أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الهلالي - جذورالفن السومري














المزيد.....

جذورالفن السومري


حسين الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


اذا كان المحرك الاول للفن العراقي القديم هو التقديس فأن الفنان كان يضفي علىاعماله مسحه من الخيال والرهبه والغرابه ،لا يمكن اعطاؤها تفسيرا معينا او تطبيق اسلوب من الاساليب عليها،لذاكانت الفتره السحيقه في القديم تخفي معها فنا خفيا يصعب ايجاد طريق الى معرفة تطورةلذىفان مؤرخ الفن الذي لم يكن قادرا على ان يضعها فى اسلوبها ،قد اخذ يرتد الى ظروف اكتشفها عندما يحدد تارخها .
ولو ارتضنا بوجود التماثيل و الدمى الصغيرة كما فرضها واقع وجودها بين ايدينا بعد ان كانت تنام في اعماقا الطبقات الثريه للمدن السومريه لوجدنا انها غريبة الاشكال ولاتمت بصله الى الواقع بشيء فاكثر اشكالها ذات اصل خرافي وصناعتها ساذجه ،وهي تشبه الاشكال التي وجدت في حضرات متباينه ،مع هذا فانها تمتلك الاصاله والانتماءالى العصر الذى وجدت فيه ،ولايخرج فنان تلك العصور عن نظرةالتقديس التي يحملها ويرغب بها الافراد المعاصرون له والذين يرتبطون معه بصفة التقديس والخوف من شيء مجهول ،يعطونه تفسيرا محددا،
وكلما تزداد التماثيل تعقيدا وتنتهي بالنوع الخرافي يكون الاطمئنان اكثر عندالفنان لانه عبر بشكل معقد عن هذا
المجهول ،لذلك نرى التعبير يأخذ مدى واسع من الحريه في العمل ولايوجد شيء محدد يفرض عليه في تغير اسلوبه اوحذف اواضافة شيء اليه غير صادر عن قناعته . لقد جاءت صناعه الدمى الفخاريه والفخاريات تحديدا
لحرية الفنان التلقائيه لما لهذه الفخاريات من صفه هندسيه من ناحيه التصميم وتمتاز باسلوب واحد ،تتفرضه الحاجه والذوق في البيت السومري وقد تجلى هذا الأختيار في ارفع صوره بأختيار الكاسات والاقداح الذهبيه للملكه –بوبي-ابي –شبعاد في عصر السلاله الثالثه لقدخلق هذا الفنان تدفق من خلال افاق الحريه ،اكثر من التماثيل التي اعتمدت للمعبودات والهة الخصب والهة افاغ .لقد مهد هذا التيار الحر الى ظهور اشكال بشريه على نطاق واسع تمتلك سمات وميزات قلما نجدها في اساليب النحت المعاصر لها فالتصرف في الاطراف والوجه والتأكيد على وضعية التعبير تجعلنا لا نبتعد عن فنان الدمى الاولى الذي حصر اهتمامه في هذا الاتجاه صيغ التصرف ما زالت بيد الفنان والتي تمنحه الاستقلاليه وتحد من عطائه المتواصل وهو المعفي من الزراعه في التكوين الاول كما تاكد المصادر التأريخيه ذالك لقد منحته افاق الحريه ان يصل الى الاعمال المتطوره اللاحقه –مثل معبودة حلب التي ما زالت تمتلك صفة الحلم والغرابه وعدم الاقتراب من الشبه والتطابق مع عالم المرئي .
ان اقتراب هذه التماثيل من الصفه الانسانيه جعلها اكثر ادراكا لوجودها واقرب فهمها لبعض تفاصيلها، لكنها تغيب عنها في سر العيون الكبيره المحدقه بالبعد اللامتناهي والتي ركز عليها فنان وادي الرافدين واصبحت ميزه من ميزات
الفن السومري وخاصه في المتعبدين الذين يؤسسون موقعها يبعث الرهبه المخيفه لحالة التعبد،ومهما يكن فأن الفنان يحاول ان ينأى بتماثيله عن حاله البشر الاعتياديه ويحلق بها في عالم المجهول في الحريه الذاتيه الممنوحه له،الا انتماثيل العبودات والمعبودين لا يسح بها بالاقتراب من عالم البشر الا ما اوجدته الحاله التعبيريه الملحه ،مثال ذلك تماثيل الاله ابو ) في (الالف الثالث قبل الميلاد)ان كل المنحوتات التي تجرد التماثيل من ماهية الانسان ،هو اسلوب (
مقصود من قبل الفنان ليأى بالتماثيل عن صفه البشر ويقربها الى صفه الالوهيه كما يعتقد ذلك ،لذا ظلت العيون من
العظام والقار هي سمات متوارثه بين اجيال من الفنانين وعبر عصور تاريخيه سلالات سومريه ورغم كوننا لانعرف عن صناعة التماثيل في العهد السابق للسومرين ولاتعرض اسماء الفنانين الذين قاموا بعمل الدمى والتماثيل والفخاريات لكننا عندما نجد ان هناك اشياء عالية الوجود ومصنوعه بدقه متناهيه لابد لنا من القول والجزم ان هناك فنانين كبار قدموا عصارة فكرهم ،ومنحوا هذه الاعمال من خيالهم الخصب المتألق الشيء الكثير حتى ظهرت بصفتها الابداعيه واصبحت تمثل فن بلاد الرافدين بحق .



#حسين_الهلالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الهلالي - جذورالفن السومري