ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 09:38
المحور:
الادب والفن
(قصيدة إلى صديق مهاجر .)
يدك العالية
من ظلامي هنا
أترقب سرب اليمام الذي أطلقته
الى افق نظرتي الباكية .....
إلى أين يمضي الغريب
ليطلق يمناه آمنة
في فضاء المدى ؟
إلى أين يهرب حين أنادي
رجيع الصدى ؟
وتحت قميصي الشفيف
يغرد طير الأسى ...من أسى
ليستر عورة أحزانه عن رحيل الأماني
وموت (لعل ) وقتل (عسى )....
كل حزن الربيع الذي يترقب موتي
يصيح بيمناك
لا تطفئي في الصباح المصابيح
ظلام طويل يجيء النهار به
ظلام يعارك قوة صمتي
ظلام الضمير الذبيح ...
تنمر رعب رهيب عشية ودعتنا ,
الغزال الأنيس الذي فر من نهشات الكلاب
كسروا بالمكيدة يمناه ....
بأي المراعي إذن تطمئن غزالات أرواحنا
والرعاة يغضون من طرب
طرف أبصارهم
وكرمى لهم تتغنى الذئاب ؟!
من ظلامي هنا
أتهجى فصاحة يمناك
خلف الستائر يمرق حشد من الارزقية
يقتسمون غنائمهم
ونرى
رغم كل حشود العمى
طلعة اليد مكسورة
تتهجى فصيح العذاب ...
مرة قهوة الكلمات الصدوقة
كم مرة ياصديق !
وتثير الكثير من الضحك
من زمن تتهشم فيه الأيادي التي تتضور من حرقة الاجتراح
زمن يكتب الشعر فيه بفوضى العصي
خليط اللقاح
وتنام الحقائق فيه مبنجة بمشافي اليتامى
وليس اقل من القاصدين تفقد صحتها
غير قلة من صوتوا
ضد هذا الزمان المباح
مرة
الحياة التي نتوكاها في طريق الذهاب إلى الموت
والموت ذاك الذي نتوسله لاختصار المسير
كل شيء سوى أن يطل من الشفتين
فؤادك منكشفا وكسير الجناح
كل شيء سوى ذلك الحلم المستحيل
يسيرا يتاح
يدك الهادية
سوف تشعل من وجع جمهرات الورق
حينما يطفي الغادرون بقوة عتمتهم
شذرات الالق
حينما اندفعوا بفحولة خصيانهم
يكسرون ممرا نحيلا إلى الشهب العالية
يدك ألهاديه
سوف تنزف حبرا منيرا
ويبقى لمن فجر النزف فيها
التسلل من ثوب حيرته
والتستر بالغاشية
اعزلا
ليس إلا مصائرنا المبتلاة
درعه
في ارتطام الحياة
ليس إلا الكثير من الحزن
حجته
في الدفاع عن الميتة التالية
انظري سبينا المتواتر واحتفلي بالجناة
يا مقاديرنا
يتها الدمعة النبوية في مريم باكيه ...
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟