يوسف هريمة
الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 10:39
المحور:
الادب والفن
مَسَح على وجهي بأنامل الخفاء
دَقَّت حُروفُه أبواب الرهبة
ثم لامستِ السماء
وقالت:
يا بني:
روايةٌ بمداد الخلود سأحكيها
قولٌ ثقيل ولسانُ تنزيل
قد سمَا في الأفق المبين
يرسمُ الصورة بما فيها
يا بني:
سيأتي زمان بلا عنوان
تموت الكلمة
يسقطُ الحق على عتبة التاريخ
وتندبُ شمس الحرية مغيبها ويصمتُ البيان
مجرمٌ يعلو
ومستضعفٌ يترنَّح بين الجراح
ذئبٌ يرعى الغنم
ويغتصبُ الشرف الضائع بالسِّفاح
موازينُ مقلوبة وحرياتٌ مسلوبة
والأيادي تشابكت في قذف الرِّماح
قلتُ:
أهي السياسة أم الدين؟
فضحك ضحكة لم تنتهِ إلا بعد حين
ثم قال يا بني:
معركة امتزجت فيها اللعنتان
لا تحرك بها ضمير الموت
ولا تُعَجِّل بها اللسان
الكل يصول ويجول
الكل ينهل ويقول
قال القرآن صدق القرآن
باسم إذا بُعِْثر ما في القبور
وحُصِّل ما في الصدور
باسم آية الكفر والإيمان
باسم السِّلم المدسوس بالعسل
باسم آية قتل الإنسان
قلتُ:
كيف يقتل الإنسان بمنطق القرآن؟
أو يقادُ بزمام ثقافة ألبسها حوارُ أقوياءَ للأديان؟
فأجابني القلب قبل اللسان:
يا بني:
بنو الجلدة باعوا الوطن رخيصا
بحثوا عن سوق الإدلاج
كَمَّمُوا الأفواه وساروا مع القاتل
هذا يُطَبِّل والآخر يَُزَمِّر
وجنازةُ الشَّرف تُقْتل باسم الدين
وكادَ فرعونُ أن يكون رسولا
سورة أنزلناها وفرضناها
وكان أمر الله مفعولا
يا بني:
الله أكبر لا تحزن إنه معنا
ولو قتلونا باسمه
إن السمع والبصر والفؤاد
كل أولئك كان عنه الإنسان مسؤولا
#يوسف_هريمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟