|
اهاجي الممدوح
عبد الحسين الحيدري
الحوار المتمدن-العدد: 2117 - 2007 / 12 / 2 - 10:06
المحور:
الادب والفن
أهجية رقم (1) كم تَبقّى من الطفولةِ ، كم غيمةٍ ، كم فراشة ، كم وردةٍ ، كم فراتْ النبوءآت أرَّقَها الطينُ ، أضحتْ ضفافُ الكلامِ فلاةْ مَنْ تُرى يتقاسمُ هذي الجزيرةَ ؟ سيِِّدٌ وأميرة ، وأماسٍ ، وأُضْحياتٌ ، وصمتُ ... كلُّهمْ خاصَموا ذرَّةً من رمالكَ في السِّرِ أو في العَلنْ أَوَ لستَ الّذي شبَّ في نارِهم بَرَداً ؟ ثُمَّ ظلَّ يُسمّي الليالي ... وَطنْ لا تَقربوهُ ، فَقدْ تشظّى : كَلِماً ، وَرَيحاناً ، وتيجاناً ، ونبضا للطينِ أوْ للماءِ أَنْ يتجمّرا : للريحِ أوْ للنارِ أَنْ يتشاجرا نَهضَ الفتى مِن نَومهِ ... وبلفتةٍ في كفِّهِ ... ريشُ الخرائطِ صارَ أَرضا * * * ليسَ بينَ السّهوبِ وبينَ الشحوبِ ... سوى فاصلة تتكوكبُ في فُسحةٍ آفِلة مَنْ يَلمُّ الشجرْ ؟ مَنْ يَلمُّ الرياحَ ...؟ ومَنْ باستطاعتهِ أَنْ يُؤالفَ ... ما بينَ هذا الرّمادِ وبيني ؟ كيفَ أَني كأَني ... أَرِثُ الأَخضرَ المتداخلَ والأَسودَ البضَّ .! بل كيفَ زوبَعتي لا تُثنّي ؟ آدمٌ ... أَيّهذا المفرقَعُ بالسِّحرِ - مثلي – أجبْني : كيف تنقفلُ الجنّةُ المشتهاةُ وأسنانيَ اللَّبنيّةُ لمّا تَدَعْني ؟ وَلْيَّمحِي وَرْدٌ بشرُفةِ شاعرِ ... وَنَدىً ، ويقظةُ سانحِ وَلْيَمَّحِي ... ذِكري ، وَطرفةُ كاهنٍ ... وحصيدُ بعضِ جَوارحي ... أَللَّيلةُ اللّيلاءُ قلتُ لها اصبحي ! ولِتَصحَبي هذا الفتى المخذولَ ... بالنارِ البتولِ ، وباللأُفولِ ... وبالدِّمَقْسِ الغادِرِ !
كانون أول 1987
أهجية رقم (2) ... في الظَّلامِ العتيدِ لتلكَ الصَّحارى أُفتِّشُ عن خطوةٍ مَسَّها البرقُ ثمَّ توارى في الوِّهادِ العَريقةِ كنتُ أَبحثُ عن قطرةٍ شاكسَتْ غيمها هَلْ أَنا مخطئٌ ؟ حين أَعدَدْتُ ذرّاتِ ذاكَ التُرابِ ... فأحنيتُ هذي الأَصابعَ ! مَهَبُّ البُروقِ يُبلِّلُ أَجنحتي ... والرمال تُبدِّدُ أشرعتي ... وأنا في الفراغِ أُعَشْعشُ أَنقرُ تَرنيمتي ، ناكثاً حَنَثي للشَّجرْ ! ما حَرثتُ الصهيلَ الذي اصْفَرَّ بينَ بطونِ الكتبْ ما أثرتُ الغُبار ما نفضتُ الرَّوائِحَ عن مزهريّاتِ آشورُ ، إِلاّ لكي أَرِثَ الأَخضَرَ المتداخِلَ فيكِ ... وكي يَتحدَّثَ هذا الأطارْ أَظلُّ لتاريخِ بابيَ أَشحذُ مِزلاجَ خطوي ، أَظلُّ صَدىً يَتعثَّرُ في الصوتِ حتى انحسارِ الكلامْ ليسَ هذا الأَسى غيرَ أُرجوحَةٍ نفضت حَبلَها في الهواءِ الأَخيرْ ليسَ هذي الظّنونُ سِوى نَهَرٍ يتعقَّبُ ليفَ الظفيرة ...! ليتَ هذا الأَسى : جِنَّةٌ تَسبقُ الآسَ في عَبَقٍ يَتناثرُ مِن أُبُطَيْهِ النحاسُ ، فَيبتلُّ ذهنُ القميصِ وَيَعتَلُّ ذقنُ الرِّثاءْ ...! أُرَتِّقُ سجادةً مِنْ دُعاءْ ولكنَّ آخرَهمْ ... آخرَ الأَدعياءْ ... يُطالبني بأَصابعَ مَعصوبةٍ ، ونَدىً حالكٍ . ثمَّ أرجوحَةٍ نَزَعتْ عَن حَبائِلها ما يديمُ الطفولةَ ... كوني الطفولةَ يا وَردةَ الحمدِ ها .. آخرُ المَعِزاتِ التي صَدَأَتْ في قِوايَ وَفي حلمةٍ صانَعتْ في البَياضِ الوسيعِ قروني السحيقة في الحليبِ الَّذي يتأَكسدُ في الظلِّ كانتْ تويجاتُ قلبي تُقِرُّ الجذورْ عابران ... بجناحٍ ثقيل ... وذاكرةٍ صَدِئة ... أخذتْ بهما سكرةٌ من سفرْ ساءَلا النهرَ : أينَ المفَرْ ؟ عندما تلتقي الضّفتان ...! فأجاب : أنتما تنسيانِ الشجرْ !
آذار 1992
أهجية رقم (3) في التَعاويذِ أكثر مّما يَجبْ في الخرائبِ آيلةً باعتذارٍ وَسيع جنحُ وابلةٍ وَمَضا الأسى يَهصرُ الضالعينَ بوَحشتِهمْ والندى يَعصرُ الضائعين بوَرداتِهمْ ومازلتَ تبحثُ : عَنْ نرجسٍ في اللَّظى بارداً وكليلْ ... مثلَ عينِ الرِّضا في التَّعاويذِ ، أوْ في الخرائبِ آيلةٍ سَتظلُّ تُؤَلّهُ ما قدْ مَضى بركامِ الكلامِ الجميل * * * كيفَ استعرتَ الظلَّ كي تلجَ المماحي كيفَ استعنتَ بهّجوِ نهركَ كي ترى في ضفَّتيكَ السَّيسبانُ يقومُ ... ثُمَّ يُفَبْركُ السَّقَطاتِ ... في ريشِ الجناحِ هَلْ آذَنَتْ "ورقاءُ" حتى أَرتمي بهلامِ آجُرِّي وأَفشي للجهابذةِ ارتحالَ سَحابةٍ في كُوزِ أَحلام سَيَعلَقُ منْ مَراياهُ ابنُ آدمَ ... قَدْ يكوِّرُ حاجبَيهِ ... ويَستبيحُ دَمَ الرِّياحِ بكَ أَستعيذُ ... بحكمةٍ ضاءَتْ ... بِسربِ الرِّيشِ ، وهوَ يعيدُ أُغنيةً لمنقارٍ يَفوحُ وشايةً ... كيْ تنهضَ الأَوراقُ ... في نسغِ الأقاحِ * * * وفي وَجَلٍ ساكنٍ في نعاسِ العَذارى يُسمِّيهُ أهلي الـ ... وفي بَهجةٍ لا تُطاقْ تمَّ ذاكَ الصَّدَاق بَينَ كهفٍ يُسمّيهُ أهلي الـ ... وَبينَ تعازيمَ مأَخوذةٍ بكُرَّياتِ دَمعيْ يُبادِلها قَلَمي الإِرتزاقْ - هَل تعلَّمتَ منهمْ كثيرا ؟ - بلى ... قد تخذتُ الجزيرةَ باباً لحزني ... والفتُ بينَ الضِّفاف وَمِنْ وَجَلٍ في نعاسٍ يسَّميه أَهلي الفراق، سَطَوْتُ على حُلُمي ناثراً سِعَتي في الكَفافْ هَلْ ستخرجُ أُنثايَ مِن نومِها ؟ هَلْ سَتخرجُ ؟! طَرْقٌ خَفيفٌ على النافذة وَثُغاءٌ وَسيعٌ يُدَثرُ ... صُوفَ اللِّحافْ شباط 1993 أهجية رقم (4) هَتفَ الفتى : عاجَ الهديرُ بموجِهمْ ، فنسيتُ تاجي ما كنتُ أحسَبُ أَنَّ ضوءَ نُجيمةٍ شاخَتْ سَيدخُلُ في خَراجي ! وتساءَلَ الرعيانُ : ما هذا الفتى ... يُدني مقالتَهُ ... يُؤالفُ بينَ شقينِ ... الصدى ، والصوتِ في الماءِ الزّجاجِ ما للفتى ... نَفشَتْ ذوائبَهُ الخطوبُ ... وناثرتْ راياتِهِ شرراً ... تقافزَ بالعَجاجِ ما للفتى ... تتعثرُ الألقابُ في أَشَناتِهِ ... يَبغي مُكاشَفةً ، ويَأبى ... أنْ يُؤاخَذَ باحتجاجِ ما للفتى ... رَوْحٌ ... وَترنيمٌ ... وظلٌّ تالفٌ ... وخَسارةٌ أخرى على جبلِ التّناجي مَنْ قالَ : أَنَّ السُّنبلة : حَرثُ السَّعادين العتيقِ ... وغرسُ شَمسٍ آيلة ! مَنْ قالَ أنَّ السُّنبلة : ضاقتْ بفلاحي سَبَأْ وَطفتْ لملاحي تهامةَ ... حينما ضَلّوا الطريقَ لـ"دَيْلَمونْ" ! وَمَنْ ادُّعى : أَنَّ الغوايةَ في مآربِ إمرأة ... رَفَهٌ يُسَوِّرُهُ الخطأْ قال الفتى : أنا لمْ أكنْ خبراً لِسَوْرَةِ مُبتدَأْ ! ما أَتعبتْ ظنِّي السّنونْ لكنَّني جَمَلٌ أَضاعَ سَنامَهُ ... في "طَيْسَفون" آب 1993
أهجية رقم (5) لَوْ أَنَّ نافذتي تُنافقْ ! لَخضَضَتُ عُوداً عَنْ راوئِحِهِ القَصَّيةِ ... وهيَ تَمتحنُ القُبَلْ وخَفضتُ جَفني عَنْ عطورٍ ... كنتُ أبصرُها تؤَرِّخُ مَنْخِرَيَّ وتنتقي أَلوانَها في نَحْلَةٍ ... نَفَشَتْ أَمانيها ... على صَحنِ العَسَلْ ... لَوْ لَنْ يكونَ الظلُّ عاشِق لَطلبت مِن رِئَتيْ تَذكُّرَ أَمسِها ... وَكتبتُ تاريخَ الحدائِقْ لَوْ أَنَّ هذي الخضرةَ الرَّمداءَ ... ما استجلتْ تعاليمَ الشَّجرْ لَشَهِدتُ ما شَهِدوا الرَوائحَ في دَمِ الأنثى ... المدائحَ في فَمِ الصِّدِّيقِ ... مَنْ منكمْ بِلا ... سَيَضيعُ في قَلبي الحَجرْ كانونُ جاءَ بِلا مَطرْ ... وتَوَحَّدَتْ أيّامُهُ في اللاتناسُقْ آبتْ أَقاوِيلي إلى أمْسٍ يُحاوِرُ ... مقلةَ الأَعمى ، وللأفْعى يُصادِقْ لَوْ أَننَّي رُوحٌ هُلاميٌّ وشاهِقْ ! لو أَنَّ فَحمْةَ إِصْبَعي قَدْ لَملَمَتْ ... دَمْعَ الزَّنابقْ لَوْ ينصتْ الموتى لموتي كي يُعيدوا ... - بَينَ تابوتيْنِ – تأويلَ الحقائِقْ ! إِيّانَ تَنهطِلُ الأَباريقُ القديمةُ ... مرةً أُخرى ، ويَعلو السَّيْسبانْ ! فسَيذكرُ العشاقُ أَنَّ مُحارِباً ... أَوْدى بصاريةِ الرِّهانْ وعلى حدودِ الشمسِ ... ضاقتْ فيهِ عينُ الصَّوْلَجانْ ! لَوْ أَنَّ نافذتي تُنافِقْ ...! لاحمرَّتِ الأَزهار في عَينيْ ... ولاخضَرَّتْ حَرائِقْ ! لَوْ أَنها ... وَسِعتْ مُواءً كانَ يَضمرُ لي ... الضَّغينةَ كيْ أُرَتِّبَ مطبخي ... لَوْ أَنَّها ابتلَّتْ بيَعْسُوبٍ أَجازَ ... خرائطاً ، لَوْ أَنّها اهتَمَّتْ ... بخُرنُوبٍ مُراهِقْ أَنّى اتجَهتُ أَراكَ يا جَفني ... لَوْ انَّكَ نافِذة ! تَسَعُ الجراحَ النّافِذة وَبهكذا ... سَأُعيدُ جَذرَ محبتي ... وأَقولُ : ما كنتُ استعنتُ بغيرِ رُؤياها ... وَلا بيْ مِنْ أُصُولِ الزَّنجِ ... فَرْعُ جَهابذة ! لَوْ نافذة ... تَسَعُ الجراحَ النافِذَة ... لَوْ أَنَّ ظلمةَ عينيَ استَعصَتْ ... على قمرٍ،وأَرْخَتْ حاجبَيها كيْ تهِلَّ سلالةُ الأَبهى ، وكيْ لا تستظلَّ سلاحفُ الأشهى بجُرفٍ لا يُفارقهُ التآكلْ لَوْ أَنها دَلَفَتْ بأَرغَن زقزقاتٍ ... تاهَ في تَرْجيحها ... زَغَبُ السَّنابلْ الذِّئبُ أَوْغَلَ في الخَرافَة والفيءُ تأْكلُهُ النَّحافَة وَلَوْ أَنَّها : تَعويذَةُ المكفُوفِ في عَينِ الغزالِ ... يَجوبُ ظُلمتَهُ ، لكُنتُ هَتفْتُ : يا ظلّلي اسْتَقِمْ ... لكَ كُلُّ هذي القُرفُصاء تلوكُ قامتَها ... اسْتَقِمْ ، واذكرْ مزاميرَ الرُّعاةْ كمْ مِنْ ثُغاءٍ ضاعَ في دَمِ عَوْسَجة ! أسعى إلى غَدِها وتَسعى نحوَ أَمسي يَعدو صَهيلي في دِماها ، وَهْيَ تَغدو : وَمْضةً صَلعاءَ في شفةِ اللَّيالي وَأنا ضَناها، وَحشةُ الغزلانِ تكسرُ حاجبي فأَتوهُ ، أَبحثُ عن بقايا وَمضةٍ برَمادِ ... كأَسي لَوْ أَنَّها شربتْ سُلافةَ واعظٍ أدْرى ... بتاريخِ المرايا لَوْ أنَّ مَوتيْ لا ينافِسهُ هَفيفٌ فَرَّ مِنْ ... أُفُقِ البَيارقْ هَلْ يَعبَثُ العميانُ في تزبيرتي ؟ هَلْ جانَبَ الشعراءُ فرسَخَ شَدوِهمْ ... أمْ غادَروهُ ؟ أَمْ صانَعوهُ ، وَصَوَّروهُ ، وَصادَروهُ .؟ مَنْ قالَ إنَّ الأَمسَ أَمسُ ؟ مَنْ زاغَ واستفتى بنافلةٍ يُعمِّرُها الدِّمَقسُ مَنْ آزَرَ الاجُرَّ واستَعصى على ... مَوجِ العبارةِ أنْ يُلامسِها ابنُ حَوّاءٍ لَهُ عَينٌ وَضرسُ مَنْ يَدْفَعُ الشُّبهاتِ عَنْ ضِلْعٍ ... بهِ رُمحٌ وتِرْسُ ؟ أَفَكُلَّما ناجَذْتُ عَضَّ نَواجِذي ظِفْرٌ ... يُؤرِّخُ في الأرومةِ وَحشةً هَرمَتْ، وذكرى سَوْفَ يَطمرُها بِلا أَسَفٍ – على الخَمسينَ – رِمْسُ مَنْ قالَ أَنَّ "الآنَ" أمسُ ؟ سأريهُ طفلاً كانَ يَحفظُهُ الخليفةُ ... بَينَ حُقْوَيهِ ... الفتى لا زاغَ ... لا ضَرَسَتْ نُيوبُه ، لا تَلاسَنَ ... إنهُ لمْ يَدفعِ الشّبهاتِ عن ظِفْرٍ يُؤَججُ ... في الأرومةِ غَيمةً سَطَعَتْ ، ولم يَغدُ لذكرى سوف يغمرُها التلكؤُ والثّغاءُ إلى إلى وَتينِ الذّاكِراتِ وَذاكَ غَرْسُ لَوْ نافِذة ... عاثتْ بسِفرِ سَفَرْجَلٍ أوْدى بسَطرِ كتابِهِ ، وَأَغاثَ أفعىً أَنْ تلَوِّنَهُ ، وكان يُريدُ سُمّاً لا يُلاسِنُهُ ، وَيَشقى بالتَّدابير المسَطَّحَةِ ، اسْتعِنْ بي ، واسْتَعِذْ بالّلا زَوَردِ ، الظِلُّ لا يُغْني ، وَلا يَسَعُ التَّجلّي في مَحاريبِ ابنةِ اليعْسُوبِ في نَسَقِ القوافي "النونُ" هل لِلنُّونِ مَجلسُ أَوْ مَحاضرُ في محاريثِ التَّآخي في التَّراخي ؟ سَوْفَ أَدْعُوها . وأَعلَمُ أَنّها مِن نَهرِ آثامي سَتُزهِرُ ليلكاً مُرّاً . ولكنْ سَوْفَ تنبلجُ الحياة النَهرُ طيَّنَ ساحِليْها ، وارتمى عُشْباً تُضاعِفُهُ أَناشِيدُ الرُّعاة ما ذَنْبُ أُنثايَ التي رَعَتْ الفلاة ؟ ما عُشبُها المصْفَّرُ ؟ هَلْ هيَ باعَدَتْ كَتِفَيْنِ عَنْ قُطنٍ وَصاجِ ؟ ما ضَوؤُها ؟ هَلْ يَسْهرُ النارَنجُ محكوماً بتاجِ أَرِيكَةٍ نَفَشَتْ ثَناياها ولمْ يُهمِلْ بَقاياها الرِّتاج ما حِيلَةُ المُخضَرِّ غيرَ دماءِ تَحمرُّ ... السَّحابةُ بَيننا ، هَل هذهِ أَرْضي ؟ أَمْ الرَّغباتُ مَنْ كنتُ أُبتليتُ بغيرِها : دَمْعاً على قدّ العُيونِ ، وَما أسِفتُ على أَحَدْ يحكي مُلابَسَةَ احتراقي ، ثُمَّ يَطوي سِكَّتي فَرداً نأَتْ عن وَجْههِ الأَغْباشُ نَتَّفَ رِيشَها دِيكٌ وَديعٌ جُلَّ تُهمتِهِ يَبيضُ على وَتَدْ صُودِرْتُ ، أَوْ صادَرتُ قمصانَ الحديقةِ ... هَلْ أُتِمُّ إِذا أَلمُّ شماتَةً هرمَتْ وَأخرى سوف تَبتعدُ الظِلالُ بثَوبِ وَحْشَتِها ، أَما قال القتيلُ بأَنَّ وَهَدتَها استطالَتْ . كم تَحَملْنا نلوكُ حَديثَها زَمَناَ ونَلجُمها وكمْ صارَتْ قفارا ! أدَّبْتُ قافيتي لِكيْ تذكي النهارا ما هَمَّ أنْ أَلجَ اعتذاراتي وأَنْ أَغتَمَّ مَرهوجاً بقافِلةٍ تُقَفِّي ما يُباعُدهُ النَّدى في ذِهْنِ صاهِلةِ الفَيافي ما بين بَحرَيْنِ استَعادا مَوجةً في اللاّتصافي كيف البُروقُ إلى سَحابةِ ساحِلي ؟ كيفَ التَشبُّثُ ؟ هَلْ دِثارُ الغيمِ ... إِرْثٌ لا تُؤكِّدُهُ المنافي ؟ هَلْ كانَ بَينَ العَقلِ والقتلِ المؤَلِّهِ ذاكَ ... شَهْدٌ مِنْ زِعافِ ؟ أَسْبَلْتُ جَفْني للنَدَاوَةِ ونحوتُ حنجرةَ البَداوَة لَمْ أَلْقَ غَيرَ الخيزَرانِ يَلُمُّ اجُرِّي ... الفَسيحِ لَمْ أَجتهدْ بِسِوى أُرومَةِ مَركَبٍ ... لم تَلتقطْ أُذُنا شراعِهِ صوتَ ... دُورِيٍّ جَريحِ لكّنهُ – في زَعْزَعانِ الريحِ – توَّجَ نَفسَهُ : مَوْجاً لقيدومٍ فصيحِ
* * *
آب / أيلول 1996 العراق /الكفل
#عبد_الحسين_الحيدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|