أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الشعباني - صور ناطقة على شكل قصص قصيرة تجسد نضال المرأة العراقية














المزيد.....


صور ناطقة على شكل قصص قصيرة تجسد نضال المرأة العراقية


عزيز الشعباني

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 09:46
المحور: الادب والفن
    


فاطمة:
لم يزر المشط شعرها اسبوعاً كاملاً ، وهي تحمل اطفالها مذعورة بين الم الخوف عليهم وانهيار سعادتها بموت زوجها عادل في انفجارات الجسر.

سعدية:

في اليوسفية تستيقظ قبل بزوغ الشمس مسرعة الى ضرع الشاة وخبر التنور ثم تمظي الى مروج القمح وهي لا تعلم شيئاً عن ابيها الذي اغتالته يد الارهاب.

ماجدة:
تقاتل بالكلمات، تكتب بنشوة الرصاص، تدافع عن حريتها وتهشم بفأس العزيمة دستورية المادة (41).

ثميرة:
تداعب الخوص وسعف النخيل فيثمر بين اصابعها فاكهة من السلال ومهود ايتام الحرب وعجائب الريف.

اسماء:
تسد غيبة زوجها المثقل جيبه بالشواجير وهو يقتل اخيه حباً بوطنه وحباً بالله( كما يدعي).


جانيت:
رأيتها في كركوك وقد احنت خيوط التطريز والخياطة والحياكة ظهرها، لكنها لم تحنِ رأسها للجوع.

بثينة:
لا تعرف شيئاً عن لغة الخبز الدائري وخيوط الصوف، لكنها تكتب نشيد الحياة بنضالها في طريق التحرر برابطة الشامخات العراقيات.

شيرين:
حورية البحر القادمة من دفء الفيء الابوي، حبيبتي الغالية مرعوبة من رائحة القطن المبلل بالدم واقراص البروفين، غطت شعرها بقماش اخضر وعطرت يدها بالمعقمات ثم غلقت باب الصالة مع زميلاتها الطبيبات الاخريات تعالج جراحات الصراعات الاثنية.


مي:
عاشقة وحبيبة وملهمة، تزرع الامل والحب في اوصال جسده المستسلم لشظايا الموت وتفجر ينابيع الشفاء بحنانها.

فرح:
بعينيها الذابلتين الزرقاوين وقطرات اللؤلؤ على خديها تعاتب المستشفى وتعاتب السيارة المفخخة التي مزقت جسد حبيبها سلام.


سلوى:
بايلوجية سحق اليأس خريفها الاربعين، تنظف المكان بالمعقمات وترمق المرضى الراقدين، وتبتهل الدعاء، فتشعر مع كل امل تهبه لفتى يائس بزغاريد فرح تملأ روحها، فتمنح الفتى ارادة الحياة.
زاهدة:
يقول زوجها الشيخ جاسم وهو يطفئ المصباح وصوته لا يغادر شفتيه، حين تسمع زاهدة توجعاتي يؤرقها البكاء حتى الفجر وهي ساهرة تراقب حركاتي وسكناتي بلا تذمر ولا تأفف وليس لغيرتها نهاية.

محاسن:
يرن الهاتف في منتصف الليل يخاطبها صوت شخص تعرفه (ست محاسن انفجار عبوة اوقع ضحايا كثيرين...وسيارات الاسعاف ما زالت تنقل الينا الكثيرين) دقائق معدودات ودخلت محاسن المستشفى، كانت امرأة بشموخ النخيل، ممرضة ماهرة، نسيت متاعبها وغلقت باب الخمول فارادة الحياة لا تعرف التعب.

جواهر:
قروية هناك في ريف الصويرة تلملم ضفائرها وتغرس اصابعها في ارحام الارض، وشمس الصباح المبكرة تنعشها بالعافية، وفجأة يكدرها نبأ اثنين من اخوتها، يرقدون منذ ليلة البارحة في غرفة الانعاش،قررت ان تحمي الارض اولاً فاخذت تقتلع العوسج والدرنات العالقة بجذور النباتات فهذا اليوم يوم السقي وعلى الارض ان لا تعطش، المسحاة في قبضتها وهي تنظم مسارب الماء، غرست مسحاتها في بقعة جديدة، رفعت كومة من الطين فتدفق الماء محولاً مسراه، ولا تدري كيف باغت ذاكرتها مصطلحات الاحتلال والاقتتال الاثني، فحاولت مرة اخرى استذكار أي ذنب اقترفه اشقائها الراقدون جراء الانفجارات.

نداء:
باصابعها الرشيقة تعمل على جهاز الحاسوب وكأنها تعزف على البيانو، تسأل صديقتها تأميم عن المادة (41) وهل ستكون بدلاً عن القانون (188) وتجيب تأميم بأن تطبيق هذه المادة استعمار مبطن للمرأة فعقبت نداء، انا لا افهم ان يتحكموا بثرواتنا ومقدراتنا وحريتنا، فقالت تأميم قرارات ومضامين ومواد ملعونة العن من سابقتها، فردت نداء،يزعمون انهم يجرون تعديلات ولكني اعتقد انها تعديلات لاحكام الطوق على المرأة لأن ......فقاطعتها تأميم بلطف معتذرة بصوتها العذب عفواً هذا موعد المحاضرة سادخل مع المحاضرين وسنجيب عن كل الاسئلة.

خديجة ورقية ولهيب وفضيلة:
يتجاذبن الحديث تحت نخلة البرحي وكانت الظهيرة ساخنة، قليل من حبات التمر الناضج وكصير من الظل المتساقط على المائدة الفقيرة، خديجة في عقدها السابع تقاسم وجهها الوشم والتجاعيد لم تدرك كلام ابنتها لهيب (العودة الى القرار القديم ارحم)
أي قرار؟ واي قديم؟ سألت خديجة
وحين ارادت لهيب ان توضح الامر المقترن بالمادة(41) وقد تلونت سمرتها بابتسامة، نهضت خديجة وخاطبت الجميع بصوت العمل ملؤه الأمل فتوجهت الاقدام بخطى متسارعة نحو الحقل



#عزيز_الشعباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا ( شموع الخضر )
- قصة قصيرة (جوليت والحمار)
- من بلاد الرافدين الى الديمقراطية، معرض للأزياء بفلسفة عراقية


المزيد.....




- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان
- عام على رحيل صانع الحلم العربي محمد الشارخ
- للشعبة الأدبي والعلمي “جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 ال ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الشعباني - صور ناطقة على شكل قصص قصيرة تجسد نضال المرأة العراقية