أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - لا تحرقوا كركوك














المزيد.....

لا تحرقوا كركوك


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان التنظير السائد هو ان لا يمكن حل المشكلة الكردية الا بعد اقامة النظام الديموقراطي في العراق.
ولكن التجربة اثبتت، وبعد خمس سنوات من انتهاء حقبة الديكتاتورية بان لا يمكن اقامة نظام ديموقراطي في العراق الا بعد حل القضية الكردية. ومفتاح الحل لهذه المشكلة هو التطبيع في كركوك.
واذا استطاعت القيادة الكوردستانية حتى هذه اللحظة من ضبط الشارع الكردي عن طريق الايحاء بجدوى الحلول السلمية، اعتمادا على القوى المتحالفه معها في بغداد، فان القيادة العراقية الحالية كانت طوال هذه المدة تواصل نفس السياسة المنهجية السابقة، منذ تأسيس الدولة العراقية الى اليوم، في التسويف والمماطلة واعطاء الوعود من اجل كسب المزيد من الوقت، مع العلم ان الحل لا يعني ان تكون كركوك كردستانية، وانما ان يعطى الحق لاهلها للاختيار بالنعم او اللا.
القيادة العراقية بتجاهلها مطالب الشعب فانها تهدر هذه الفرصة التاريخية من جانبها، وتدفع الشارع الكردستاني الى التفكير في جدوى الانتظار والى التشكيك بالعملية السياسية برمتها، وخطورة هذا السلوك في اللعب باعصاب الشعوب قد لا تقدرها حكومة المنطقة الخضراء جيدا وهي تدفع بوعي او بدونه الى بلورة افكار وصيغ اخرى قد لا تستطيع هي، ولا حتى حكومة كوردستان الحالية من السيطرة عليها، اذا ما انفلتت الامور من عقالها.
وبنظرة مبسطة الى الوراء، الى الماضي القريب، يتبين بان اعتى الحكومات الديكتاتورية، والتي تخصص جل ميزانيتها العسكرية لضرب الحركة التحررية الكردية لم تستطع ايقاف النشاط العسكري لشعب يتوارث الثورة بالغريزة. ولم تهنأ اي من الدول الاربعة بخيرات هذا البلد فهي تنفق على جيوشها اكثر مما تكسبه من ثروات ارض كردستان.
بلغت نفقات تركيا 5 ملايين دولار في الساعة في حملتها الجوية التي دامت لاربع ساعات (16-12-2007) ولن تكفي كل ميزانية تركيا للقضاء كليا على بضعة الاف من بيشمركة العمال الكردستاني، فهل تتحمل الحكومة العراقية اهدار ثروات العراق في حرب جديدة اذا ما تسللت البنادق الى الجبال ثانية بسبب اهمال وزراء او مجموعة من النواب بالمراسلة المقيمين في الاردن؟
من زيارة الوزيرة رايس الى المدينة (18-12-2007) يتبين ان ما يهم الامريكان هو النفط وليس التعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية، ولكن ما يهم العراقيين هو العكس، هو التالف الاجتماعي والعيش المشترك اكثر من النفط الذي لم يكن يوما من الايام سوى سلعة بيد الحكومات ونقمة على الشعوب المغلوب على امرها. وهنا تتضارب المصالح. الازمات التي تعصف بالعراقيين توفر للامريكان سيطرة اكبر واكثر سلاسة لشفط النفط عبر انابيب جيهان. في المقابل فان التطبيع والتوصل الى حلول مرضية لجميع الاطراف يوفر للشعب العراقي حياة افضل.
لماذا اذا هذه المماطلة العقيمة، ولمصلحة من تاجيل الحل في كركوك، والتصعيد، والتلويح باجواء الاحتراب، والثورة والقمع المقابل؟ لمصلحة المواطن العراقي، العربي او الكردي او الاشوري او التركماني الباحث عن السلام والحياة الكريمة؟ ام للقوى التي لا يهمها ان تحرق المدن الامنة من اجل الثروات التي تحتها؟
سؤال من الجدير ان ينصت له الساسة الذين شهد لهم العالم بان المواطن هو الذي انتخبهم، ويفكروا، لمصلحة من تأجيل الحل في كركوك، خصوصا وان امريكا راحلة، والنفط زائل، ولا تبقى سوى كركوك، والمواطن الذي انتخبكم، فيها، وفاءا لهم لا تحرقوها.




#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهرستاني يسوق النفط الكردستاني
- مجانين تركيا وارهاب نوري المالكي
- واتفق العرب واسرائيل... حول الاكراد
- وللأنثى مثل حظ الذكرين
- حكومة كوردستان مطالبة ب
- شيعة سنة، خلاف انتهى منذ الف عام
- صدام مشافش حاجه
- شبح امرأة في البرلمان الكويتي
- مصافحة، مصارحة، مصالحه
- على ابواب كأس العالم، موت الفريق السعودي
- راضع من صدر عجمية و اعدام الطاغية عبد الكريم قاسم
- من سخرية العداله
- حل الميليشيات، لماذا؟
- الجعفري، سنة اولى حكم
- حمار الحضارات مرة اخرى
- العراق والجوار، من يتدخل في شؤون من؟
- متى اصيب الله بالحول؟
- كفايه تكتسح الانتخابات المصريه
- كوردستان جزء من الوطن العربي؟
- لنعترف بوجود الطائفيه


المزيد.....




- انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال ...
- حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس ...
- هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون ...
- ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
- بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة ...
- منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
- فستان متحدثة ترامب -صيني-
- الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن ...
- -لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
- الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - لا تحرقوا كركوك