أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - (سيرة يوم غائم)*














المزيد.....

(سيرة يوم غائم)*


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 10:53
المحور: الادب والفن
    


تعالَي قليلاً
أيّتها السّماء
اقتربي مني
وضعي وجهَكِ على خدّي
قولي لي لماذا أنا حزين
منذ أمسِ
لماذا أشعرُ بعزلة
كأني وحيدٌ على الأرض
لا يوجدُ عندي أحدٌ أحادثه
ولا أحدٌ (فوق) أشكوه
أنتِ جميلة ورائعة
ولكنَّ صمتك قاتل
ترى كم أستطيع
أن أرفع رأسي نحو الأعلى...
......
*
تعالي قليلاً
أيّتها الأنثى
اخلعي جسدَكِ أسفلَ السلّم
وارتفعي نحوي
إغسليني بالنور
المنبعثِ من داخلك
أنا الذي عرفتك
أحببتُ كلّ شيء فيك.
*
من النافذة
أنظرُ إلى الحديقة
وأحسدُ العظايا
على أوراق الحشائش
أغارُ من القطة
التي تتقدّم على سورِ السياج
لا تفكرُ في شيء
طعامها تجدُهُ في طريقها
وكلّ خطوةٍ لها
تمضي بلا ذاكرة.
*
لو لم تكنْ شيخاً عجوزاً
لاستوقفتك أكثر
لتحدثني عن هذه اللوثة
التي اسمُها العقل
ربما كان أفضل
أن أتساوى مع هذه العظة
أو القطة.. أو الكلب..
(في حجرِ السيّدة)
حياته مرسومة أمامه مثل لوحة
كلّ شيء يراهُ بلا تذمر
وإلى مصيرهِ يمضي بسعادة.
*
أعطني سكينةَ الطبيعة
وصمتَ الجبل
أعطني طمانينة الشجر
وقناعة النملة
وسعادة الطائر
ولا مبالاة السمكة
آهِ يا باولوس
كلما أكادُ أحظى
بذروة سعادة الخروف
قبل الذبح
تنبجسُ في داخلي
أسئلة النار.
*
بيت بلا محبة
قبر من عدة طوابق
بيت بلا فرح
مثل قصرٍ بلا نوافذ
لأي شيءٍ يقفُ ملاكان
على قبر
يحرسهُ حجرٌ ثقيل
أو حائط من أسمنت.
القلبُ أسودٌ ومفعوص
مثل تينة بائتة
تحتفلُ فيها الديدان
علاقاتُ النسب ميتة كذلك
العائلة مفهوم تجريدي
الانسان قيمة مبهمة
أورثتها حضارات غاربة
الشعرُ خيال
والأدبُ أمنيات
الدينُ وهم
المنطقُ غربة
والفلسفةُ افتراض خليقة جديدة
من يفكرُ لا ينتمي لهذا العالم
وخارجٌ عن المعقول
العقلُ لعنة
والحياةُ عبث
الأخلاقُ جيلاتين
مثل الأوطان والأرحام.
هؤلاء المبتهجون
كالأطفال
لا يفكرون
لأن الأشياء الجميلة
هي التي لا نعرفها.
*
وظيفةُ الشوارع
تسهيلُ الهروب من المدينة
وظيفةُ الصحراء
تأمينُ العزلة
وظيفةُ الغابة
تفنيدُ المدنية
اليوم..
لا ضحكة تصدرُ من قلب
ولا ابتسامة أو كلمة
كلّ شيء خاضع للهايتك
المحبّة طقسٌ استهلاكي
والاشباعُ (علاقات عامة)
الحياة خديعة مطلوبة
والدجلُ ضرورة للنظام
القلبُ تينة متيلفة
السطوحُ الناعمة تناسبُ الطوارئ
والنجاة خيط معقود
بين الشك والتسليم.
*
هواء ثقيل في الأرحام
يحيطُ أجنّة الصدفة
قصقصْنَ شعوركنّ أيتها النساء
الأملُ المنتظر
يولد معوجا.
*
برجان صغيران
في قاعة جلوس كبيرة
مدافئها باردة
ريشة الفنان أجادت رسم الشتاء.
*
لماذا أكون أنا المتحدث
يراقبني بضعة أنفار
يريدون أن أخبرهم بشيء
ليس لديّ ما يخصّهم.
وشيء يخصّني
لا يوجد.
*
حول منضدة الرمل وقفوا صفوفاً
وأنا بينهم
الصفوف تتبدّل
مثل شاشة سكرين كبيرة
في صحراء بلهاء صامتة
التواليت في الطابق العلوي
نصعدُ إليها بالسلّم الكهربائي
نقضي حاجاتنا بطرق حضارية..
فوق التواليت والحمام
برجان لازورديان
هما أجمل ما في البناية.
*
بطاقات الميلاد
كلماتها يابسة وبلا حرارة
مركونة هناك على الأرض
لم تنبت فيها زهرة
ولم ينطلق شحرور.
*
الصدفة تجعلنا كثيرين
الصدفة تزيدنا حيرة
الصدفة غيب..
والأسئلة مسامير عمياء.
*
بأي لغة تتفاهم
الأعواد في شدّة الحطب؟
ما الذي يربط الأوراد
في إكليل التطويب؟.
*
ـــــــــــــــــــ
 بعد استراحة مشمسة، عادت الغيوم إلى سماء لندن في الثلاثاء الثالث عشر من أوغست الجاري.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من القاموس العربي
- علّقيني في طرف مباهجك
- (الفارزة بين القاعدة والاستثناء)
- الوجودية والعولمة
- ظاهرة الاغتراب في نصوص مؤيد سامي
- بقية العمر
- ليلة ايزابيلا الأخيرة
- مستقبل المرأة الرافدينية وقراءة الواقع
- قاع النهر قصة: الفريد بيكر
- أبي / هيلكا شوبرت
- توازن القطاعي في النظام المعرفي العراقي..!!
- صورة جانبية لأدورد سعيد
- من الشعر النمساوي المعاصر- كلاوديا بتتر
- أوهام الضربة الأميركية لايران
- النوستالجيا.. الطمأنينة والاستقرار
- الفرد والنظام الاجتماعي
- الاغتراب في ظل الإسلام
- من الشعر النمساوي المعاصر- بيرنهارد فيدر
- أحلام مكيسة
- Shadowsظلال


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - (سيرة يوم غائم)*