ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 2146 - 2007 / 12 / 31 - 10:55
المحور:
الادب والفن
عثرتُ على بلاغ في الهاتف: "انتظري مفاجأة المساء."
استحوذ َ الصوتُ على أفكاري. بحلقتُ في زيت القنديل. لا لم ينفذ.انشغلتُ بتثبيتِ النجمة أعلى شجرة الميلاد. ثمّ, جلستُ في العتمة أنتظر. لم يصل أحد.
صوتَُ قرع ٍ خفيف ٍ على الباب قطع طريقي إلى الهاتف. ارتفع صوتي:
- من هناك..؟!
- أنا هو, لا تخافي.
أتى الصوتُ كصوت ِ مياهٍ كثيرة. تراهُ يكونُ هو..؟!
- ماذا تريد؟
- إن فتحتِ لي, أدخل وأتعـَشََّ معكِ.
بدأتْ ملامحُهُ تتشكلُ في دماغي, لكنّي صممّتُ أن أقطعَ الشكَّ باليقين:
- حقـًّا من أنت...؟!
- أنا هديتك المجانيّة. إن سمحتِ لي أن أدخل, سأحمل أحزانكِ عنكِ, أتحمَّل أتعابكِ, لن أخذلكِ كالآخرين. سيكون لكِ حياة ويكون لكِ الأفضل وأحبّكِ كما لم يحبّكِ أحد.
***
إنّهُ هو. هو...!
انتظارًا انتظرتـُهُ.
عطشتْ إليه ِ نفسي.
اشتاقَ إليه َ جسدي في أرض ٍ ناشفة ٍ بلا ماء.
منذ غابَ وأنا غزالة ٌ تجتهد أن تتجنبَ سهمًا يسعى إلى عنقها في الخفاءَ.
منذ غاب وكل الخليقة تئن وتتمخضُ معا إلى الآن.
منذ غابَ والأرض في شقاء.
هو نوري وخلاصي, هو حصنُ حياتي.
زقزقَ قلبي وطارَ إليهِ.
***
هرعتُ إلى القنديل وأشعلته. اخترقَ النور عينيّ . سرَى في كلّ خلايا جسدي. نفضَ العتمة.
فتحتُ الباب على مصراعيه ووقفتُ أتأمل ملامحًا غابت عنّي أياما خلتها عشر أجيال وأكثر.
إنّه هو..!
رأيتُ مجدَه مجدًا.
إنّه هو..!
مملوءٌ نعمة ً وحقــًّا.
إنّه هو..!
الألف والياء, البداية والنهاية, الكائن والذي كان والذي أتى.
حبيبي.................!
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟