أخيراً ، لا متأخراً جداً ، حصل حسب الشيخ جعفر ومحمد خضيّر على جائزة سلطان العويس ، اهمّ جائزة ثقافية عربية ، والأكثر صِـدقيّـةً .
الأمر يستحقّ التهنئة والإنتباه في آنٍ .
كلا الرجلين مبدعٌ . كلاهما صامتٌ . بعيدٌ عن الأضواء ؛ لكنّ المنجَـزَ الفني ماثلٌ في الدفتر الذهبيّ للثقافة العربية الراهنة .
حسب الشيخ جعفر حقّقَ اختراقه المرموق في تشكيل النصّ الشعري الـمُـحْـدَث : القصيدة المدوّرة ، التي كادت تغدو الصيغةَ المتداولة في الكتابة الشعرية ، بالرغم من صعوبتها . ولربما كانت هذه الصعوبة سبباً من أسباب التهيّب إزاء ممارستها في أوقاتٍ لاحقةٍ .
حسب الشيخ جعفر ذاته لم يعد حريصاً على إدامة ما بدأه ، بسببٍ من ظروفٍ خاصةٍ/ عامّـةٍ ، والمشهدُ الشعري
الراهن لم يعد سجلَّ تعبٍ .
الشاعر قال كلمته .
منذ " المملكة السوداء" ، وضع محمد خضيّـر ميسمه النغّـارَ على القصة القصيرة في العراق والعالم العربي :
النصَّ متعدد الطبقات ، مثل اللوحة الفلورنسية .
كي نقرأ نصّ محمد خضيّـر ، يتعيّـن علينا أن نتزوّد معرفةً بأكثر من فنٍّ غير قولـيٍّ ، ولهذا لا تُـمْـكِـنُ قراءة نصه كما نقرأ مسرعين مطمئنين نصوصاً متاحةً .
أهو قريبٌ من فولكنر؟
***
التهنئة ، ثانيةً ، للصديقين.
والتهنئة ، ثانيةً ، لهيئة الجائزة التي ظلت تثبت جدارتها .
لندن 23/11/2003