعمل من خلال مصالحها الأنانية والذاتية وتفضيلها على مصالح الوطن ونحول شوارعنا ومناطقنا ومدننا بؤر للامان ونعيد بناء نفسية أبنائنا التي دمرتها الدكتاتورية ومن بعدها الأفكار التكفيرية والظلامية لتحلق في الأفق الرحب والواسع وتكون مفتوحة بأقصى مدياتها للخير والسلام والمحبة لنكون بذلك قد وضعنا اللبنات الأساسية لما نحلم به ونريده بعد ان تخلصنا من جزء من أدران الفترة الماضية التي أرادت ان تعكر أجوائنا وتضفي عليها الخيبة والفشل لكن إرادتنا كانت اقوي من ذلك بكثير مما جعل إصرارنا على تجاوزها هو الدافع الذي ممكننا من التخلص منها والسيطرة حتى ولوعلي قسم قليل منها لنكون في المستقبل قد أزلنا ما تبقى والقضاء عليها وهيئنا أجوائنا وحياتنا وفق المعايير الجديدة التي نريدها والتي سوف تحقق لنا أمنياتنا المؤجلة والتي تعثرت ولو بشكل مؤقت . [email protected]
#حبيب_النايف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بوتو ضحية الارهاب
المزيد.....
-
روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر
...
-
تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول
...
-
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن
...
-
ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب
...
-
-الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب
...
-
أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد
...
-
البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي
...
-
موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
-
-شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو)
...
-
ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|