أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - علّقيني في طرف مباهجك














المزيد.....

علّقيني في طرف مباهجك


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 - 09:49
المحور: الادب والفن
    



اللغة خيانة كبرى.. فمنذ اختراعها توقفت الأصابع عن الحديث.. وتعلمت الشفاه تقبيل الهواء.. لم تكن الجغرافيا قبل اللغة واقعاً ملموساً.. ومع كل حرف.. أضيفت بلاطة جديدة.. ومتر إضافي لمسافات الشوارع.. اللغة خيانة كبرى ووحيدة.. غير قابلة للتصحيح.. فهي المسؤولة عن كل حروب البشرية.. وكلّ الجرائم ضد الانسانية.. فمنذ توقف الأصابع عن الحوار.. تحولت للعزف على مفاتيح الأسلحة.. وتجتهد في زيادة أعداد الاصابات.. اللغة خيانتنا.. فللمرة الأولى.. تركنا الهواء يدخل بيننا.. والطاولات والكراسي ذات الذراعين تنظم جلساتنا.. وصارت أرواحنا تسري عير أسلاك التلفون .. بعدما كنا ملتصقين بالروح والجسد.. متحدين بالبهجة والألم..
*
انظري إلى الشفاه.. لها شكل الوردة.. وهذه الإضمومة.. هي صورة التويج.. هل رأيت نحلة تفكر في الكلام.. وهي تصبّ عصيرها.. في روح الكينونة.. هل ثمة أروع من حوار نحلة ووردة.. أو اعتناق وردة لنحلة.. لماذا لا تتكلم الزهور.. ولا تفكر الفراشات في اقتراف لغة.. لأن لغتها الحقيقية كائنة في الروح.. أما لغة البشر.. فمحسوسات ماديّة ملتبسة.. وأدلة جرمية على ممارسات لا يعترف بها أحد.. لقد وقعنا مرة أخرى في شرك الكلمات.. ونحن نريد الهروب من اللغة.. أعطيني قبلة واحدة.. تختصر صفحات من الكلام..
*
أرجو أن لا تهربي يا أميرتي.. فما من ملجأ في أرض .. واعلمي.. ان للهرب بداية. ولكن بلا نهاية.. وإذا هربت اللحظة.. فلن تجدي نفسك ثانية.. فالأمكنة إحالات على بعضها.. واللغات خيانات متناسلة.. تخرجين من لغة وتدخلين في غيرها.. تدخلين في مكان لتخرجي منه بعد قليل.. لهذا جعلوا للمنازل أبواب.. وللحجرات نوافذ.. فالبيوت صورة المعتقلات.. هل رأيت غابة لها باب.. أو غصن شجرة تعلق عليه نافذة.. أو بوهيميا تحدد مواعيد للاغلاق والافتتاح.. إذا هربت هذه المرة.. فلن أجدك ثانية.. كيف أجدك إذا كنت لا تجدين نفسك..
*
قبل أن أجدك كنت منسجماً مع الغابة.. أما وقد التقيتك.. فقد صار للغابة صورة ثانية.. الشمس تحمل ضحكاتك.. والقمر يتكور مثل جسدك.. والاغصان تلتف مثل أطرافك.. كل شيء صار يدلّ عليك ويشي بك.. أيتها المتنزلة من أبراج سماوية.. كل الطاقات التي خزنتها في جسدي.. عشرات السنين.. تذوب في لحظة من حضورك أو غيابك فيّ.. أيتها الناعمة كالورد.. والدافئة كالصبح.. قبلك لم يكن بيت.. وبعدك لا يكون وطن.. نعم الغاية والوسيلة..
*
لندن
الرابع عشر من مارس 2007



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الفارزة بين القاعدة والاستثناء)
- الوجودية والعولمة
- ظاهرة الاغتراب في نصوص مؤيد سامي
- بقية العمر
- ليلة ايزابيلا الأخيرة
- مستقبل المرأة الرافدينية وقراءة الواقع
- قاع النهر قصة: الفريد بيكر
- أبي / هيلكا شوبرت
- توازن القطاعي في النظام المعرفي العراقي..!!
- صورة جانبية لأدورد سعيد
- من الشعر النمساوي المعاصر- كلاوديا بتتر
- أوهام الضربة الأميركية لايران
- النوستالجيا.. الطمأنينة والاستقرار
- الفرد والنظام الاجتماعي
- الاغتراب في ظل الإسلام
- من الشعر النمساوي المعاصر- بيرنهارد فيدر
- أحلام مكيسة
- Shadowsظلال
- محمد علي الباني رائد تحرر المرأة العربية
- نكايات


المزيد.....




- بعد وفاة الفنانة إيناس النجار.. ماذا نعرف عن تسمم الدم؟
- الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن -شركاء الأيام الص ...
- بالفيديو.. لحظة وفاة مغني تركي شهير على المسرح
- كيف تحولت السينما في طرابلس من صالونات سياسية إلى عروض إباحي ...
- بالفيديو.. سقوط مطرب تركي شهير على المسرح ووفاته
- -التوصيف وسلطة اللغة- ـ نقاش في منتدى DW حول تغطية حرب غزة
- قدمت آخر أدوارها في رمضان.. وفاة الممثلة التونسية إيناس النج ...
- وفاة الممثلة التونسية إيناس النجار إثر مضاعفات انفجار المرار ...
- فيلم -وولف مان-.. الذئاب تبكي أحيانا
- الفنانة التونسية إيناس النجار تودع الحياة بعد صراع مرير مع ا ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - علّقيني في طرف مباهجك