حسن البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 09:58
المحور:
الادب والفن
يوم أمس ِ –
بعدما عاد الى عيني الضياءْ
ورأيت الأرض والناس وأهلي والسماءْ
وقناديل المساءْ –
نمت ، لا أدري متى ، لكنْ بلا أي غطاءْ
هاجني أمر غريب – شفتُ في الأحلام نفسي
هابطا ً دون حذاء ْ
من أعالي جبل ينطح أسوار الفضاءْ ،
حاملا ً رفشي وفأسي ،
ناويا ً أرسم في وجه الثرى صورة رمسي .
فجأة ً لاح أمامي ، قبل أن أنهل كأسي ،
ألفُ رمس ٍ ثم ألف ٌ ثم آلاف كثيرهْ ...
صحت ُ ، مذهولا ً، كمن حلًّ به مس ّ ُ جنونْ
أو كوتهُ جمرة من حاقد قاسي الجفونْ !
ثم عاودتُ الصياح ْ :
ما الذي تبصره عيناي في هذي البطاحْ ؟!
ردَّ صوت ٌ نافر صلـْــف وقاحْ :
إنه ركب النفاقْ
عاف أفراس العشيرهْ
واٌمتطى خيل بني عبد اٌئتلافٍ وتوافقْ
وهما أحدث موديل سياسي مراهقْ
لاح في سوح السباقْ !
جاءنا عَبْــرَ الحدودْ
من حوانيت زعاطيط الملالي وحثالات اليهودْ
ومحطات نفايات فلولْ
آل ميشيل الذلولْ ،
نافثا ً شتى أفانين سموم الأنشقاقْ
بين أبناء العراقْ –
سنة ً أو شيعة ً أو ... إنما المولى نقود !
دار رأسي واٌعتراني غثيان ٌ واٌختناقْ ،
عدت أعمى ، لا أرى شيئا ً سوى الظلمة في هذا الوجودْ ،
صحت : كلا !! ليس هذا أبدا ً وجه العراقْ !
هزّني إبني وصاحْ :
أبتي ، ماذا أ َكابوس جديدْ ؟!
نحن في عِزّ الصباحْ ! ...
لندن – 28 تموز سنة 2007
#حسن_البياتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟