أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريد فريد - مُيتّم اطفال العراق، لا يمكنه ان يكون صانع سلام اسرائيلي - فلسطيني














المزيد.....

مُيتّم اطفال العراق، لا يمكنه ان يكون صانع سلام اسرائيلي - فلسطيني


مريد فريد

الحوار المتمدن-العدد: 2123 - 2007 / 12 / 8 - 07:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي طبّلت وزمّرت فيه وسائل الاعلام الرسمية. المكتوبة والمرئية في بلادنا لمؤتمر انابوليس "للسلام" الذي فرضته الادارة الامريكية، وبالتنسيق مع اسرائيل، من اجل تحسين صورة الاستعمار الامريكي ورئيسه جورج دبليو بوش، الذي اصبح الشخصية الاكثر مكروهة في العالم، ومن قبل الشعب الامريكي نفسه. ومن اجل مساعدة الذنب الطيع المطيع، رئيس الحكومة الاسرائيلية، ايهود اولمرت، المتهم بالفساد والاختلاس والغارق حتى اذنيه، في تحقيقات الشرطة.
في هذا الوقت بثت قنال الجزيرة من دولة قطر "العربية" صديقة الولايات المتحدة واسرائيل ربورتاجا عن ايتام البصرة في العراق المحتل. جاء في التقرير، انه في البصرة وحدها 60 الف عائلة فقدت رب البيت الاب، وبعضها فقد الاب والام معا، وان هنالك اكثر من مئة الف يتيم ويتيمة في مقاطعة البصرة وحدها، صوّر التقرير واقع هؤلاء الايتام الفتية وحياتهم البائسة "بفضل" الاحتلال الامريكي وعملائه من ابناء العراق امثال المالكي والجلبي وغيرهما، من باعوا وطنهم في سبيل حفنة من الدراهم والدولارات الامريكية الدنسة.
صوّر التقرير محاولة العراق والاهالي معالجة ظاهرة الايتام الواسعة جدا، واستيعابهم في مدارس خاصة لتخفف عنهم هول المأساة، بعدما فقدوا آباءهم وامهاتهم واصبحوا فريسة دسمة يفترسها عملاء الاحتلال وكبار الرأسماليين كخدم وأيد عاملة رخيصة تدر عليهم الارباح الطائلة. هذا التقرير صور واقع اقليم واحد من اقاليم العراق الثمانية عشر، التي تئن تحت وطأة نعال المحتلين الامريكيين وعملائهم. من الواضح ان باقي الاقاليم العراقية، تعاني من اتساع ظاهرة الايتام وان ظاهرة الايتام في العراق اصبحت تهدد المجتمع العراقي برمّته.
يحاول المحتلون الامريكان وعملاؤهم التنصل من مسؤولية قتل آباء وامهات هؤلاء الايتام مدعين ان الانفلات الامني والاحتراب الطائفي، و"الارهابيين" كما يسمونهم هم الذين خلقوا هذه الظاهرة، "متناسين" ان العراق قبل الغزو الامريكي واحتلاله وتنصيب الحكومات العميلة التي تأتمر باملاءات الاحتلال الامريكي، رغم نظام الاستبداد وحكم الفرد وانعدام الدمقراطية الحقيقية كان ينعم ولو جزئيا بالأمن والامان ولم يعان من ظاهرة الايتام.
انعدام الامن والامان، الانفلات الامني، هو نتاج طبيعي للاحتلال الامريكي البشع الذي قضى على مؤسسات الدولة العراقية واتساع الفوضى العارمة، التي ادت حتى لسرقة تاريخ العراق العريق. من مفارقات القدر انه في الوقت الذي ترتكب الولايات المتحدة جرائم ضد شعب العراق وضد شعب افغانستان جرائم ضد الانسانية، تحاول الظهور بمظهر داعية السلام، راعية السلام، في فلسطين وفي الشرق الاوسط.
تقسم المنطقة بين معتدلين ومتطرفين بالتنسيق الكامل مع طفلها المدلل اسرائيل، تحاول جاهدة اظهار الصراع في المنطقة ليس ضد الاحتلال الامريكي وضد الاحتلال الاسرائيلي وليس من اجل حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحقه باقامة دولته المستقلة بجانب اسرائيل في حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس العربية. تحاول اظهار الصراع بين "المعتدلين" من الحكام العرب، حكام اسرائيل وبرعاية السيد الامريكي وبين "المتطرفين" سوريا، ايران، حماس، حزب الله، وكل من لا يقبل بالاملاءات الامريكية الاسرائيلية.
ألصراع الحقيقي هو ضد الاحتلال الامريكي والاسرائيلي وضد الرجعية العربية العميلة، وصحيح انه بين هؤلاء جميعا مصالح مشتركة، مصالح طبقية تخدم الاحتكارات والشركات عابرة القارات الامريكية – الاوروبية العملاقة. الصراع هو بين شعوب هذه المنطقة وبين الاستعمار والاحتلال والحكام العملاء خدم الولايات المتحدة. الصراع في جوهره طبقي – تحرري في البلدان العربية، اما في اسرائيل، فهو صراع للتخلص من الهيمنة الامريكية، وضد الحكام الذين باعوا المصالح الحقيقية لاسرائيل، مقابل الدعم الامريكي اللامحدود لهم، الصراع ضد سياسة الافقار، سياسة الصرف على العسكرة والعدوان، الصراع في نهاية المطاف طبقي، رغم كل المحاولات لاظهاره وكأنه صراع قومي، صراع على مجرد وجود اسرائيل، ليس العالم العربي هو الذي يهدد مجرد وجود اسرائيل، بل اسرائيل بسياساتها هي التي تهدد العالم العربي برمته خدمة لمطامعها التوسعية، وخدمة للاستراتيجية الكونية العدوانية للولايات المتحدة وبهذا تهدد المصلحة الحقيقية للشعب في اسرائيل في العيش بسلام وامان مع الشعب الفلسطيني ومع العالم العربي.
وعودة لظاهرة الايتام فهذه الظاهرة ليست حكرا على العراق وحده، فهي موجودة وتتنامى يوما بعد يوم في فلسطين "بفضل" العدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني في غزة هاشم المقهورة بسبب الانقلاب الحماسي الذي يخدم اسرائيل مباشرة، وفي الضفة الغربية الابيّة التي تقاوم الاستيطان والتهويد. الاحتلال الاسرائيلي لا يكتفي بقتل الآباء والامهات وهكذا يخلق الآلاف من الايتام اليافعين واليافعات، بل يقتل الاطفال ويحمّل المسؤولية للضحية، للمقاومة، متهما اياها بالنشاط من داخل الاحياء السكنية الخ.. لقد وصلت بهم الوقاحة ان اتهموا الفلسطينيين بقتل الطفل محمد الدرة الذي اصبح وصمة عار في جبين الاحتلال الاسرائيلي البغيض ورمزا للصمود الفلسطيني.




#مريد_فريد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علينا الحفاظ على حزبنا الشيوعي الاسرائيلي، كما يحافظ الانسان ...
- قولوا الحقيقة للجمهور حتى لو كانت مرّة
- نعم الشرطة اداة قمع بيد النظام البرجوازي الرأسمالي الاسرائيل ...
- على هامش المؤتمر الرابع لجبهة ام الفحم ألمهام الملقاة على عا ...
- فضائح فساد نظام الاستغلال
- لمصلحة كل المظلومين، عربًا ويهودَ * صيانة وتقوية الحزب الشيو ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريد فريد - مُيتّم اطفال العراق، لا يمكنه ان يكون صانع سلام اسرائيلي - فلسطيني