مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 2136 - 2007 / 12 / 21 - 12:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اثارت العملية العسكرية التركية التي اخترقت الحدود العراقية ، وقصفت قرى كردستان الامنة ، اشمئزاز القوى السياسية الوطنية ، واستنكار البرلمان الكردستاني وادانة البرلمان العراقي ، الا ان العدوان التركي يحمل ابعادا سياسية واقليمية مختلفة ، وعلى دول الجوار المحيطة بكردستان ، اتخاذ موقف حازم من الحكومة التركية ، كي لاتكون سابقة مشجعة لها للتصرف على اساس انها شرطي المنطقة .
ان هذا العدوان التركي يذكرنا بالعدوان الصدامي حين دخل الكويت ، معتقدا ان الكويت دولة صغيرة باستطاعته ابتلاعها ، متناسيا التوازن الاقليمي والدولي الذي يحسب الحساب الدقيق لمثل هذه التصرفات العدوانية . واذا اعتقدت العسكرتارية التركية انها ترسم هيبتها من خلال القصف المدفعي والجوي على قرى كردستان الامنة ، فان القصف الكيمياوي الصدامي على قرى حلبجة وجبال كردستان ظل وسيبقى وصمة عار في جبين الدكتاتورية الصدامية ، التي تبرأ منها اقرب المقربين للنظام ، ولن تجلب هذه الالعاب الكاركتيرية العدوانية سوى الخزي والعار للجنرالات الاتراك ، الذين سيطالب الشعب الكردي مثولهم امام المحاكم الدولية لمعاقبتهم على افعالهم العدوانية الشريرة .
ان القضية المركزية لتركيا خاصة والشرق الاوسسط عامة هي قضية الشعب الكردي المحروم من ابسط حقوقه السياسية ، والذي يتعرض للقمع والتنكيل بسبب مطالبته بحقوقه القومية المشروعة ، اما القاء تبعة هذه القضية المركزية في تركيا على شماعة حزب العمال الكردستاني فليس سوى ذر للرماد في العيون ، ولكن عيون العالم ليست بهذه السذاجة التركية ، فان اوربا لن تكون البوابة التي تدخلها تركيا وهي تدمن على ارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي ، ولن ينفع صراخ تركيا وحكومتها من اجل الجلوس مع الشعوب الاوربية على مائدة واحدة وهم ينهشون الشعوب الاخرى ،فقبل سنوات ارتكبوا المجازر بحق الارمن والعرب ومازالت مجازرهم مستمرة بحق الشعب الكردي ، ولن يدوم هذا الظلم مادام العالم يتقدم نحو الحرية والديمقراطية.
ان الحكومة العراقية مطالبة بتقديم شكوى الى مجلس الامن ، والى الجامعة العربية ، تطالبهما باصدار قرار ادانة لتركيا على عدوانها على كردستان العراق ، وندعو المنظمات السياسية العراقية الى تقديم المذكرات الى الامم المتحدة من اجل وضع حد للعدوان التركي على كردستان .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟