جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 10:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لطالما أحبت جارة الحزب ـ أم علي ـ الباباوات وبالأخص البابا الأخير بيند السادس عشر قدس الله سره ولماذا لا تحبهم وكل عملهم التطوعي منصب على التواصل الفراغي مع الله سبحانه بهدف حلحلة مشاكل مخلوقاته التي ما فتئت تزداد، وتتوسع، وتتراكم، جيلاً بعد جيل وقرناً بعد قرن.!
أم علي تحب الباباوات أكثر من غيرهم ذلك لأنهم لم يعودوا يعملون في حقل السياسة وإن كانت الحقيقة أنه تم إقصائهم عنها في حين لا يزال الحاخامات والمشايخ يقترفون هذا الإثم.! والبابا بيند يكتيس لم يشذ عن هذه القاعدة لذلك هي تستغرب أن يلجأ إليه البعض من السوريين بمناسبة عيد الميلاد وارباك سماحته في شأن سياسي محض.!
صحيح أن دعواته المصحوبة بالصلوات مستجابة كسابقاتها على طول الخط..! وأن الله الجبار لا يرد طلباً للباباوات على عكس الأمهات ( الشعوب ) غير أن ـ أم علي ـ لا تجد في هذا اللجوء المخلِّص مسوغاً عقلانياً في هذا العصر وبخاصة إذا جاءت المسألة على أيدي يفترض أن أصحابها من فئة السياسيين المخلِّصين المؤمنين بأن (( الرسائل السماوية صاغتها يد العناية الإلهية لتكون طريق السعادة والطمأنينة والسلامة للإنسان )) و (( من هذا المنطلق ـ يقول المخلِّصون في رسالتهم ـ ينظر العالم إلى حملة الشرائع السماوية بأمل ورجاء أن يكونوا من رموز الخلاص للبشرية من عذاباتها وأن يكونوا منارات هداية ورشاد له ))..! أم علي لا تعترض على ما أورده المخلِّصون فكل ذلك من الحقائق الدامغة وهل هناك ( أدغم ) من تاريخ الأمم والشعوب نفسه هذا التاريخ الناصع النظيف من كل الجراثيم الأرضية بفعل بكتريا الرسائل السماوية الفتاكة وبالأخص أنه لم يشهد ثمة حروب من أي نوع كانت ولم يمر بعصور ظلام وقرون وسطى ولا ما شابه ذلك وكيف يحدث ذلك والشرائع الهادية بين الأيدي وفي العقول والصدور وحملة هذه الشرائع من المتطوعين يجوبون الأرض ولا ييأسون من رحمة الله واستجابته وإن تأخرت بعض الشيء.!
باختصار و لما كان أن الرسالة وما تضمنته من مفاهيم تعكس بؤس التفكير، وفداحة الخطاب، وتدني الجودة، فإن ـ أم علي ـ تجد أنه لا مفر لها من تقديم الاعتذار لنيافة البابا بعد أن تعكر صفوه، وانحرف مزاجه، وانصرف لبرهة عن دعواته، وصلواته، ومتى..؟ في يوم العيد وهو يوم يعم فيه السلام والأمن في أنحاء الأرض قاطبةً وبخاصة في ـ بيت لحم ـ ما غيرها...!؟
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟