عبد العالي الحراك
الحوار المتمدن-العدد: 2145 - 2007 / 12 / 30 - 12:40
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
احصر كلماتي في نطاق العراق وبعض مثقفي العراق الذين يعيشون خارجه وخاصة في المجتمعات الغربية التي تنعم بالرقي المادي والحضاري والذين اختاروا الغرب وطنا لهم ونسوا وطنهم الاصلي او تنكروا له.. لست معارضا مطلقا لحرية الاختيار حتى في الاوطان .. فمن حق الانسان ان يختار أي شيء دون الاضرار بالاخرين .. ولماذا لا ؟ ولكن على المثقف مسؤؤلية نشر ثقافته والوصل مع ذكرياته وان يشعر مستقلا لا تابعا .. عزيزا لا ذليلا .. وان الغرب لا يعترف بالمثقف الآخر خارج حدوده بل ينظر اليه نظرة الثانوي وان كان مثقفا , بل يعتبر ثقافته ان كانت ثقافة حديثة نتاجا غربيا من اجل الانصهار في المجتمع وتبني جميع تقاليده واعرافه من اجل الانخراط التام في الحياة الاجتماعية.. ثم ان الغربيين لا يحتاجون غيرهم على اراضيهم ولا يعترفون بوجودهم بل يغارون من أي مثقف سواهم , قد يحتاجون بعض الكفآت العلمية لأسثمارها لصالحهم فقط .. ثم انهم استعمرونا دهرا وعادوا يستعمروننا الان ومثقفوهم وشعوبهم عموما لا يقفون ضد الاستعمارالا بعض المثقفين اليساريين , لانه جلب لهم اموالا وبترولا وتقدما .. ويعتبرون شعوب المستعمرات بشر متخلفين يستحقون السيطرة عليهم واستعمارهم واستغلال خيراتهم .. فأسفي ان ينتهي المثقف العراقي ذليلا في الغرب وبلاده محتلة وشعبه يقتل وخيراته تسرق من قبل بلاد يسكنها ويعيش على ارضها وهو لا يرفع صوته ضد الاحتلال وضد الظلام الذي جلبه الاحتلال .. اشد ما يحتاج اليه العراق الآن هو المثقف .. صوت المثقف .. كلمة المثقف .. دعوة المثقف الى الوحدة الوطنية.. اما ان يتبرأ من وطنه ويعتزل وطنيته ويختار ان يكون ذليلا وتابعا لمن لا يعترف به ويستغله وشعبه , لأن الظرف الوطني الحالي صعب جدا .. فهذا خطأ لا يحترمك عليه حتى المحتل نفسه وشعبه.. سمعت احد الشعراء العراقيين في الغرب يقول ( لا احس بوطنيتي لان وطني لا يعبر عني حاليا) هذا ليس قولا سليما .. الوطنية تبقى وتزداد عندما يمر الوطن بمحنة ويحتله اناس لا يعبرون عن مصالحي .. لأدافع عنه ولأساهم في تحريره كي اعيش على ارضه وبين ناسه مطورا اياهم , متمتعا بخيراته دون ان استجدي مساعدات الغرب التي هي في الحقيقة فضلات ما سرقوه ونهبوه من فوق ارض بلادي ومن تحتها .. وانت ايها المثقف تتذلل لهم وتقتات على فضلاتهم . ادعو المثقفين العراقيين من ارتضى منهم لنفسه قبول حالة الاعياء والاحباط والتنازل عن وطنيته والارتماء لا اقول عميلا بل تابعا وذليلا .. ان يعيد النظر في موقفه وليحسب حساباته فسيجد بان الذلة خارج الوطن اقسى من التعب في سبيله والصبر على امل زوال محنته والعودة اليه والعيش في اكنافه.
#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟