أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انتصار عبد المنعم - نوافذ الأمل والألم














المزيد.....

نوافذ الأمل والألم


انتصار عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 2130 - 2007 / 12 / 15 - 08:26
المحور: الادب والفن
    


( أردت أن أعيده لأمه ..تراه ولو جثة. أردت أن أقول لها أنا أحضرت لك ابنك)
عندما سمعت الأب يقول هذه الكلمات عن ابنه الوحيد الذي ألقت به السفينة اليونانية في البحر أهاجت في نفسي مشاعراً أعرفها جيداً .
هذه الكلمات ربما دمعت لها بعض الأعين ، وربما مرت مرور الكرام على البعض ، وربما ضحك البعض على هذا الذي لا يفرق بين الجسد الحي والميت.
تلك الأم التي استعادت جثة ابنها ، تشعر ببعض الرضا لأن لديها القصة كاملة ، منذ أن حملت فيه ، وشاهدته يخرج من بطنها .، .يزحف ، يبكي عند أخذه حقنة التطعيم ، .يدخل المدرسة ، زفافه. ، قدوم الحفيد ، سفره ، انتظارها له ، ثم عودته جثة هامدة ، ودفنهم له بين أفراد العائلة . قصة حزينة ولكنها مكتملة.
على النقيض تماماً نجد الأم التي يمر في ذهنها هذا الشريط نفسه ثم ...لا نهاية غير كلمة مات .
ولكن أين هو ؟ لا إجابة ، فالنهاية مفتوحة ، ومعها مئات النوافذ المفتوحة لآمال وأمنيات ، وهذا ما حدث بالضبط مع أهالي المفقودين في حادثة العبارات الغارقة في البحر الأحمر ، وقوارب الهجرة الغير شرعية في البحر المتوسط ، فهم لم يتسلموا جثث ذويهم ، وكل يوم يتولد فيهم أمل بأن أحدهم رأى أو شاهد هذا العزيز المفقود.
أعرف هذا الشعور جيداً ( لا نهاية) فهو نوافذ للألم والأمل معاً ، قالت لي:
عندما أخبروني أن ابني عمر ( مات) غبت عن الوعي وعندما أفقت قالوا( دفناه) لم أره ، كل النوافذ تفتحت بداخلي ، تساؤلات دامية تتفتق في عروقي ، ربما أخطأ الأطباء والذي مات ليس بعمر، ربما بدلته الممرضة الفلبينية بآخر ، سأراه يوماً يمشي مع أخرى ، لابد أن أحدق في كل وجوه الأطفال ، ولكن كيف سأعرفه؟ آخر مرة رأيته كان هناك بين قلبي وروحي ، يسبح داخلي .ولا نهاية لتلك التساؤلات غير كلمة واحدة جرانيتية : مات.
هل دفنوه في تلك التربة القاسية التي لا تفرق بين الكبير والصغير؟
جسده الأبيض الناعم الأبيض تحت الأرض ، بل مات مات ...
وعندما أردت العودةهل سأترك صغيري عمر بمفرده في أرض غريبة؟
سأراه يوماً إن لم يكن في حياتي الأولى ، أتمنى أن يأخذ بيدي في حياتي الأخرى الباقية لأقول له:
وحشتني يا عمر يا جزء مني سبقني للأرض ، وحشتني يا عمر يا بعض قلبي ،
وحشتني يا عمر يا روح من روحي .



#انتصار_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تذكرون سرحان بشارة سرحان؟؟
- قيود بلا حدود
- البلكونة ..غرام وانتقام
- المدونون وجدار الصمت
- قصتان قصيرتان جدا
- معاقون أم معافون ؟
- جمهوريات المقاهى العربية
- وللبحر شئون
- قصة قصيرة بعنوان شهرزاد تستيقظ
- حدث في رحم ما
- أنا أحيي وأميت
- قصة قصيرة بعنوان غجرية


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انتصار عبد المنعم - نوافذ الأمل والألم