في آخِرِ المسافاتِ لا تُعلق إِبتسامَتَكَ البَيضاءَ على قلبي
وشفيفاً كطيفٍ تمضي إلى ذلك الغموضِ العظيم
فجيادُ الروحِ منهكَةُ وتلك الصَّحراء تكفَّن فينا ما تبقَّى من حنين
سنينٌ عمياء سرقَت أيَّامَكَ من فَمِ الأمنياتِ وغادَرَت إلى سحابةٍ دَفَنَّا فيها حُزْنَ السَّفَر
إلى وردةٍ وعصافير وما تبقَّي من رحيقك
نعبُرُ كلَّ يَومٍ عشرةَ أَنْهُرٍ مالحة /بحيراتُ الدمِ/ تجاعيدُ الشَّجَن/
بِبُطءٍ نسيرُ لكنَّنَا نتقدُّم
نراكَ في عَتْمَةِ الخُسُوفِ نَجْمَةَ الحَادِي وكأَلفِ صَبَاح
سنفتحُ أبوابَ الريحِ ونوافذَ المطر
ونسيرُ إلى البحرِ كي نُفيقَ من الدُّوار فالنُّارُ ما زالت خامدةً في أعواد الكبريت
سنأخُذُ من قلبِكَ جَذْوَةً وطبولاً وأجراساً
هذا نهارُ نوارسَ آتيةٍ من تَجَاعيدِ الشَّجَن
ونحنُ مَعَها قوافلُ البعيد
آتونَ من بعيدٍ
من نزفِ الجُّرحِ
من خلفِ أسوارِ الأحزان
لنُعِيدَ عَمََّا قريبٍ رَسمَ خط الاستواء
ولونُ رَملِ الصَّحراءِ فينا مدنٌ لا تنامُ تُعشوشبُ بالاخضرار
فمن ذا الذي يسرقُ من أحلامِنا أطيافَ الأحلام
فمبتورُ الساقينِ يَزحفُ لا للوراء
بل دائما إلى الأمام .
21 ديسمبر1996