صدفات البحر..لآلي لُغتنا

سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 08:17
المحور: الصحافة والاعلام
    

صدفات البحر..و لآلي لغتنا!
منذ أن انتقلنا إلى عالم الصحافة الرقمية ونحن نتهاون يوما بعد يوم في قواعد النحو العربي حتّى أصبحنا نجد كتّابا لامعين يقفزون فوق أبسط القواعد اللغوية ولا يستثني كاتب هذه السطور نفسه بل هو من باب النقد الذاتي
أصبحنا كل يوم نجنح إلى عالم المذيعات التلفزيونيات حيث بلغ الأمر معهن أن قيل أن المذيعات، يجوز لهنّ ما لا يجوز للشاعر ولا للناثر
سمعنا ونحن صغارٌ ندرس أولى دروس النحوسمعنا عن لغة أكلوني البراغيث ! ويظن كثير من الناس ممن لم يطّلعوا على هذه اللغة أنها لغة أخرى غير اللغة العربية التي نعرفها والحقيقة أنها مجرد خطأ واحد اعتبر العرب معه من تكلم فيه كمن خرج عن العربية أو ابتدع لهجة مستهجنة
وخلاصته أننا لو تكلمنا عن جمع وتقدم الفعل على الفاعل كما هو معهود وهو جمع فلا يجوز أن يُجمع الفعل أيضا لأنه مستهجن عند العرب بل يجب أن يبقى الفعل بدلالة المفرد فمثلا نقول ما كاد اليهود ولا نقول ما كادوا اليهود وإلاّ كنا نتكلم بلغة أكلوني البراغيث
كما نجد حروف الجر متوقفة عن العمل عند كثير من الكتاب للأسف
و تصرخ كتابة الهمزة وإملاؤها عند عدد كبير جدا من الكتاب حتى بلغ الأمر أننا نستغرب عندما نجد مقالا خالٍ من أغلاط كتابة الهمزة وللإفادة أحاول استعراض كتابتها باختصار:فهي تتبع حركة الحرف الذي يسبق الهمزة وحركة الهمزة نفسها وحركة الكسرة هي الغالبة فيهما ثم تأتي بعدها الضمّة ثم الفتحة وتأتي السكون في آخرها . فإن ظهرت الكسرة كانت الهمزة على الكرسي وإن كانت الغلبة للضمّة كانت الهمزة على الواو وإن غلبت الفتحة كانت الهمزة على الألف وإن كانت السكون، تكون الهمزة مستقلّة كما في نهاية الكلمات ..فمثلا لا نكتب هيئة! بل نكتبها هيأة بسبب كون الياء ساكنة والهمزة مفتوحة وبذلك تكون الهمزة على الألف لأن الفتحة هي الغالبة
ربما تكون السرعة في الكتابة سببٌ في العديد من الأغلاط اللغوية أو بسبب ترك الكتابة بالقلم والورقة والتعود على استخدام لوحة المفاتيح التي تشتت التركيز على القواعد المطلوبة ولكن لا بد من الدعوة لاحترام قواعد اللغة وهذا أمر تتطلبه كل لغة مهما كانت
إننا سوف نغضي طرفا عن هول أغلاط لا حد لها ولا حصر آملين أن تحصل عودة محمودة إلى أسس الكتابة الفنيّة وبما خلّده لنا رواد الأدب العربي الحديث
ورحم الله الأستاذ الدكتور العلاّمة مصطفى جواد وبرنامجه ـ قل ولا تقل ـ .
وفي الختام لا بد أن نذكر بالخير الأستاذ الشاعر فاروق شوشة وبرنامجه الشهيرـ لغتنا الجميلة ـ
أنا البحرُ في أحشائه الدرُّ كامنٌ فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي ؟

#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات