أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العالي الحراك - لن تخدعوا الشعب بأن امريكا تهدف الى تحقيق الديمقراطية في العراق















المزيد.....

لن تخدعوا الشعب بأن امريكا تهدف الى تحقيق الديمقراطية في العراق


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2123 - 2007 / 12 / 8 - 02:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية والحرية مكسبان شعبيان مترافقان بمعنى حققتهما الشعوب على مراحل مختلفة ومستويات مختلفة ,عبر نضالها الطويل فهما ليستا هبة من اقطاعي او منحة من ملك .. بل نتيجة نضال وصراع مرير راح ضحيته العشرات من الفلاسفة والمثقفين والمتنورين في عموم العالم وخاصة العالم الذي يتمتع بالديمقراطية والحرية الآن.. لن يمنحهما المستغل لان الاستغلال لا يتفق منطقيا ومصلحيا مع الديمقراطية والحرية, أي ان الرأسمالي صاحب المصنع ليس ديمقراطيا في الاساس مع العامل الذي يستغله في اجوره وعمله , وانما العامل بوعيه ونضاله كسب الديمقراطية والحرية لصالحه , ولهذا تزداد مطالبة الشعوب بالديمقراطية .. وليس الحكام او الاغنياء والمتنفذين , فهم لا يحتاجونها بل يحاربونها . فترى الآن كيف يتشبث حكام الدول النامية والمتخلفة بالحكم والدكتاتورية والاستبداد ويتلاعبون بدساتير بلدانهم ان كانت فيها دساتير, في سبيل استمرارهم بالسلطة .. حتى تلك الدول الديمقراطية الغربية يسعى حكامها وخاصة من اليمين بكل الوسائل بالمال وغير المال لاعادة انتخابهم وبقائهم بالسلطة لفترة اطول .. معنى هذا ان الديمقراطية والحرية تأتيان بالنضال الشعبي الطويل وبالدعم المتواصل من قبل المثقفين والمتنورين وهما في مصلحة الشعب دائما وليس في مصلحة الحكام واسيادهم البرجوازيين .. اما امريكا او غيرها فهي بلد ديمقراطي على ارضها ولشعبها , نتيجة تطور تاريخي لفترات طويلة ..ومصالحها في الخارج تتحقق عبراستغلال خيرات وشعوب تلك البلدان وليس في صالحها ان ترتقي شعوبها الى مستوى الديمقراطية لانها سترفضها وتحاربها وتخرجها من اراضيها.. اما الديمقراطية في تلك الدول المانيا ,اليابان ,ايطاليا وكوريا التي ساعدتها امريكا خلال الحرب العالمية الثانية للتخلص من الدكتاتورية والنازية والفاشية , فالوضع الدولي كان ضاغطا آنذاك بأتجاه الديمقراطية ولكي تحسم امريكا صراعها مع الاتحاد السوفييتي القطب المنافس الأشد في حينه .. وما تشكيل الاحلاف العسكرية (حلف الناتو وحلف وارشو) الا تعبير عن ذلك الصراع والتنافس.. وكان على امريكا ان تشجع بأتجاه اقامة النظام الديمقراطي في تلك البلدان , بالأضافة الى ان شعوب تلك الدول كانت تتمتع بوعي عالي ومؤهلة لان تحكم نفسها بنفسها عن طريق الديمقراطية والحكم البرلماني وهي تحتاج فقط الى مساعدة لازاحة انظمتها الفاشية والنازية القمعية , وقد انفجرت فيها الديمقراطية انفجارا عبر مقاومة شعبية عنيدة ضد حكوماتها وقوى اليمين التي ظلت متشبثة بمصالحها ولم تستسلم طواعية للواقع الجديد .. والمثال على ذلك ما حصل في ايطاليا بعد الحرب العالمية الثانية وسقوط موسوليني والفاشية الايطالية وكيف تمكنت جبهة المقاومة الشعبية الايطالية المتكونة من الحزب الشيوعي الايطالي والحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي المسيحي من هزيمة النازيين الالمان والفاشيين الايطاليين عبر معارك شرسة , ثم صراع داخلي شديد من اجل كتابة الدستور وبناء دعائم الديمقراطية التي استغرقت سنين . ان الشعب في العراق وقياداته الوطنية والمثقفين المخلصين لا تخدعهم لا امريكا ولا المطبلون لها بأن الديمقراطية آتية مع امريكا.. قد تكون الاطاحة بالدكتاتورية على يد امريكا قد رافقتها فرصة هامشية للديمقراطية, لوان شعبا كان قد ولج الديمقراطية وعاش نضالاتها , ولكن امريكا المحتلة لم تمنحه الفرصة لتنظيم نفسه ولم تدعم ديمقراطييها الذين رافقوها في الغزو وعاشوا على اراضيها وتثقفوا بثقافتها وهوسوا لديمقراطيتها ثم ضربتهم عرض الحائط في اقصر فرصة لأن الديمقراطية في العراق كما في غيره تتناقض مع مصالحها ..ثم هل نسينا عصر أعته دكتاتورية في جميع العصورقد تسلطت على العراق ابان حكم صدام حسين , سبقها ورافقها تخلف عميق في كل المجالات .. لم يبق في العراق بعد السقوط سوى تخلف وآثار تخلف مخيف ونشوء احزاب دينية اظهرت عدائها للنظام السابق ولكنها كفنت جموع الشعب بكفن المذهبية والعنصرية وهي تطبق الآن ابشع انواع الديكتاتورية والاستبداد وترفع شعارات الديمقراطية لأغراض سياسية تسلطية كما ترفعها امريكا بوش , اما ما يلاحظ من بعض الممارسات التي تبدو وكأنها من معطيات الديمقراطية ما هي الا افرازات الفوضى المدمرة التي خلقتها امريكا لن تدوم طويلا لأن تحتها يؤسس لممارسات رجعية وتربية متخلفة بين صفوف الشعب لا يرجى منها علما ولا فهما ولا ديمقراطية ... لهذا لا تجد فكرة الديمقراطية اليتيمة في العراق متنفسا ولا ناصرا ولا معينا سوى شخصيات وقوى سياسية وطنية لم تأخذ بعد فرصتها المناسبة للدعوة الى الديمقراطية حقا وحقيقة , ومعظمها تنادي من خارج العراق للوطنية والديمقراطية .. وشتان بين من يعمل من اجل الديمقراطية في بلده ومن ينادي بها عبر الجبال والمحيطات .. فمن يهتف بديمقراطية امريكا في العراق وقد انبح صوته عليه ان يعطي صوته الى شعبه اذا اراد ان يكون مخلصا مع نفسه , ويقام الاستبداد الطائفي والاحتلال الامريكي .. لا ان يستمر بالهتاف الغير مسموع وقد يحضر نفسه الآن لكتابة مقالات باهتة حول ضرورة منح الامتيازات النفطية الكبيرة لامريكا بحجة زيادة الأنتاج و تطوير الاقتصاد واعمار البلاد ثم يسعى لاحقا الى تبرير منح امريكا قواعد عسكرية لتحمي العراق من اعدائه المحيطين به.. في الغرب وامريكا تحققت الخطوات الاولى نحو الديمقراطية منذ مئات السنين وتلاحق تطورها من خلال نشاط الفلاسفة والعلماء والفنانين والمثقفين التنويريين والتحامهم بالشعب.. فمنهم من تعرض بالنقد الشديد للافكار القديمة ودور الدين والكنيسة وعراها تعرية تحملوا بسببها السجون والتعذيب والنفي والابعاد .. ومنهم من ساهم في نشر العلم والفلسفة ... ومنهم من اسس الاحزاب التقدمية والثورية ونشر الافكارالعصرية في الحرية والديمقراطية وحقوق المرأة ... ومنهم من انشأ النقابات المهنية الجماهيرية للعمال والطلبة. . وبمجموع هذا العمل والنشاط ترسخت الديمقراطية وتعمق بناؤها في ضمير الانسان الاوربي والامريكي ولا يمكنه العيش بدونها.. اذا اردنا ان نستلهم الطريق الاوربي نحو الديمقراطية يجب ان نعمل بذكاء وفق تلك النشاطات وهي سهلة وممكنة ولكنها طويلة .. وليس عبر الابواق الدعائية والهتافات المصلحية الضيقة للتقليد الاعمى التي لن تجلب لشعوبنا الا مزيدا من التخلف والضياع وهي التي ساعدت على تعميق الانتماء للدين والمذهب والعشيرة بعد ان اتضحت امامها مهزلة الديمقراطية الامريكية في العراق والاكذوبة الكبيرة .. لقد اسأتم للديمقراطية ايها المصفقين لامريكا وقد اساءت امريكا لشعبها ولن يغفر لها الشعب العراقي ولكم تلك الاكذوبة .
د. عبد العالي الحراك 5-12-2007






#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخبط السياسي لقادة جبهة التوافق العراقية
- نداءان الى الكتب والمثقفين العراقيين في الخارج
- االحوار المتمدن يمنحني حريتي بيدي
- لا تطالبوا الحكومة العراقية بما لا تستطيع.. وهي لا تستطيع
- نداء الى الحزب الشيوعي العراقي
- رد على رد والخير فيما يقع( مع الماركسيين اللينينيين الستالين ...
- ماذا جنى الحزب الشيوعي العراقي من تحالفاته السياسية السابقة. ...
- مصير الحزب الشيوعي العراقي كمصير حزب توده الأيراني... اذا لم ...
- ألح على ضرورة وحدة اليسار العراقي
- هذه احلامك بغداد
- دور (الحوار المتمدن) في الحد من ظاهرة الانقسام والتشرذم في ا ...
- يا شعب العراق اتحدوا
- جذور التطرف الاسلامي
- الماضي والتاريخ النضالي في تفكير قيادة الحزب الشيوعي العراقي ...
- متى يلتقي اليسار العراقي ليتحاور.. ان لم يتحد
- ماذا جنى الشعب العراقي من تجربة الاحزاب السياسية الاسلامية ا ...
- العروبيون يلتقون مع العثمانيين والفرس في نفي حق تقرير المصير ...
- الأستاذ ضياء الشكرجي يحسم تناقضاته بشجاعة على مرحلتين
- ماذا جنى الشعب العراقي من تجربة الاحزاب السياسية الاسلامية ا ...
- محدودية الوعي الليبرالي 2.. تعقيب على مقالات الدكتور عبد الخ ...


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العالي الحراك - لن تخدعوا الشعب بأن امريكا تهدف الى تحقيق الديمقراطية في العراق