أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد بركة - حكومة اسرائيل أكبر وأعتى منظمة لاسامية في العالم















المزيد.....

حكومة اسرائيل أكبر وأعتى منظمة لاسامية في العالم


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 664 - 2003 / 11 / 26 - 04:40
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


المرآة على ما يرام .. المشكلة فيما يقف امامها
بعد الانتهاء من اعمال المؤتمر الصهيوني العالمي في القدس الغربية يوم الخميس (13.11.2002) اجتمع عدد من الاشخاص الذين ينتمون الى ما يسمى "الفوروم  الاسرائيلي لمحاربة لمحاربة اللاسامية" في مكتب الوزير لشؤون القدس والشتات في الحكومة الاسرائيلية انطولي شيرانسكي، حيث بحث اعضاء هذا الفوروم في تنامي مظاهر اللاسامية في العالم.
يشارك في هذا الفوروم مندوبون عن وزارة الخارجية ووزارة الهجرة والتنظيمات الرسمية التي تعمل لاستجلاب اليهود الى اسرائيل من مختلف انحاء العالم، الى جانب مندوبي اجهزة المخابرات الاسرائيلية.
وقد خلص هذا الاجتماع الى تصنيف اللاسامية على ثلاثة اوجه:
الاول "اللاسامية التقليدية"، وهي الموروثة من النصف الاول من القرن الماضي في اوروبا.
والثاني "اللاسامية الجديدة"، وهي تلك الموجهة ضد دولة اليهود وليس فقط ضد اليهود انفسهم، بمعنى ان انتقاد حكومة شارون وجرائمها موصوم باللاسامية وفق التعريف الجديد، وبمعنى ان اسرائيل الرسمية والحركة الصهيونية تصنع تماثلا متطابقا بين سياسة دولة اسرائيل وحكومتها وبين اليهود.
والثالث "اللاسامية الاسلامية" التي تعم اوروبا وبدأت تنتقل من ممارسات فردية عفوية وغير منظمة في شوارع اوروبا الى "إرهاب متطور"، الامر الذي يشكل تهديدا على وجود الشعب اليهودي حسب اصحاب الفوروم الاسرائيلي لمحاربة اللاسامية.
خلاصة الامر في رأينا ان الحركة الصهيونية مصرة على تطوير دور الضحية الافتراضية لليهود، فهي بالاضافة الى الى استثمار اللاسامية التقليدية (والمرفوضة ضد اليهود لكونهم يهود)، تبتكر ادوات جديدة في غاية من الخطورة، وذلك عندما تضع اليهود برمتهم وسياسة حكومة شارون في سلة واحدة  وهي من حيث تدري- دون شك- تحمّل اليهود وزر الجرائم التي ترتكبها حكومات اسرائيل ضد الشعوب العربية عموما وضد الشعب الفلسطيني تحديدا.
وهذا يشكل خروجا في غاية الخطورة عن الموقف المألوف الذي تحمله اوساط دولية بما في ذلك اوساط يهودية وصهيونية تنسب لنفسها صفة الاعتدال بشأن ضرورة الفصل بين الموقف من اليهود كدين او حتى كتجمع قومي وبين ممارسات السياسة في اسرائيل.
كما ان الحركة الصهيونية بابتكارها الاداة الاخرى المسماة " اللاسامية الاسلامية "، وان كانت تحاول استثمار المناخ العالمي (الامريكي)، الذي يجري ترتيبه حجرا على حجر (بعد 11 سبتمبر) لوضع الاسلام في خانة الارهاب وخلق تداخل لقواسم مشتركة بين " اللاسامية الاسلامية " و " الارهاب الاسلامي ".
وبذلك تضع الصهيونية الرسمية اليهود كلهم في مواجهة المسلمين كلهم الامر الذي يحمل بذورا خطيرة تتجاوز ابعاد التداول السياسي الآني او المعاصر لتدخل في عمق تأسيس صراع حضاري ديني يرفضه الاسلام دينا- بحكم اقراره بالديانات التوحيدية الثلاث- وتؤلبه الحركة الصهيونية بدوافعها العنصرية.
ان اي انسان يحمل افكارا انسانية وديمقراطية لا يستطيع ان يتقبل العنصرية العرقية ضد اليهود او سواهم من الشعوب والمشاهد المروعة في تفجير الكنيسين في استانبول والتصريحات التي تحمل صياغات عرقية من قبل بعض الشخصيات في العالم لا يمكن الا ان تستدعي عدم القبول والاستنكار.
 لكن اصرار الحركة الصهيونية واسرائيل الرسمية على صياغة اللاسامية في القوالب الخطيرة المذكورة يبطل اي مفعول اخلاقي من وراء صيحات الاستنكار والهجوم المنفلت الذي خرج من اسرائيل على رئيس وزراء ماليزيا، محاضير محمد، وعلى عضو البرلمان الالماني من الاتحاد المسيحي " مارتين هوفمان" وعلى الموسيقار اليوناني العالمي الكبير " ميكيس ثيودراكيس" وعلى الاستطلاع الذي اجراه الاتحاد الاوروبي وتبين من خلاله ان حوالي 60% من الشعوب الاوروبية ترى ان اسرائيل تشكل الخطر الاكبر على السلام العالمي.
واذا كان هناك ثمة من ما زال يحتاج الى قرائن على ازدواجية الخطاب الصهيوني والاسرائيلي الرسمي ومراوحته بين استنكار "اللاسامية" من جهة وممارسة ابشع انواع العنصرية، جاء تصويت اليمين البرلماني ،ضد الاقتراح السياسي الذي قدمته  باسم كتلتنا في الكنيست والذي تضمن دعوة لتصفية كل المظاهر اللاسامية ضد اي "من الشعوب السامية ومن ضمنها الشعب اليهودي والشعب الفلسطيني" ، ليكشف الوجه الحقيقي لهذه الازدواجية التي تتمسك بالطبيعة العنصرية الاجرامية لسياستها ضد الشعب الفلسطيني وضد الشعوب العربية.
قد تكون لنا ملاحظة هنا اوهناك على طريقة صياغة موقف محاضير او هوفمان او ثيودراكيس، ولكن القاسم المشترك المحرك للانتقادات المذكورة تجاه اسرائيل هو سياستها ضد الشعب الفلسطيني وجرائمها اليومية وتغييبها القسري لاي افق سياسي وارتباطها العضوي بهيكلية الاستراتيجية الامريكية العدوانية في العالم.
ان اطلاق فرية اللاسامية على اي انتقاد لجرائم اسرائيل الرسمية هو شكل من اشكال الارهاب السياسي والاعلامي والمعنوي، خاصة عندما يجري تبني هذه الفرية كاملة في اروقة البيت الابيض في واشنطن.
ان اسرئيل لا تستطيع ان تلعب الى الابد دور "شعب الله المختار" من جهة ودور "داوود" الصغير والضعيف في مقابل "جليات" من جهة اخرى ولا يمكنها المراوحة الابدية بين الغطرسة العمياء القائمة على القوة وبين عقلية الضحية الافتراضية في كل الاحوال ، بين كون  اسرائيل واحدة من اقوى خمس دول في العالم وبين دور الشريد الطريد في مسار التاريخ.
صحيح ان استطلاع الاتحاد الاوروبي يشكل مشكلة عويصة لاسرائيل، ولكن المشكلة ليست في المرآة ( الاستطلاع ) كما حاول المتحدثون باسم حكومة اسرائيل ان يصوروا الامر.
المرآة على ما يرام ، المشكلة في من يقف امام هذه المرآة!!
المشكلة في الوجه القبيح للاحتلال، في الجريمة اليومية المتدحرجة ضد الشعب الفلسطيني وضد حريته وفي كون اسرائيل "اكبر حاملة طائرات امريكية في العالم" وفق تعريف الزعيم التاريخي لليمين الاسرائيلي مناحيم بيغين.
الشعب الفلسطيني هو احد الشعوب السامية...
ولذلك لا مناص من الاستخلاص القائل ان اكبر واعتى منظمة لاسامية في العالم هي حكومة اسرائيل نفسها.



#محمد_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمام -الغول- الدمغرافي اسرائيل تراوح بين الترانسفير والانسحا ...
- كتاب قانون ميزانية الدولة ليس سوى كتاب قانون الغاب
- الكنيست تقرّ قانونًا مناقضًا للدمقراطية لكسر نضال عمّال المو ...
- الثقافة والدفاع عن الهوية والحقوق الوطنية في واقع الفلسطينيي ...
- بعد الحرب على العراق خارطة طريق أم لعبة أمريكية اسرائيلية يد ...
- شارون والمواطنون العرب والزمن الاسود
- العبرة الاساس من الدرس النازي:ان لا يكون هناك ضحايا ..وان لا ...


المزيد.....




- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم سودانيا قصاصا وتكشف عن اسمه و ...
- بدء معاينة الأضرار التي خلفتها حرائق الغابات في مناطق أتيكا ...
- مصدر: القضاء على 5 من قوات الإنزال الأوكرانية بمقاطعة كورسك ...
- آب روسيا اللّهاب من كورسك الى كورسك
- رئيس كوريا الجنوبية: توحيد الكوريتين مهمة تاريخية يجب تنفيذه ...
- 7 سلوكيات غريبة تدل على العبقرية
- أفغانستان.. 2,5 مليون فتاة يحرمن من حقهن في التعليم
- ترامب يعلن نيته الإبقاء على -أوباما كير- إذا أصبح رئيسا.. وي ...
- العقيد ماتفيتشوك يتحدث عن المعارك في منطقة كورسك
- حماس ترفض المشاركة في مفاوضات مع إسرائيل


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد بركة - حكومة اسرائيل أكبر وأعتى منظمة لاسامية في العالم