طفلة تكاد أن تطير لولا إنها تتشبث بإصبع أبيها
وهما يسيران بين ممرات حديقة الألعاب
يحاول أن يرتق ثقوب روحه بالنسيان
شارداً تمضغه الذكريات يحصي غياب الذين يحبهم وإنفرطوا من مسبحة عمره
قبل أن يرتوي منهم
ولا زال يحتسي سراب ظمأ الأيام
- بابا بابا
تُري كم عصفوراً فوق هذه الشجرة؟!
عذوبة لثغة شقيقه الصغير التي غابت قبل أن يتعلم نطق أسمه!
- تلك النافورة مثل شعر أبيض!!
جدته
مخزن أسرار طفولته، صندوق حكاياته الذي لا ينضب، من دكنة لونها تلون أول ليله،
ومنه تبدأ مملكتها في الرقص بين الطبول والأنياب،
ومنه تبدأ مملكتها في النهوض.
- هل يمكن أن ألتقي بـ " أليس" أو " ساندريلا" يوماًَ ما؟!
صديق طفولته
الذي ألتهمه النهر
في مباراة للغوص ذات فيضان،وهو ينتظره علي الضفة ظل يحسب إلي ما بعد الغروب أعداداً فلكية الأصفار.
- أتري تلك السحابة، مرة تصير فراشة ، ومرة تمساحاً!!
طيف ابتسامتها الأخيرة يجعله يحتمل يتمه.
- وآآآو!!
أصداء أغنيات حبيبته الأولى مازالت ترن بقلبه
- هل للقمر أبنه؟!
لن يراه مرة أخري يشعل المكان فرحاً بحضوره ابن أخته الشهيد.
- لماذا لا يتجول هذا التمثال مثلنا؟!
هل له أبناء؟1
أو زوجة؟!
بابا بابا.
بابا بابا..
بابا بابا..
- نعم
- ماذا تعني كلمة رماد
- أنا
- لا تمازحني أرجوك، ماذا تعني كلمة دنيا
- أنتِ.
7 نوفمبر 2003م