أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - المثقف والسلطة















المزيد.....

المثقف والسلطة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 658 - 2003 / 11 / 20 - 05:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المتضرر الأكبر من السلطة السياسية في العراق على مدى خمسة وثلاثون عاماً كان المثقفون، وهذا الضرر أدى إلى تعطيل وتهميش النخبة الأساسية في المجتمع، وسيطرت حفنة من المتخلفين وحثالة المجتمع على السلطة السياسية وعلى بعض قيادة الأحزاب العراقية.
هذا الأمر، إذا لم يحسم في الوقت الحاضر سيجر العراق ثانيةً إلى دوامة العنف ومصادرة الحريات وإعاقة آفاق التنمية المتوخاة من العراق الجديد. ومازال المثقف في حالتي الحذر والترقب لما يجري على الساحة العراقية من مظاهر العبث والفوضى وإعادة تأهيل مجرمين من النظام البائد لقيادة العراق، هذا الحذر و (الخشية) من التعامل مع الأمريكيين الذي يسيطر على المثقفين المعارضين سيدفع الأمريكيين إلى إيجاد ركائز لهم في صفوف المجرمين من حزب البعث لتشكيل الحكومة القادمة في العراق.
ومن يعتقد أن المعركة قد حُسمت مع فلول النظام السابق يتركب خطأ فادح بحق نفسه والمجتمع، إن المعركة قد بدأت مع هؤلاء المجرمين المستعدين لتقديم وفعل أي شيء من أجل استعادة سطوتهم السابقة.
فما هو المطلوب من المثقفين المعارضين من أجل استعادة زمام المبادرة ولعب دور حيوي في النظام الجديد؟! قبل الشروع بالإجابة على هذا السؤال يتطلب الأمر تشريح الجسد الثقافي العراقي لمعرفة أي المثقفين يتوجب التعويل عليهم ومنَّ يتوجب محاسبتهم وإقصاءهم!!.
ويمكننا اعتماد رأي الدكتور ((سماح إدريس)) في تقسيم (تشريح) المثقفين العرب إلى سبع فئات وهي:
1-المثقفين الموالين ولاءاً مطلقاً، وقد يكونون سلطويين بالمعنى الأعمق للكلمة فالبعض منهم يرى في متطلبات السلطة السياسية أساس وجود النشاط الثقافي. 
2-المثقف الاعتذاري: هو الذي يلجأ إلى تبرير أخطاء النظام (الحزب) وتفسيرها أو تلطيفها، مستندين في ذلك كله إلى حجج تاريخية ومنطقية مُنصبين أنفسهم في أحايين كثيرة في موقع (محامي الشيطان) هادفين إلى نجاح دعواهم في أعين قرائهم الفعليين والمحتملين.
3-المثقف الرافض: هو الذي يرفض المنطلقات السلطوية والحزبية وأدواتها في إخضاع البشر ويدعو لاجتثاث منطلقاتها النظرية والسلطوية.
4-المثقف الانتهازي: هو الذي يخدم الدولة ومصالحها وينشر سياستها ويُبرر تحالفاتها المتقِلبة والمنُقلبة، وتستخدم السلطة المثقف الانتهازي بكيفية لا تقل انتهازية فهي (أي السلطة) ليست شديدة الثقة بولائهم لها ولا حتى بفعاليتهم الدائمة أو بتأثيرهم على مجموعة المثقفين الآخرين.
5-المثقف المتراجع: هو الذي يصل إلى مرحلة يشعر بها بالعجز وعُقم المعارضة، فيعتكف ويتجه نحو إنجاز أحلامه الشخصية بعيداً عن منطلقاته السابقة أي تطليقه للسياسة.
6-المثقف السياسي: هو المثقف المنتمي سياسياً ويمتهن العمل السياسي ويكرس نشاطه في كتابة الموضوعات السياسية.
7-المثقف المُستعدعى: هو الذي تتخذ منه السلطة موقفاً سلبياً بسبب توجهاته السياسية وانتمائه السابق أو موقفه السابق منها.
وما يهمنا في الشأن العراقي من تلك التقسيمات فقط: المثقف الموالي للسلطة؛ والمثقف الانتهازي؛ والمثقف الحزبي؛ والمثقف الرافض.
أولاً: المثقف الموالي للسلطة، لقد ساهم هذا النوع من المثقفين مساهمة (قذرة) ولا تقل (نذالة) عن مساهمة المجرمين وسفاكي الدماء في تبرير انتهاكات حزب البعث لحقوق الإنسان وقمعه للحريات وتبرير الحروب القذرة للطاغية وتمجيده!. ويصفهم ((نيتشه)) بأنهم معلمو الخنوع، ويدنسون الأمكنة كلها ولا تجدهم إلا حيث يوجد الصغار والمرض وتوجد العفونة وأنهم هنا وهناك يزحفون كأرتال القَّمل، ولو لم يمنعني القَّرف لكنت سحقتهم.
هؤلاء، يجب إحالتهم إلى المحاكم وإقصاءهم عن أي دور في النظام الجديد لأنهم وقفوا إلى جانب الطاغية ضد أبناء جلدتهم وكانوا ماكنته الإعلامية القذرة التي سحقت المعارضة ونعموا بخيرات العراق وعلى حساب ملايين من الفقراء.
ثانياً: المثقف الانتهازي، وتكمن مخاطره حسب اعتقاد ((سماح إدريس)) في: تهديد النظام الذي يزعم الانتهازي الدفاع عنه؛ وتهديد الوطن بكامله في حالات الحرب والمحَّنة؛ وتهديد المثقفين الأخريين عبر توظيف القوة والنفوذ التي تمنحها السلطة له في تصفية خصومه أو زملائه من المثقفين.
وتشمل هذه الفئة من المثقفين أغلب المثقفين العرب اللذين عاشوا على جوع العراقيين وساهموا في تجميل وجه الطاغية ونظامه في الإعلام العربي وتجهيل المواطن العربي بحقيقة النظام وممارساته الفاشية ضد السكان. هؤلاء، يجب فضحهم إعلامياً وتبيان حجم الرشاوي التي تلقوها من النظام البائد خاصة منهم رؤساء تحرير بعض الصحف العربية ومقدمي البرامج المؤيدة للنظام في الفضائيات العربية خاصة قناة الجزيرة. اللذين مازالوا يمارسون نفس الدور القذر الذي أنيط بهم في شتم الأحزاب العراقية وتشويه سمعة شخصياتها الوطنية.
 ثالثاً: المثقف الحزبي (المعارض) ويجد ((سماح إدريس)) في المثقف الحزبي، بأنه المثقف المُسيس الذي يشعر بالحاجة إلى الانتماء لحزب من الأحزاب لأن الحزب قد أثبت عبر التاريخ أنه سلاح يستخدمه الضعفاء في صراعهم ضد الأقوياء. كما أن الحزب قد يوفر للمثقف المُلتزم شعوراً بالسلطة (الرمزية) التي يتمتع بها إنتاجه الثقافي في حد ذاته، ويعي المثقف الحزبي أن حزبه المعارض قد يكون في مواضع معينة نسخة طبق الأصل أو مشوهة بعض الشيء عن السلطة السياسية الحاكمة. ويمكن حصر أوجه المطابقة بينهما ب:
1-لجوء المعارضة إلى العنف ضد أعضاءها بالذات، وبهذا يعيد الحزب المعارض خلق واحدة من أهم صفات السلطة الحاكمة (العنف).
2-أيدلوجية المعارضة المستِلبة والمُستلبة، أي أن الماركسيين كثيراً ما يتجاهلون الجماهير كما تتجاهل السلطة الحاكمة أو أنهم كثيراً ما يستخدمون تلك الجماهير كما تستخدمها السلطة أي بهدف تحقيق مكاسب فئوية ضيقة.   
3-اختراق السلطة الحزب (الثوري) واحتواؤها إياه والاختراق نوعان: حقيقي ومعنوي.
هذا النوع من المثقف الحزبي، عطل آفاقاً كثيرة خاصة في المنفى ومساهمته بالأذى لا تقل عن مساهمة السلطة ضد المثقفين المعارضين، حيث لجأ المثقف الحزبي في المنفى لخلق جمعيات (ثقافية) وهمية من أجل إعلاء شأن المثقفين الحزبيين من الدرجة العاشرة وإبرازهم على أنهم النخبة، كذلك مارست تلك الوجهات سياسة القمع والتهديد ضد المخالفين لهم بالرأي إضافة إلى ممارستهم اللصوصية لأموال الجالية العراقية لصالح الحزب.
هذا النوع من المثقف، يجب العمل على فضح ممارسته وتعرية سلوكه وتحميل قيادته الحزبية المسؤولية عن كل الإساءات التي لحقت بالمثقفين العراقيين في المنفى.
رابعاً: المثقف الرافض، هذا النوع من المثقف تعرض إلى اضطهاد من قبل السلطة (المثقف الموالي) والمعارضة (المثقف الحزبي) ولم يدخر المثقف الانتهازي جهداً في النيل منه. لذا نجده بشكل دائم عرضة للتهميش والإساءة والإسقاط بالرغم من أنه يقف في الصف الأمامي في مقارعة النظام. وتضم هذه الفئة من المثقفين في صفوفها العديد من المبدعين بمختلف مجالات الثقافة لكنهم مُغيبين وعرضة للإساءة بشكل دائم من الفئات الأخرى.
 كما نجد فيهم شجاعة التصدي لتلك الرموز من المثقفين (الموالي؛ والانتهازي؛ والحزبي) وهذا النوع من المثقفين يجب أن يلعب دوراً حاسماً في النظام الجديد لأنه أكثر المضطهدين وأقل المستفيدين، وهؤلاء يمكن التعويل عليهم في إعادة بناء العراق وترسيخ أسس الديمقراطية في المجتمع كونهم ليسوا أصحاب أطماع شخصية.
ويجد الكاتب ((سليم مطر)) إن الحركات السياسية والدولة ترفض المثقف الذي يتدخل مباشرة في تحليل الواقع، لأنها تفضل المثقف (الشعَّار) السهل الذي يمنح دون اعتراض ويمارس دور المُفسر والمزوق والطبال.
إن أغلب الصراعات بين المثقفين لا تؤدي إلى صراع بين السياسيين، في حين أن صراع السياسيين يؤدي إلى صراع بين المثقفين. فالسياسيون يستخدمون المثقفين كخط أمامي لتصفية صراعاتهم السياسية، وللأسف العديد من المثقفين يقبلون بهذا الدور!!.
وتجد الكاتبة ((رنا إدريس)) إن ما حدث في (الاتحاد السوفيتي السابق) يسهم في تعريف العديد من كتابنا ومثقفينا بحقائق غابت عقوداً طويلة عن أذهانهم وأذهان أسلافهم، وهي تذكر معظمهم بالدور المنوط بهم كي لا يجدوا أنفسهم إذا ما بقوا أحياء أمام أسئلة كتلك التي يطرحها شباب اليوم على كتاب الأمس ليعرفوا سر ضعفهم وتخاذلهم (إلى هذا الحد!!).



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناقد والنقد الأدبي
- المنظومات الشمولية وصراعها مع المثقفين
- المرجعيات السياسية والثقافية في الوطن العربي بين الحقيقة وال ...
- إشكالية المثقف والسياسي
- الأدب الإنساني وموقف الأديب
- حرية الإبداع في النظامين الشمولي والديمقراطي
- موقف المثقفون العرب من خطاب السلطة والمجتمع
- مناقشة وتحليل لنظام الشرق الأوسط الجديد(*)4-4
- مناقشة وتحليل لنظام الشرق الأوسط الجديد 3-4
- مناقشة وتحليل لنظام الشرق الأوسط الجديد2 -4
- مناقشة وتحليل لنظام الشرق الأوسط الجديد1-4
- الوجهان المتناقضان للولايات المتحدة الأمريكية في العالم!!
- الإنجازات والاخفاقات لمجلس الحكم الانتقالي في العراق
- تنويه- مجلس الحكم الانتقالي يحث الأحزاب على عدم استغلال مواق ...
- المستقلون من المثقفين وخيارات المواجهة مع قيادات الأحزاب الع ...


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - المثقف والسلطة