عديد نصار
الحوار المتمدن-العدد: 2153 - 2008 / 1 / 7 - 11:51
المحور:
الادب والفن
ذكرى الشهيد عبده دوكم*
حقل انا
ما كنت يوما مجدبا
ما للسنابل لا تميل مع النسيم وتنحني
ما للبراعم لا تقد لثامها
ما للعصافير التي كانت تصبحنا
لا تبيح غناءها
ما للعيون تسمّرت نحو النجومْ
تشمّها وضياءَها
يا نورها المكتوم في جسد نحيلْ
يا حلمَها الساهي
يا شوقها المكتوب في دمه على شفتين تلتصقان في عشق أصيلْ
يقول ولا يقولْ
هوذا شعاع من عدنْ
ينساب عبر الليل من أقصى اليمنْ
يرنو اليك كما القصيدة في الطلولْ
يستل ساعدهُ,
وساعدُه يقولْ
ما همّ يا عمري الأسى
ما همّ تقصر أو تطولْ
يا من رأى!
عينان صافيتان في عز الذهولْ!
نجما يطل من الظلام له وفي الظلام له أفولْ
يقفو الشهادة لم يعشْ إلا لها
لا همّه تزدان أتربة بطيب دمائهِ
لا همّه يزهو الصباح ولو ببعض ضيائهِ
يقفو الشهادة لم يعش الا لها
ويداه تمتدان في عشق ٍ خجولْ
يا شَعره المنثور حبّات النّدى
المنثور فوق الهامة الشمّاءِ
فوق الجبهة السمراء وشمتها النّدوبْ
من أين جاء بك المخاض وكيف غيّبك الغروبْ
وجعي على وجعي كما النيران يذكيها اللهيبْ
عتبي على عتبي كما عتب الحبيب على الحبيبْ
يا ليلُ
ما غدك اللئيم بمقبلِ
لا تنجلِ
يا ليلُ والبسْ عاليَ الأسوار وانتعل الدروبْ
لا تنجلِ
فرداؤك القتام ستار العيوبْ
يا ليل دُمْ
ما أكثرَ العوراتِ فينا والثقوبْ
-----------------------------------
* الشهيد عبده دوكم: مناضل من اليمن إلتحق منذ بداية السبعينات بالعمل الفدائي الفلسطيني. خاض مع رفاقه العديد من المعارك و العمليات العسكرية ضد مواقع العدو انطلاقا و تصديا من الأراضي اللبنانية في الجنوب أيام الشريط المحتل و العميل سعد حداد. في أواخر السبعينات، أصيب بشضية قذيفة في جبهته انقطع معها عصب النطق لديه فاستمر أكثر من عامين في صمت كلي. أرسل في بعثة إلى ألمانيا الشرقية حيث أجريت له عملية جراحية أعادت له النطق. بعد حوالي العام، استشهد و هو يؤدي واجبه النضالي في الجنوب اللبناني.
#عديد_نصار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟