صبري هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 08:51
المحور:
الادب والفن
1
بين نهديك
احتجزتُ كلَّ أنهارِ الدُّنيا
وانتظرتُ
حتى تعطشَ الخلقُ وتكسر السدودَ .
2
مرّةً أخذْنا الوردةَ للندى
لكي يتعارفا
عند اللقاءِ طفقت تبكي
تساءلنا :
ما أبكاك يا سيدةَ الفرحِ ؟
قالت :
أعرفُ هذا
كان يتوسّد خدّي
3
مرّةً مشّطتُ شعرَها
فهطلَ بين يديّ الليلُ
4
عندما أَقْبَلَ قبلَ أوانِه الصبحُ
عرفتُ أنها ضحكت بعد حزنٍ
5
أجلسُ في الظلِّ
استجلبُ طائراً أصفر من آخرِ البحارِ
وأدفنُ أحلامي الصغيرةَ
في جيبِ القميصِ
أجلسُ على لوحٍ من الرملِ
وحيداً أرفّ مثلَ بيرقٍ
كأنني الدليل
6
كأنني الرملُ ترشقني بوجهِ القوافلِ ريح
كأنني الريحُ طليقة في الخلاء
7
ربِّ لا تجعلني
لعقةً للسانِ صديق
8
استيقظي يا حبيبتي
لكي لا يأتي الصبحُ وحيداً
9
من بين كلِّ يمامِ الأرضِ
اخترتُ واحدةً
لا تهدلُ
إلاّ بين يديّ
10
شارعٌ في أولِ الليلِ
فاجرةٌ حُمرة ألوانِه
به عصفَ
شبحُ امرأةٍ باهرةٍ
الشبحُ يُقبِّلُ وجهاً
المرأةُ في الريح
والوجهُ في الحانة
11
منذورة للبكاء
سكبت دمعتَها الأخيرة
واستغرقت في الدعاء
12
أسيرة الأقمارِ
أعطيتُها الليلَ كلّه
فطالبتني بالنهارِ
13
فذّةٌ لعبةُ الطيرِ في السماء
عذبٌ هديلُ الصباحِ
أيها الطيرُ الساعي نحونا
بجناحين من فرحٍ
ستجدُ فضاءنا أرحب
من شهوتِك العارمة
14
فاجرة بئرك العذبة
هائج بحرك الأجاج
متهتك زهرك المجنون
فاضحة ألوانه
حين لا تصيرين كالنساء
تصبحين اشتهاء
أتهلين في ليلي أملاً ؟
وعلى امتداد مائدة يحفل بها المدى تترعين بالوجد
كؤوسك وتحترقين
يا أنتِ
يا مَن تجدل شعور الريح
خذيني لجنح ألوذ به
#صبري_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟