|
مشهد سريالي
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 11:54
المحور:
الادب والفن
حين ترى مشهدا ما او تسمع عنه تحس انك قد قذفت الى عالم آخر لايستطيع حتى سلفادور دالي ان يتخيله.. انه مشهد في غاية الخطورة وغاية الضحك...لماذا؟؟ قبل يومين دعيت الى حفلة تكريم المتفوقين من طلاب المرحلة المتوسطة في احدى مدارس سيدني باستراليا..ولاني كنت اعرف طبيعة مثل هذه الحفلات فلم اكن متحمسا كثيرا للحضور ولكن الامر كان فوق ارادتي لاني اعرف طالبا قريبا جدا الى قلبي سوف يكرم ، ولهذا حضرت. بعد الديباجة المعروفة في مثل هذه المناسبات نودي على الطالب اياه واسمه "رامسن وليم" كنت اعرف فيه خصلة رائعة قد لا تتوفر في معظم جيله فهو يعتقد ان الذكاء الانساني مسألة بديهية عند الانسان ولهذا فهو لايحتاج الى السعي وراءها لانها بداخله، اما كيف اشرح لكم كيف نقل لي هذه المعلومة فاني بصراحة لااستطيع لاني انا نفسي لم اتمكن من هضمها بعد. المهم - ايها السادة- وقف رامسن على المسرح "وبالمناسبة كان سمينا قليلا ولكنه لم يتأفف منها" نظرت الى هذا الشاب الذي لم يبلغ الرابعة عشر بعد وهو ينتظر قدوم مدير الحفل ليقدم له الجائزة التقديرية... ثوان لا اكثر وتسلم رامسن هديته: كانت شجرة صغيرة ملونة ترتكن الى مسند ترابي. عاد رامسن الى كرسيه وفي هذا الوقت بالذات سمعنا مدير المدرسة يقول: لقد اهدينا رامسن شجرة تعمر طويلا وطلبنا منه ان يراقبها في العشر سنوات المقبلة وفي السنة العاشرة يكتب لنا تقريرا مفصلا عن التحورات التي طرأت فيها. 10 سنوات من الانتظار والعناية بشجرة؟؟ لماذا؟؟ انا اعرف ان لدى هؤلاء الناس هوس العناية بالطبيعة ولهذا فهم يتحينون اي فرصة لتعليم الشباب على كيفية ممارسة هذا الهوس ايضا، واعرف ايضا ان صدم شجرة واتلافها بسيارة مراهق يأخذ الاولوية في نشرة الاخبار التلفزيونية الرئيسية. سألت رامسن عن رأيه بالهدية حين جلس الى جانبي قال بعربية ركيكة: بعد عشر سنوات ساكون مؤلفا لكتاب عن هذه الشجرة التي بدأت احبها منذ الان لانها تذكرني بتفوقي في سنة من السنين.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكويت بضاعة فاسدة في مغلف انيق
-
ساتوكل على الله واغازلكم , الى كل الذين يعملون بصمت في الحوا
...
-
تصريح زوج فتاة-القطيف- كفر والحاد
-
خسئتم والله يا اصحاب اللحى
-
رسالة اليك ايها -العاهل- السعودي
-
اغتصاب فتاة قطيف والصمت الالهي
-
اسمعتم ما قالته لي ليلى
-
دبجة- عراقية تحدث هزة ارضية في اوكلاند
-
لم يبق الا الله ليعتدوا عليه
-
واحسرتاه .... مات الكلب -جيمي- ايها السادة
-
لو كنت امرأة...
-
ابله من شمال افريقيا
-
رجال الدين وجوع الانحراف الجنسي
-
ترى اين اواكس الان؟
-
مجدي جورج رد هادىء جدا
-
ومن القول ما قتل
-
حين جلست بغداد امامي
-
لله درك ياصديقي مصطفى حقي ..لقد اثلجت صدري
-
يا نصفي... يانصفك المقدس
-
الليالي الخمسة
المزيد.....
-
شاهد.. -موسى كليم الله- يتألق في مهرجان فجر السينمائي الـ43
...
-
اكتشاف جديد تحت لوحة الرسام الإيطالي تيتسيان!
-
ميل غيبسون صانع الأفلام المثير للجدل يعود بـ-مخاطر الطيران-
...
-
80 ساعة من السرد المتواصل.. مهرجان الحكاية بمراكش يدخل موسوع
...
-
بعد إثارته الجدل في حفل الغرامي.. كاني ويست يكشف عن إصابته ب
...
-
مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأند
...
-
كواليس -مدهشة- لأداء عبلة كامل ومحمد هنيدي بفيلم الرسوم المت
...
-
إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة -هويتها-
-
هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم -إنديانا جونز- رغم ضعف
...
-
كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|