أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس الهبري - شارب أبو النجا أو حرب الشوارب














المزيد.....


شارب أبو النجا أو حرب الشوارب


إدريس الهبري

الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 01:37
المحور: كتابات ساخرة
    


خلال فترة الحكم التركي في الوطن العربي كان هناك علامات مسجلة مثل الطربوش الأحمر والذي يمثل هيبة السلطان حتى قام الضباط الأحرار في مصر بطي هذه الصفحة، ومثله الشارب الذي كان رمز السلطنة حتى جاء ياسر عرفات ووضع الكوفية الفلسطينية والعلم الفلسطيني مكانه كرمز للهيبة الوطنية المعاصرة.(عبلة درويش - وكالة معا الإخبارية)

وهاهي حماس تدوس على هذا الرمز وتسحقه بقاع حذاءها، حين اختزلت جوهر صراعها مع فتح في شارب القيادي الفتحاوي إبراهيم أبو النجا، حيث لا معنى أن يرتكب تنظيم سياسي له رصيده النضالي التاريخي ويراهن عليه مناصرو القضية الفلسطينية كثيرا مثل هذه الحماقات الصادمة...
يعتقل أبو النجا ويساق شاربه وشعره إلى مقصلة الحلق، ويتحول قادة حماس الأشاوس لمجرد حلاقين يتفننون في انتزاع كبرياء رجل وعزته...أن يتناول هنية أو الزهار الموسى وتمتد يد أحدهما إلى رأس أبو النجا ووجهه كي يجرده من شعر هو ما تبقى له من عزة وكبرياء ساعة اعتقاله، أمر يدعو لاحتقار الرصيد السياسي الذي راكمته حماس...
كنا مع حماس وقت منحتها صناديق الاقتراع الفوز على فتح، وعارضنا كل الأصوات التي طالبت بتنحيها أو إقالتها أو عزلها، وقلنا حينها أن فتح أخطأت حين لم تقبل بنتائج اللعبة الديمقراطية، وقلنا أن كل العرب الذين سارعوا إلى المساعدة على عزل حماس، وقطع المساعدات عنها مجرد جبناء مخلصين للأمريكان وإسرائيل على حد سواء، وقلنا أن ما جرى بغزة مخرجه الحوار الفلسطيني – الفلسطيني، وقلنا أن صمام أمان القضية الفلسطينية هو التئام الجرح الفلسطيني من جديد، وتوجيه السلاح ناحية العدو الواحد/إسرائيل، وقلنا أن محاصرة غزة إمعان في تعميق الشرخ الفلسطيني، وقلنا أن التفاوض مع العدو في غياب الوحدة الفلسطينية سيشكل فرصة للانقضاض على ما تبقى من صلابة الموقف الفلسطيني داخل أروقة المفاوضات، وقلنا أنّ لا فتح بمقدورها شطب حماس ولا حماس بإمكانها إلغاء فتح...
لا زلت أذكر ما شاهدته بعد إعصار غزة من تصرفات خرقاء لبعض أجهزة القوة التنفيذية ساعة اعتقال أو استسلام بعض عناصر الأمن الوقائي الفلسطيني أوغيرهم من الفتحاويين، كان المشهد يذكر بكثير من المشاهد العالقة بالذاكرة التي تدون يوميات المعاناة الفلسطينية مع الاحتلال، كانت القوات التنفيذية التابعة لحكومة حماس – بكل أسف – تلعب دور الجندي الإسرائيلي وهي تصوب رشاشاتها ناحية المعتقلين أو المستسلمين من عناصر فتح والأمن الوقائي...
لقد حذا هذا الفعل المشين ببعض المنفعلين الغاضبين في الضفة الغربية إلى التفكير في أن يهجموا هجمة رجل واحد ويحلقوا لحى وشوارب كل قادة حماس في الضفة، ولنتصور إلى أين يمكن للأحداث أن تتجه حين يتسلح كافة رجالات فتح وحماس بالمواس ويعلنوها حرب شوارب بالضفة وغزة، فلنتخيل ولو للحظة الصورة المقززة التي يقدمها الحماسيون والفتحاويون للعدو على طبق من ذهب كي يساعدوه على التأكيد أننا لا نستحق الأرض والحياة...
فلنتأمل تفاصيل هذه الصورة جيدا كي نعي بعمق درجة الهبوط التي بلغها الوضع الفلسطيني بعد رحيل قادته الحقيقيين الكارزميين، وتسلمُ ثلة من المراهقين السياسيين للمشعل من بعدهم...
منتهى الانهيار والسقوط للنضال الفلسطيني، وخاتمة الخواتم المبشرة باستعصاء حلم إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف...



#إدريس_الهبري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستراتيجية بوش الجديدة في العراق: إلى أين؟


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس الهبري - شارب أبو النجا أو حرب الشوارب