|
مجيد مرهون: فلذة من تاريخنا
حسن مدن
الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 11:30
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
(1)
في مساء الثالث والعشرين من أغسطس ٣٠٠٢ نظم المنبر التقدمي ندوة حاشدة قدم فيها المناضل والفنان مجيد مرهون صفحات من سيرته الذاتية التي هي نسيج من النضال والإبداع، وأدار هذه الندوة الفنان الوطني الملتزم سلمان زيمان مؤسس فرقة »أجراس«. حضر هذه الندوة رفاق مجيد ومحبوه، وحشد من الشبيبة التي تجد في سيرة هذا المناضل المقدام قدوة لها في الممارسة النضالية وفي العطاء الإبداعي. روى مجيد في تلك الأمسية حكاية طفولته في حي العدامة بالحورة الذي ولد فيه، حي البسطاء المعدمين والكادحين المهمشين الذين كانوا يعيشون أسوأ أنواع شظف العيش، ويركضون لاهثين وراء لقمة العيش وكسـرة الخبز، وخوفا من الأمراض التي تحصد فيهم حصدا، وكانت فيضانات البحر تجعلهم يعايشون المستنقع الذي تعشش فيه مجاميع البعوض، ظاهرة آثارها على أجسادهم السقيمة، والتي تعاني من الجدري والتيفوئيد والسل، وغيرها من الأمراض. في هذا الحي المبني من بيوت السعف والأزقة الضيقة، ولد مجيد مرهون في عز ظهيرة يوم قائض شديد الحرارة، كان ذلك بتاريخ ٧١ أغسطس عام ٥٤٩١. يقول مجيد إن ذلك حدث بعد أسبوع واحد فقط من قيام القوات الأمريكية بإلقاء القنبلة الذرية الثانية على اليابان. وكانت الحرارة في ذلك اليوم على أشد ما يمكن تصوره، بسبب انتشار الغبار الذري في الغلاف الجوي حول العالم. عاش مجيد طفولة مريرة ترد تفاصيلها في سيرته التي سننشرها قريبا، ولكنه واجه مرارة الحياة والفقر بالتفوق في دراسته سواء لدى المطوعة التي حفظ على يديها القرآن الكريم، أو بعد إدخاله إلى مدرسة الروضة الحكومية في المنامة والواقعة قبالة مديرية المعارف. يقول مجيد : »كنت من أفضل التلاميذ في الدراسة بالرغم من شظف العيش، حيث كنا ننام أحيانا ببطون خاوية يعتصرنا الجوع، وما كان لنا سوى الصبر والحرمان، وكانت النتيجة أنني كنت من الأوائل، وتم نقلي إلى مدرسة القضيبية الابتدائية قبل أن يكتمل بناؤها عام ٣٥٩١، وفي تلك المدرسة لاحظت الفارق الاجتماعي بين الطبقات، فأبناء الأسر الميسرة تعيش النعيم والدلال، بينما أبناء الأسر الفقيرة تعيش الحرمان والعوز، وكنت أنزوي محاولا تفسير السبب، ولكن دون طائل، لأن الموضوع وهمومه أكبر مما يحتمله عقلي. وكان حلمي هو: متى أكمل دراستي لكي أعمل وأعيش مع أهلي العيش الكريم، وبالرغم من أنني أعرف بأنه حق طبيعي، إلا أنه حلم بعيد المنال«. في العام الدراسي ٥٦٩١ - ٦٥٩١ طلب منه مدرس التربية الفنية والرياضية، الأستاذ سلمان ماجد الدلال أن يقوم بتلحين كلمات أغنية مونولوج للأطفال في مسرحية ضمن النشاطات السنوية للمدرسة. كان ذلك أول لحن يقوم بتأليفه في حياته، ويتكون من تسلسل سلم نغمي صاعد ونازل مع بعض التغييرات النغمية والإيقاعية. لم يكن عمر مجيد يتجاوز العاشرة حين ألف المنولوج الذي كان بعنوان: (وياكم يا ناس تحيرنا)، وتم تسجيله يومها في إذاعة البحرين.
(2)
كان مجيد مرهون لما يزل تلميذا في المدرسة الابتدائية، حين كان قبل أن يخلد إلى النوم في كل ليلة يستمع إلى راديو الظهران من مذياع قديم في بيتهم يعمل على البطارية الناشفة، وكانت تلك الإذاعة تقدم الموسيقى طوال الليل والنهار. سيصبح الفتى الذي ولد موهوباً، مدمناً على الاستماع إلى الموسيقى السيمفونية، والتي كانت ثرية في هارمونياتها المتنوعة، رغم انه في تلك السن المبكرة لم يكن قادرًا على استيعاب كل شيء فيها. أثار ذلك فضوله كثيرًا وشكل له تحدياً حقيقياً للمعرفة، وكان ذلك دافعاً له للمثابرة والاجتهاد في دخول العالم السحري للموسيقى. من المدرسة الابتدائية سينتقل مجيد إلى مدرسة بابكو للتدريب، التي كان الانتساب إليها يؤمن مدخولاً، ساعده في البداية على الانتقال مع عائلته من البيت الذي كانوا يسكنونه بالإيجار، حيث انتقلت العائلة إلى منطقة السلمانية لتعيش في بيت أفضل من السابق. هذا المدخول ساعده أيضا في تحقيق رغبته القديمة في اقتناء آلة موسيقية، حيث اشترى آلة الهارمونيكا عام ٩٥٩١، ومعها اشترى كتابا لكي يرشده في تعلم كيفية العزف عليها. الاستيعاب النظري للدروس لم يكن صعباً بالنسبة له، لكن كيفية تطبيق تلك الدروس كانت المشكلة، خاصة وأن معرفته باللغة الإنجليزية آنذاك كانت محدودة، مما أوشك أن يصيبه باليأس، لأن محاولاته الأولى في تعلم النوتة كانت فاشلة. قرر أن يتغلب على ذلك بتعلم العزف وفقاً لسمعه، فكان يخرج ليلاً إلى ساحل البحر خلف قصر القضيبية، لكي يعزف ما يعتمل في صدره وعقله، وكان منظر القمر وهو يتلألأ في أمواج البحر الراقصة يثير أشجانه. الفتى المنذور للإبداع، سيصبح منذورًا للنضال أيضا، في ذلك الزمن الجميل الذي كان المبدعون لا يجدون أنفسهم إلا في الانحياز لقضية شعبهم، وللنهج الثوري التقدمي المعبر عن التوق للحرية. ففي ليلة من تلك الليالي سيلتقي مجيد بواحد من الشباب الذين كانوا يدرسون معه في مركز التدريب المهني في بابكو لكنه يسبقه بفصل واحد، وهو حسن علي محمد المحرقي، وكان آنذاك يسكن في بيت والده في الحورة، فأحس بألفة وقرابة تجاهه، وبسرعة تطورت علاقة الشابين، فأخذ مجيد يزوره في بيت والده بصورة منتظمة، حيث يقضيان الوقت في نقاشات ودراسات عديدة، كانت فائدته منها، كما يروي، كبيرة جدا. سيقوده ذلك إلى قراءة روايات ومؤلفات جورج حنا وسلامة موسى ومحمد مندور ومكسيم جوركي، وكان لروايات وقصص هذا الأخير أثرها العميق جدا في نفسه، لأنه وجد في شخوص هذه القصص تجسيدات حية في مجتمعنا الحقيقي. وبعد حين لم يطل بات مجيد على يقين من أن الميول والتوجهات الاشتراكية أقرب إلى قلبه وعقله. حينها سئل إن كان يرغب في الانضمام لجبهة التحرير الوطني المناضلة من أجل حقوق الطبقة العاملة والطبقات الفقيرة ولأجل الديموقراطية. يقول مجيد: »بدون تردد أعلنت رغبتي ولهفتي للانخراط فيها«.
(3)
في العام ١٦٩١، إذا، انضم مجيد إلى جبهة التحرير، وفي نفس هذا العام طلب منه المرحوم باقر كلبهرام، أن يؤسس فرقة موسيقية للعزف في موكب عزاء مأتم كلبهرام، لأنه كان من أشهر الموسيقيين بين فقراء تلك المنطقة. وبما عهد عنه من حماس شديد وافق مجيد على انجاز هذه المهمة لأنه كان قد بدأ نشاطه الثوري بين الشباب الفقراء من هم في مثل سنه، أو أكبر أو أصغر قليلا، وكلهم من أبناء الطبقة العاملة والعاطلين عن العمل، ومن الرعاع أيضا. في هذه المرحلة بدا يتبلور عنده الإحساس والوعي بالتقاء الفن الموسيقي مع الثورة، وهذا ما عزز موقفه من الموسيقى في منظورها التقدمي وكوسيلة في الارتقاء بذائقة الإنسان وتهذيب روحه. كانت مهاراته الموسيقية قد أخذت في التطور، وبدأت آلات موسيقية أخرى تشده إلى عالمها، فاشترى آلة السكسفون بعد تعرفه على بعض آلات النفخ مثل الترومبت والكلارنيت عام ١٦٩١. وحسب المرحوم الفنان أحمد جمال الذي كان يملك متجرا لبيع الآلات الموسيقية والكتب الموسيقية، فان مجيدا كان أول بحريني يشتري هذه الآلة من المحل، كما اشترى أول كتاب لتعلم العزف على السكسفون، وفعل ذلك بدون معلم أو مدرب. وفي العام نفسه قام بتأليف لحن لوحة المأتم، وبشكل عام فقد سجلت هذه الفترة انطلاقة له في التأليف الموسيقي، وكذلك في العزف على السكسفون بموسيقى الجاز والأغاني من مختلف الأنواع. إضافة إلى ذلك انضم إلى أسرة هواة الفن في أواخر عام ٣٦٩١ ولمدة ستة أشهر، وشارك معها في عدة حفلات أقامتها في عدد من النوادي والمناسبات، ولكن عضويته فيها لم تطل بسبب بعض الخلافات، ليصبح بعد ذلك واحدا من مؤسسي فرقة الأنوار، والتي كان لها في ذلك الحين نشاطات بارزة. تشكلت الفرقة عمليا من فرقتين واحدة للموسيقى الشرقية بقيادة أحمد فردان وتدريب عيسى جاسم، والثانية للموسيقى الغربية، وهي أول فرقة موسيقية في البحرين وربما في الخليج بأسره أعضاؤها بحرينيون، وكانت الفرقتان تعملان بصورة مستقلة في الاحتفالات العادية، ولكنهما تعملان معا في المهرجانات. سيحل العام ٥٦٩١، عام الانتفاضة العمالية ضد الاستعمار وتعسف شركة النفط. ويرى مجيد أن هذه الانتفاضة شكلت وحدة بين النضال العمالي والحركة الطلابية في المدارس، خاصة في الثانويات. كان مجيد العامل يومذاك بين من ساهموا في هذه الانتفاضة العمالية، في المظاهرات وكذلك في إلقاء الحجارة، ووضع الكمائن ضد الشرطة، وفي احد الأيام التي كان فيها مجيد عائدا من مظاهرة عمالية وطلابية مشتركة، اختلى به احد رفاقه ليبلغه توجيها بعدم الخروج بعد اليوم في المظاهرات. وعندما سأله مجيد عن السبب، قال له بالحرف الواحد: لا نريدك أن تنكشف الآن.. تنتظرك مهام خاصة. للحديث تتمة.
(5)
في العام ٨٦٩١ شن جهاز الأمن البريطاني بقيادة يان هندرسن حملة اعتقالات انتقامية في صفوف مناضلي جبهة التحرير، كان هدفها الإجهاز عليها نهائياً، وشملت الحملة العشرات من المناضلين، واستمرت حتى عام ٩٦٩١، وفي ٨ فبراير حضر إلى بوابة مصنع التكرير حيث كان يعمل مجيد مرهون ضابط المخابرات البريطاني شور بمعية المحقق يوسف إسحاق، وتسلماه من أيدي رجال الأمن الإنجليز في بابكو، حيث نقل إلى قسم التحقيقات في القلعة. ظل أمر التخطيط والتنفيذ للعمليتين التي اشترك فيهما مجيد سراً منذ عام ٦٦٩١، عام تننفيذها حتى العام ٩٦٩١، حيث استطاع جهاز الأمن الإمساك ببعض الخيوط التي قادت إلى التعرف على دور مجيد في تنفيذ إحداهما. وفي ٣٢ مارس ٩٦٩١ اقتيد إلى محاكمة صورية لم تدم أكثر من نصف ساعة، حيث صدر الحكم الذي أعده هندرسون سلفاً، والذي تضمن عقوبتين إحداهما السجن المؤبد والثانية السجن لمدة ٠١ سنوات. بعدها بيومين ربطوا جسم مجيد ويديه بسلاسل كبيرة وثقيلة من الحديد بالإضافة إلى رباط الكفين، وربطوا السلاسل بالشاحنة التي أركبوه فيها وكانت مكشوفة، حيث تحركت من القلعة إلى ميناء البديع، ومن الشاحنة تم نقله إلى زورق خفر السواحل الخاص بجزيرة جدا في يوم عاصف صادف، كما يتذكر مجيد، السابع من محرم. لأول وهلة بدت له جزيرة جدا مخيفة لأنها تختلف تماماً عن جزر البحرين، ففيها الهضاب الجبلية والكهوف ما يثير الرعب في قلب الوافد الجديد، وفور وصوله الجزيرة تم إدخاله على مدير السجن، فرنك سميث، في مكتبه، الذي حدثه بخشونة وعنف، ثم أمر بتركيب القيود الحديدية (الصنقل) على قدميه ويتكون من حلقتين بوزن ثقيل مع سلسلة يحملها بيديه أو يربطها بخاصرته. وبعد ذلك تم إدخاله في الزنزانة الانفرادية رقم ٦٢ وتم إقفال بابها عليه، وهناك اكتشف أن رفيقه المناضل حسن علي المحرقي كان في الزنزانة المجاورة حيث كان يقضي عقوبة السجن لمدة ٦ سنوات لأن المطبعة السرية لجبهة التحرير صودرت من منزله. قضى الرفيقان ما يقارب ٤ سنوات في السجن الانفرادي وفي عزلة عن العالم، حيث لم يكن يسمح لهما بالاختلاط بأي من المساجين. يقول مجيد إنه من تلك الزنزانة صمَّم على ألا يدع مجالاً لليأس أو الخوف من الموت في السجن أن يتسلل إلى نفسه. ويتذكر أن تلك الفترة كانت رحلة من المعاناة حيث ان رجال الأمن كانوا يتعمدون استفزازه يومياً ليل نهار، لكنه صمد بوجه ذلك بمساعدة حسن المحرقي الذي كان يعضده ويرفع معنوياته، خاصة وأن الأخبار كانت تتوارد إلى السجن من أن الحملة على جبهة التحرير أخفقت في القضاء عليها كما كان هندرسن يقول، وان الخلايا تعيد تنظيم صفوفها، وأن نشرة »الجماهير« السرية قد عاودت الصدور رغم مصادرة المطبعة. مما قوى من عزيمة مناضلي الجبهة السجناء في جدا. للحديث تتمة.
#حسن_مدن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثلاث عشرة توصية
-
كلمة جمعيتي - المنبر التقدمي - و-وعد- في حفل إحياء ذكرى الشه
...
-
النص الكامل لأجوبة الأمين العام للمنبر التقدمي د . حسن مدن ع
...
-
عن رواتب الوزراء والنواب
-
أملاك الدولة
-
قانون مستنير للصحافة
-
قمصان جيفارا: رمز أم موضة ؟!
-
بين الدراما والتاريخ
-
أسئلة راهنة (1-4)
-
أسئلة راهنة
-
انفلونزا الفساد
-
لماذا يغيب المسؤولون؟
-
مداخلة المنبر التقدمي في الحلقة الحوارية بمناسبة يوم استقلال
...
-
نضالات مطلبية
-
صفقات التسلح .. لماذا ؟!
-
هل نفتح النوافذ ونمنع الهواء؟!
-
لجان التحقيق !
-
عن التجربة المغربية
-
من أجل مداواة الجروح
-
ليست مسألة شكلية
المزيد.....
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|