|
العبقرية والجنون والمرض 4
عادل ندا
الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 03:42
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هناك تعبيرات وأفكار قد ظهرت فى زمن ما، وما هى إلا تعبيرات وكلام مثل الكلام لكن مش كلام. تلعب هستريا التضخيم والتفكير المغلوط والاخطاء المنطقية دورا فيها. مثلا، تعبير صراع الحضارات. هل يجوز للماء ان يتصارع مع الماء. هل يجوز للجمال بالمنطق الطبيعى ان يتصارع مع الجمال. هذا ليس صراع. هذا جدل وجدال للتطور المنشود. لكنا إستسلمنا لميلنا الى الدراما ونشحن الظاهرة بالكراهية الغير محددة المعالم بالآلام. عدوان على الذات. أو ربما إحساس بالذنب والجلد للذات. مثل آخر، صراع الإبن مع الأب، وما قيل عنه من صراع الأجيال. تم تضخيم الأزمة بين الإبن والأم لحظة الفطام، وكبرناها وشحناها فكريا بالتفكير المغلوط وبوضع الحصان امام العربة، والقفز الى الإستنتاج. وقيل انه صراع. وكأن الطبيعة عندما تمارس التغيير تتصارع مع الإنسان. سلوك وفكر طفولى تحت الإعتقاد ان الطفل أثناء إنفصاله أو فصله، عن الطبية المصطنع، يصارع الطبيعة. وقيل عقدة اوديب وكتبت القصص مثل اوديب ملكا وغيرها من مثل هذة التيمات. كلها فى الأصل هى حسرة الطفل وألمه والناتجة عن إعتقاده المغلوط، الذى صدر اليه بأن امه لم تعد تحبه. وانه اصبح مرفوض لديها بلا سبب أو مقدمات. وانه لا شيئ. لان الرسالة التى تصله لحظه الفطام. "أنا لم اعد احبك، انا لا أريدك. انا أحب فقط ابوك أو أخوك أو..." ياه، يا إنسان. نصنع العقدة فى أطفالنا، وندعى انها طبيعة الأشياء. ويتصارع الأبن مع الأب، الذى لا يريد من أبنه شيئ، سوى أن يكون افضل منه، وأعظم منه. فهو الإمتداد التصورى فى الإعتقاد. سماها فرويد عقدة اوديب. ضحكنا، لكن لم يكن ادينا التفسير البديل. مثلا، تتعالى الأصوات بإسقاط الجنسية عن الفسطينيين. من يسمون أنفسهم بالإسرائليين ستسقط عنهم هم أنفسهم هذه الجنسية، عندما يحل الخلاف. الخلاف اللا منطقى المتوارث كعقد شكلها الإنسان فى مخيلته المريضة والمجنونة وكعبقرية فى زمان ما. سيأتى يوم تسقط فيه كل الجنسيات. فالقومية فى مقابل الإنسانية ساقطة. ظهرت الحدود المصطنعة ثم ما نلبس أن تختفى الحدود. لانها غير طبيعية. مجرد تسميات مشحونة بالرغبة فى الإنفصال. الرغبة فى الإنكفاء والموت. الهروب من الخوف. والإنتما لفئة ما، فى مقابل الإنتماء للإنسانية، ساقطة ساقطة بلا محال. فهذه مجرد مرحلة تاريخية وسننتقل بعدها الى مراحل جديدة لتطور الإنسان. كما أن سلطة الأب القهرية الذكورية ساقطة ساقطة لا محال. فأى إنسان ,اى إنسان، كلنا أخوة متساوون فى الحقوق والمسؤولية الإنسانية الفردية والجماعية. ستختفى الحدود والجنسيات. وستختفى الكثير من المفاهيم والنظريات. وسيضحك عليها إنسان المستقبل مثلما نضحك الآن على كثير من النظريات وحتى الإعتقادات. نعلم ان القهر يولد قهرا، وان العنف يولد عنفا، وان القتل يدخلنا فى دائرة مفرغة من العدوان، المتصاعد. ونمارس ما نمارسه من إجرام كعباقرة فى الإجرام. هذا ليس جنون العبقرى. بل هذا مرض الجنون. خلل فى العلاقة مع الذات والآخر. ويستلزم العلاج. والسلطة تغيرنا الى الأسوء حتى لو كنا أسوياء. السلطة السلطة السلطة، تعنى أريد أن أقهرك لأنك تريد ان تقهرنى. صراع الإرادات. صراع ذكورى، صراع الديوك. نح لسنا ديوك يا إنسان. قال هتلر مع إختلاف الظرف والزمان: "هناك عصابة من اليهود تريد ان تسيطر على العالم." نعم، يا هتلر. ولكنى قد أختلف معك. فالمسألة غير مرتبطة بدين أو عنصر، أو فكر أو فلسفة. المسألة مرتبطة بطبيعة ونوعية المتحكمين فى الإقتصاد. وتتعلق بمدى القابلية للإنحراف. صدقت وصدقت حساباتك وتنبؤاتك، يا عبقرى، يا مجنون. فبرغم الإختلاف فى وجهات النظر والتوجهات. هناك عصابة بالفعل قد سيطرت على الكون. وتريد ان تسيطر على الكون أكثر فأكثر. ولو سمحنا لها، وتركنا لها اللجام، لتعيس فى الارض الفساد، لزادت سيطرتها، وهيمنتها على كل من هم، أقل منها ثراء أو قوة. ويضيع الفقراء. ويضيع الضعفاء. يرى الأعمى ما يسود العالم اليوم من ظلم وإزدواج فى المعايير وفساد، وإفساد. كنت أعتبر دائما ان الحرب العالمية الأولى والثانية كانتا صراع على المصالح لتقيسم العالم الضعيف الفقير. تقيسم بين القوى العظمى فى ذاك الزمان. وما حدث بعد الحرب من تقسيم للتورتة العالمية والأسواق، لم يستثنى قوة اليابان او ايطاليا او اليابان، التصنيعية والإقتصادية وبرغم التحجيم والإحتلال. فلماذا إذا كان الخلاف والصراع والإقتتال؟ كان الخلاف على، من يقهر من، ومن يقود هذا التوزيع ولصالح من؟ أهو لصالح العصابة التى تقود العالم اليوم؟ ام مجموعة تؤمن بالحق الإنسانى أكثر، أو تراه وتضعه فى الحسبان، وربما ظنا من الطرفان؟ وطبقا لنبوءة دارون (الإنتخاب الطبيعى، الغير طبيعى) التى تحقق ذاتها بذاتها وتحققت، يسود ويبقى من يمارس العنف الأقوى، ومن هو أكثر إجرام. ثقافة الغاب "البقاء للأقوى". حق القوة، لا قوة الحق. تحية لروحك يا هتلر. وتحية لشعب المانيا العظيم، وكل شعوب الأرض المقهورة. تحيه لكل العظماء. إنهزمتم وإنهزمنا أمام ما سمى بالحلفاء، وهذة إحدى نقاط اللقاء. اهم نقطة لقاء أخرى بيننا، هى اننى ادركت انك كنت تريد تحرير الإنسان، ظننا، ولكن على طريقتك الشوفينية الخاطئة. لأنك لم تكن لتحرر الكون بهذه الطريقة، فالعنف لن يأتى إلا بالعنف. وهذا هو الغباء. وتدور الدائرة ويستمر القتال. الضحية تصبح الجلاد لو إنتصر الجلاد. لكن الحق نور، وجمر مشتعل، لا ينطفئ مهما تراكم عليه الرماد. الحل فى الوعى ثم الوعى ثم الوعى، ثم العمل السياسى الفكرى السلمى الذى يحقق المراد وبالإرادة. المراد هو عودة الإنسان، وحقوق الإنسان الأصلية، لا ما يدعون. أرى ان غالبية الأحرار فى العالم، قد فقدوا ثقتهم بأنفسهم أو استسلموا لليأس والخوف. ويلهثون اليوم، كما كانوا دائما فى لحظات الضعف، وراء توقيع وثائق الإستسلام. أفيقوا يا شرفاء. ابسط الحلول هو ان يكون هناك سقف للغنى وحد ادنى منطقى للفقر فى العالم كله. وألا نسمح بان ينزل اى إنسان عنه، تحت أى ظرف. وهذا طبعا ليس عطية أو هبة أو زكاه. هذا عودة حق، من مغتصف غلطان. ابسط الحلول هو فرض ضريبة فقر على كل التعاملات مهما صغرت أو كبرت. وكثير وكثير ويمكن عمل الحلول والسيناريوهات. لو كانت هناك رغبة وإرادة للحل. وان لم يكن لدى البعض، فلدينا الإرادة القوية والوعى. لدينا الإنسان. وسينتصر الحق, حق الحق. سينتصر الإنسان. فهذا إحتياج ولا يمكن السكوت على إشباعه، حتى لحظات. لا تنسوا ان اللعبة قد إنتهت. أو على الأقل قد بدأت فى الإنتهاء. وهذا لا يعنى نهاية التاريخ كما يقولون، ولكن لا بد وان نواجه الواقع الجديد بشجاعة الفرسان، وليس بخسة الإجرام. لن تستمر عبودية أحد لأحد. نعم، سيحاول البعض عرقلة هذا التغيير، ويحاول بالفعل، ولكن جدلية التعامل بوعى مع كل المواقف، ستكون هى العلاج، العلاج الأكيد والوحيد. توحدوا يا بشر يا أسوياء. توحدو يا عباقرة وربما يا مجانين، بمعنى الإختلاف. ولنواجه جميعا كل أشكال الإجرام. ونعالج الأمراض. أخى أرفض القتال القهرى الظالم. هذا نداء آسف على ما بدر منى من اهانات. واتمنى ان يتأسف، لا ان يتأسى، كل من يحس انه لازال حى، كإنسان. كفى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
#عادل_ندا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العبقرية والجنون والمرض 3
-
العبقرية والجنون والمرض 2
-
العبقرية والجنون والمرض 1
-
الموت إغتراب
-
الغربة والإغتراب 7
-
الغربة والإغتراب 6
-
الغربة والإغتراب 5
-
الغربة والإغتراب 4
-
الغربة والإغتراب 3
-
الغربة والإغتراب 2
-
الغربة والإغتراب 1
-
الصمت الصارخ 4
-
الصمت الصارخ 3
-
الصمت الصارخ 2
-
الصمت الصارخ
-
أنا إرهابى 3
-
الخلاصة للخلاص
-
أنا إرهابى 2
-
دور شطرنج
-
أنا إرهابى
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|