أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد عبدالرضا - انحناءات














المزيد.....

انحناءات


مقداد عبدالرضا

الحوار المتمدن-العدد: 2140 - 2007 / 12 / 25 - 09:40
المحور: الادب والفن
    


طارحتني البكاء ,, حزن قاتل يأكل روحينا ,, اعرف حزني ,, في احيان كثيرة امسك به وأضعه تحت ثيابي وأنتشي ,, هي ايضا تعرف ذلك ,, لكنني فوجئت بحزنها .. اقترحت على ان نذهب الى الحمام ( انه المكان الوحيد الذي اتحرر فيه ) ,, طاوعتها ,, اغلقت الباب ,, استندت الى الجدار نظرت الى وانخرطت في بكاء مر ,, نهرتها ( ربما تدخل فجأة احدى الموظفات ) فتحت حقيبتها ,, اخرجت علبة سكائر ,, ارتجفت يدها ,, استلت سيكارة وضعتها بين شفتيها الراعشتين ,, جالت بعينيها كأنها تبحث عن شىء فقدته ,, اخرجت ولاعتي وأشعلت لها السيكارة ,, سحبت نفسا عميقا كان زفيره سحابة دخان تشبه دخان قاطرة غادرت المحطة توا ,, دمعت له عيني ,, رفت اصابعها مرة اخرى ..قلت لها
- تحدثي ماألامر ؟..قالت
- سأجن
- لم ؟
- ليس من حقي
وسحبت نفسا عميقا آخر اطلقته في فضاء الحمام ,, رفعت رأسها الى اعلى لتداري سريان دموعها لكن نحرها فضحها اذ انسكبت دموعها خلف طيات قميصها لتبلل ثدييها ..قالت.
- سأجن من جملة ليس من حقي ,, انها تأكل روحي ,, اينما وليت اجدها امامي ,, حتى في سريري ,, بل تحت وسادتي ,, تصوري ليس من حقي مداعبة زوجي اذا مااجتاحتني الرغبات ,, عصمة رغباتي بيده ..,, ليس من حقي ان اختار الرجل الذي التذ به وأذهب لخطوبته ,, بل هو الذي يفعل ذلك ,, كم هو مهين هذا الامر.. يوم ان وضعت خاتم الخطوبة في اصبعي اصابت الغيرة اقرب صديقاتي ,, لكن صديقاتي لايعرفن ان قلبي اجوف كالطبل .. اكلتني في تلك اللحظة رغبة في ان احمل خطيبي وأضعه في حضنواحدة منهن او جميعهن ,, لم يكن يستهويني ذلك الذي وضع اصبعه في خاتم حياتي ولم يكن هناك شخص آخر يحتل قلبي ,, لكني عملت بنصيحة امي ,, ان لم امسك به فسوف يطير الى غيري ( يمه ماكو رياجيل ,, خلصوا ,, اقبلي بي قبل لايطير ) وحتى لاتسحقني عجلات القطار بدأت اتعود عليه بمرور الزمن ,, زوج مثالي ,, يوفر لي كل شىء من الابرة وحتى باب الدار,, يذهب صباحا الى العمل ,, يعود بعد الظهر ,, يملأ معدته ,, يأخذ القيلولة ,, بعدها يخرج ليعود مغنيا في آخر المساء ,, ينام وفي احيان كثير ينسى وجودي ,, لقد تعودت على ذلك ,, لكني في ذلك المساء لمحته
- من ؟
- الذي جاء بدون موعد ,, بدون موعد وأحتل موقع الصدارة من كياني,, فجأة وجدت نفسي لاأقوى على اختيار مكان الجأ اليه ,, فضحتني لجتي ,, حدث ذلك في احدى السهرات التي دعينا اليها ,, في تلك اللحظة حاولت جاهدة ان اتماسك لكن هيهات فلقد استقر في المقام الاول ,, حينما عدنا الى المنزل انخرطت في بكاء صامت ,, كان زوجي ينظر الى بأستغراب ,, سألني عن السبب ,, لم اقو حتى على الكلام .. كانت دموعي تبللني ,, تذكرت ليلتها مقطع من اغنية لسورية حسين ( يادمع بيش انام بللت الهدوم ),, حاول زوجي اختراقي ,, فزعت لمرآه .. نظر الى بريبة .. قال
- مالامر ؟
تداركت نفسي وقبلت بعد ان اغمضت عيني وعدت الى السهرة ,, في نهاية الامرهمس في اذني بحزن قاتل..
- لاول مرة اشم رائحة غريبة في جسدك.. في الصباح ادركت ان هناك شىء بدأ ينهار وآخر يتماسك ..ماذا افعل ؟ ..
فتحت احدى السيدات باب الحمام ,, اظنها سمعت آخر الكلمات .. دلفت الى احدى الغرف ,, قبل ان نخرج ,, توقفت صديقتي نظرت الى طويلا ,, من بين اصابعها حررت بلذة عقب السيكارة ,, حلق في الهواء ثم مالبث ان ارتطم بالارض ,, داسته بكل قوتها بحذاءها ,, مسحت دموعها ثم قالت
- لنخرج



#مقداد_عبدالرضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنه البنيه


المزيد.....




- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...
- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد عبدالرضا - انحناءات