أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - حياة ثقافية_ثرثرة














المزيد.....

حياة ثقافية_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 09:38
المحور: الادب والفن
    



هو ليل وأنا نهار
البعض تعطيهم الحياة أكثر مما انتظروا
ونحن أعطتنا الحياة أقلّ ما نستحق
نحن هنا دوما في الآن المتكرر
.
.
تخيّلي أنك تتلقيّن رسالتي الآن سنة 450 ميلادية
أو بعد عشرة آلاف سنة,اليوم مثلا,12007 , هو يوم حقيقي أيضا.
لا أنا ليل ولا أنت نهار
.
.
أفتّش عن رسالة في الايميل أو البريد
أنا أيضا غير موجود.
*
أقلّ الصراعات سوءا وأذى,الصريح منها والمباشر والمكشوف. على خلاف الصراعات الخفيّة داخل علاقات العشق والمشاركة, وبقية علاقات التعاطف الظاهرية. هناك صراع الغالب والمغلوب,ويقتصر على علاقات القوى وإعادة تشكيلها. هنا محاولة السيطرة على الكيان,وسلب الخاسر آخر خطّ وأثر من الخصوصية.
الخسارة أمام عدو ومختلف مؤلمة لاشك,لكن إمكانية النهوض ثانية,وبحالة أقوى وأشمل,تبقى في حيّز الإمكان الواقعيّ.
الخسارة أمام محبوب وشبيه نهائية,انسحاق كامل وتغيير في الهيكل والبنى الأساسية للشخصية.
هناك خسارة سطوح وخطوط بعيدة,هنا خسارة الفريدة والجوهر.
في كلّ علاقة خاسر.
خلف كل خسارة نقص في الانتباه, غفلة وندم. فقد من الرصيد الأساسي البيولوجي_ الغريزة,خسارة في حدّها الأعلى.....بلا أمل ولا جدوى.
*
المتفاخرون,من أكثر ما أكره في الحياة_إن لم يكن الأكثر على الإطلاق.
المتفاخرون تحت ستار التواضع,حملة اليقين في كلّ مساماتهم.
أكثر ما أكره في شخصي وفي تلافيف دماغي,ذلك المحور المتفاخر,أعرف أنه دفاع ضدّ دونيّة متأصّلة,وأنا في حالة حرب داخلية ولا تنتهي إلا بالموت, اعرف وليس بوسعي الكثير.,
في كلّ مرة ضبطت نفسي في حالة زهوّ,كان الفأر المذعور يحتلّ المشهد بمختلف أبعاده.
لو صدمتني سيارة طائشة اليوم(كاد أن يفعلها أكثم وينهي حياته وحياتنا) في الطريق,بعد شهر لن يتذكّرني أحد,سوى على سبيل الدعابة والتندر,وكأني مجرد سراب عابر في عتمة اللاذقية وليلها الطويل.
الحقيقة الوحيدة التي عرفتها أننا_النصف مليون في اللاذقية_نصف مليون ذرة غبار بلا ثقل أو فاعلية أو كيان, وفي هذا رحم الغرور وحاضنته الأبدية.
هكذا يبدأ التفاخر عادة.
*
ماذا يريد الرجل النموذجي؟ الأقرب إلى الشخصية المشتركة؟
.....الشخصية المشتركة تحقق ما ترغب في الحصول عليه"الأطراف المختلفة" في المجتمع.....مال وشهرة ونفوذ....."السلطة والقرار",مع المحبّة والاحترام.
يحقق الوجه الآخر للصورة أيضا,تطابق القناع مع الشخصية الأصلية.
_كيف يمكن التأكد,أن ما سأقرره اليوم وأسلك بناء عليه,هو الصواب والعادل؟
ولن أكتشف غدا مع ازدياد خبرتي وتجاربي,أنه كان بدوره سلوكا انفعاليا, ويتعارض مع الرزانة والنضج؟ وأني تهربت بصورة ما,من تحمّل مسؤوليتي كفرد راشد يتوجّب عليه تحمّل الألم والمشقّة,بين حين وآخر,بلا تذمّر وإلقاء التبعية على آخرين...؟!
.
.
إذا كان أبي بعد التسعين,لم يتجاوز العاشرة في الفعل والخبرات,كما رأيت ولمست... أين هي الشخصية المشتركة, وأين هو الفرد النموذجي والمثال.....!؟
*
في مقهى درّوز قرب سور الجامعة, أجلس. وأتناول أطيب وألذّ فطور في هذه السنة,سندويشتي جبنة مع كأس شاي. الحساب كلّه 40 ليرة سورية فقط لا غير.
وحيدا بمتعة فائقة أمضغ قطع الجبنة بهدوء,يشبه الصلاة.
لم أنتبه سابقا أن الطعام بمثل هذه الروعة.
يناديني صاحب الكافتريا وعاملها كما أفهمني لاحقا"عمّي",وتتغيّر اللهجة والنداء على أستاذ...وهو يشرح حلمه البسيط:
لو يوافقني أخي وهو شريكي مناصفة,لنحوّل الكافتريا إلى جوّ منزليّ,.... نقدّم فيها المكدوس والزعتر والشنكليشة....(وأستثنى اللحومات)...ما رأيك؟
_لما رغبت بشيء في اللاذقية أكثر من هذا. لمحت زجاجات البيرة في البراد وبعدّة أنواع.
أعجبني انّه مسيحيّ.
أحببت أن يكون مسيحيا.
لا تحوّلوا مدن الساحل وقراه,إلى سرب نمل, بلا ذرّة اختلاف......تشابه وأشباه مثل حبات الرمل.
*
كيف تحلم أن تكون سنة 2008؟
_انسى المعيقات.
تخيّل نفسك_صورة طبق الأصل_ عن طفل يبني مدينته المشتهاة,كيف كنت لتبنيها في الواقع الحلميّ؟
_ يكفي أن تقوم بدورك,كما تتمنى وترغب, لتتحوّل حارتك وبلادك إلى مكان جميل...يصلح للحياة والفرح.
....من لا يصدّق,فليجرّب الأمر خلال سنة!ولتكن العام الجديد مثلا,شرط القيام بذلك بجدّية ومصداقية.
*
كنت أعرف أن للأشياء والعلاقات,حقائقها المختلفة.
المظاهر والأشكال والسطوح جواهر أخرى بدورها,لتتكرّر اللعبة بلا توقّف.
أنظر إلى المرآة,وتلفّني غابة من المشاعر المختلطة.
_هل هذه الحياة التي وعدت نفسي بها؟
_ألم يكن بمقدوري تغيير النتيجة التي وصلت إليها,فعلا؟
_
أين كان الخطأ يا ترى؟
.
.
لو أني ما وصلت اللاذقية سنة 1984....مثلا.
لو أني نجحت في الخروج,خلال سنة أو خمس أو........ولم أصل إلى هذه الحسرة.
31/12/ 2007.
عام لعين مرّ أيضا.
ربع قرن لعين مرّ أيضا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار الأقنعة_ثرثرة
- ليالي الشمال الحزينة_ثرثرة
- كيف تسبح عكس التيار_ثرثرة
- دروب الهارب_ثرثرة
- قف......ممنوع_ثرثرة
- عجيب....في مجاله الحيوي_ثرثرة
- عبدة وازن وفراس سعد_ثرثرة وحوار
- فراشة على الأرض_ثرثرة
- مشكلتي في القراءة_ثرثرة
- التبوّل...متعة،ضرورة،مهارة أم فنّ!_ثرثرة
- كيف أضع نفسي مكانك...!_ثرثرة
- أول يوم في الشهر الأخير لسنة 2007_ثرثرة
- يوم اعتيادي وماطر_ثرثرة
- فصول في الحكمة_ثرثرة
- سوناتا ضوء القمر_ثرثرة
- الكتابة المقدسة_ثرثرة
- رؤية القمر من داخل البيت_ثرثرة
- كتابة مقدسة أم حياة موازية!_ثرثرة
- الطريق إلى بسنادا_ثرثرة
- آخر أيام شريتح_ثرثرة


المزيد.....




- الجزيرة 360 تطلق برنامجها الساخر -الشبكة-
- ثبتها الآن.. تردد قناة كراميش للأطفال 2024 على القمر الصناعي ...
- جيمس كاميرون يشتري حقوق كتاب تشارلز بيليغريمو لتصوير فيلم عن ...
- كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر ...
- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - حياة ثقافية_ثرثرة